ولاية النيل الابيض من الولايات التي عانت معاناة كبيرة جداً في اختيار حكامها وكان ملامح هذا يتمثل في انعدام التنمية حتى يئس المواطن من أمل الخدمات الاساسية ولعل العامل الاول أن التشاكس أعمى بصيرة هؤلاء وشل فكرهم الا من التنافر والتناحر فلم يولوا بعد الخدمات والتنمية قدرا من المسئولية وأن عقلية الاستاذ يوسف الشنبلي والي ولاية النيل الابيض المتقدة وما لازم ذلك من تنمية لا ينكرها الا مكابر أو حاسد وها هي العمارات الشواهق وأرصفة الطرق في كل ربوع الولاية ظاهرة للعيان فأنه اتجه للتنمية بإرادة قاهرة وعزيمة قوية فنعمت الولاية بالتنمية في كل منحى من مناحي الحياة سواء أكان ذلك في الكهرباء أم المياه أم المياه ألا يكفي الوالي فخراً أن يلبسه الرئيس وسام الانجاز ويسربله بالرضاء التام؟ . إن المواطن في ولاية النيل الابيض انتعش والتفت بكل هم وعزيمة نحو الرقي والتقدم والازدهار. إن مبدأ الشفافية وحرية الرأي والاستماع للنصح من الكل كان ديدن والي الولاية . يلاحظ أن الرجال الذين زين أعناقهم عقود الانجاز وعرفوا بين الناس بأنهم من الذين يملأون مواقع المسئولية بالتشريف والقدرة علي تجاوز الصعاب وتحقيق المعجزات ليس بالضرورة أن تتدفق الاموال تحت أقدامهم أو توهب لهم الوسائل بمجرد الطلب ولكن هؤلاء أودع الله في قلوبهم وعقولهم أسراراً وهيأهم لمهام تتقاصر دونها الهمم وتتقزم الامكانات وليس لان المال قد يبذل لرجل عاطل وشخصية ضعيفة وذهنية فقيرة وهنا يصدق القول بأن الرجال هي التي تأتي بالمال وليس المال هو الذي يصنع الرجال . وفي مجتمعنا السوداني نلاحظ بأن هناك أناساً وجدوا انفسهم أصحاب ثروة إما اتتهم عن طريق الحظوة بمنصب أو سمسرة أو إرث . ولكن ما إن مضى زمن قليل الا وأن اهلكوا ذلك الحرث بفعل عطالة الفكرة وانحطاط الهمة وضعف العزيمة . وبالمثل هناك أمثلة أخرى لابناء أسر لم يولدوا في قصر أو أن حياتهم قد بنيت على رفاهية ولكنهم كابدوا الحياة بظروفها القاسية ومصائبها المتتالية ولم يتسرب اليأس الى قلوبهم فخاضوا غمار الحياة دون قاعدة مالية يتكؤون عليها فكان مبدأهم يتأسس على رباطة الجأش في مواجهة النائبات وقهر الصعاب لتحقيق الانجازات فتشمخ انجازاتهم وهم بذلك يساوون أمة وسبحان الله ييسر كلٍّ لما خُلق له . وما دمنا نتحدث في هذه المساحة عن المشروعات التي تحيلها الهمم الى واقع فاننا نشير الى الرجال المعاصرين الذين ظلوا هكذا في ذاكرة هذه الامة بانجازاتهم الفكرية وامتداد مشروعاتهم التي لم تستطع قوة ايقاف مسيرتها صاعدة الى السماء وفي ذهني رجال كثر أذكر منهم على سبيل المثال الرجل الهمام والاستاذ الاقتصادي الذي جعل من وزارة المالية نموذجاً يحتذى به في كل مجالاتها سواء كانت محاسبية أم إدارية ألا وهو الاستاذ فتح الرحمن موسى مساعد المدير العام لوزارة المالية بولاية النيل الابيض فهو رجل بقامة أمة . ياسر عبد المولى ربك حي العمارة