اليوم العالمي للمرأة هو اليوم الثامن من شهر مارس من كل عام، وفيه يحتفل عالمياً بالإنجازات الاجتماعية والسياسية والاقتصادية للنساء. وفي بعض الدول كالصين وروسيا وكوبا تحصل النساء على إجازة في هذا اليوم. الاحتفال بهذه المناسبة جاء على إثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي والذي عقد في باريس عام1945. وهنالك رأي آخر يرجع هذا الاحتفال الى عام 1857 حيث خرجت الآلاف النساء للاحتجاج في شوارع مدينة نيويورك على الظروف اللا إنسانية التي كن يجبرن على العمل تحتها. عموما أصبح الثامن من مارس في كل عام هو التاريخ المحدد لهذه المناسبة، واختيار تاريخ محدد لأية مناسبة عالمية يعني في المقام الأول التركيز على أوضاع المرأة وفي البلدان "النايمة" مثل بلادنا يكون شكل الاحتفال مختلفا إذ لازلنا نبحث عن الحد الأدنى في الاهتمام بحقوق المرأة، غير أني أود أن أحتفل مع حواء السودانية في دائرة محددة جدا. ظلت المرأة السودانية –على مدى التأريخ- تتحمل أعباء الفشل السياسي في توفير الحياة الكريمة للأسرة التي تنتمي لها، ويبقى الفشل واضحا في رتق مفارقات الدخل والمنصرف، عندما يخرج الرجل من البيت تاركا بعض المصاريف التي لا تسد أية ثغرة، تتصرف النساء على طريقة "الحواة" جمع "حاوي" وبذلك تصبح حواء هي الحاوي "بشحمو ولحمو"! مهارات فائقة اكتسبتها المرأة السودانية الأصيلة وهي تصنع من الفسيخ "وجبات" حيث يحضر سي السيد الى البيت ليجدها مستورة والحمدة لله، وتعمل المرأة هنا بنظرية حاجة أمنة "يا حاجة بينك والمحال..ما لقيتى فى داك النهار..شيتاً ويجو ياكلوا العيال..حبة عدس ما بسوى شيئ..وينو البصل وينو اللحم ؟ حبة عجين ما بسوى شيئ..وينو الدقيق وينو الفحم من جاي لجاي..هبشتى جاي فتشتى جاي..كان تلقى شيئ".. والذي يغشى الأسواق الطرفية يشاهد إكروبات في غاية العجب، إكروبات في فن التسوق ومعارك في مستوى الظفر بالحد الأدنى من ضروريات "العيش" في تلك الأسواق تفعل الخمسة جنيهات ما يعجز السحرة عن فعله حيث يتم "تقصير الظل الغذائي" وتصبح السلكة عبارة عن "حبة طماطم وفشقة بصلة وصفقات جرجير.." وقس على ذلك في موية "موية الفول" وزيت الجبنة وجبنة الزيت، والمرأة السودانية هي صاحبة حقوق الملكية في ابتكار "قدر ظروفك"! في هذا اليوم نُحيّي ربة المنزل، الصابرة والقادرة على إيقاد جذوة الكانون و..تجهيز "كباية الليمون" والتطبيب بالحلبة والعطرون، ومعروف أن الضغوط الاقتصادية تقع – كلها – على رأس المرأة، فإذا كانت في مهارة حواء السودانية تستطيع العبور الى بر الأمان وعلى طريقة الكير الذي يرقص مذبوجا من الألم "طلع الصباح لو ليك مراد يا حاجة ما تطلع شمس.. والليلة عندك زي أمس لسه الرويدى مع الصباح من مدة ماجاب ليك خبر.. كان جوفو زي جوف العيال..من مدة داير ليه حجر..والله على الزمن الحجر" وفي هذا الزمن الحجر نحيي كل النساء في بلادي.. في القرى والبوادي و... "المرا كان بقت فاس..بتعيد القفة وتسحق الأكياس"!