عند إطلاعي للاستطلاعات الصحفية عن وفاة الأستاذ الفنان المرحوم بإذن الله محمد وردي.. لاحظت هنالك اغفالا لمحطات تاريخية ومهمة في حياة الأستاذ وردي. الاستاذ وردي عند حضوره من حلفا وتم نقله كأستاذ استقر به الحال مع صديقه "الأستاذ علي ميرغني الموسيقار المعروف بل أصبح سكنه بمنزل الأستاذ علي ميرغني بالخرطوم نمرة3 وبما أن الأستاذ علي ميرغني والشاعر المرهف إسماعيل حسن تربطهما علاقة قرابة قام الاستاذ علي ميرغني بمقابلة الأستاذ وردي بالشاعر الأستاذ إسماعيل حسن ويعلم الجميع بعد ذلك ما تم من تلحين القصائد الغنائية الكثيرة من شعر الاستاذ إسماعيل حسن وكان المرحوم الأستاذ إسماعيل حسن يؤلف أشعاره الغنائية من تجارب حية ومعاشة رحل المبدع الفنان محمد وردي من الدنيا الفانية- ولكن ترك لنا دروساً تحكي اصالة السودان وأهل السودان، نحن نعبر في كلمات قد تعد بسيطة لا تغطي أعمال ذلك العملاق, لكن المطلوب من الكتاب والمثقفين والصحفيين وأساتذة الجامعات.. توثيق تراث هذا العملاق الفني الضخم الراحل المقيم محمد وردي- الذي اشتغل بالتدريس واشتغل بالسياسة وكان يحمل في دواخله حب الناس جميعاً وهذا يؤكده فنه من غناء باللهجات المحلية إضافة لغنائه بلهجة أهله النوبة ولذلك حزن عليه كل أهل السودان بمختلف ألوان طيفهم السياسي والإثني والثقافي.. هاتف مولانا السيد محمد عثمان الميرغني المرحوم وهو طريح الفراش بالمستشفي مستفسراً عن صحته قبل وفاته بأيام، كما قامت حضرة مسجد السيد علي الميرغني بحضور دفن جثمانه وهم يرددون التوسلات بأسماء الله الحسني على روح فقيد الوطن والفن وردي. نسأل الله العلي القدير ان يسكنه عالي الجنان مع الصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقاً. إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم مدير الادارة القانونية دائرة السيد علي الميرغني "الجنينة"