مبادرة فى الطريق..كينيا على الخط ترجمة: سحر أحمد أشار موقع (فويس أوف آفريكا) الى أن كينيا تخطط بهدوء لتبني مبادرة إقليمية جديدة للتوسط في النزاع الحالي بين دولتي السودان بشأن النفط وذلك من خلال الهيئة الحكومية للتنمية (إيقاد)، وكان مصدر مطلع قد قال للصحيفة إن رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت ناشد كينيا خلال زيارته الأخيرة لنيروبي للمشاركة في تدشين ميناء لامو المقترح بالتدخل في الأزمة، وأضافت الصحيفة أن زيارة رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينقا ليوغندا مؤخرا واجتماعه بالرئيس اليوغندي يوري موسفيني تصب في ذات الاتجاه خاصة وأن الاجتماع بحث إمكانية دعم يوغندا لمبادرة جديدة لحل الخلاف بين دولتي السودان برعاية الإيقاد التي يترأسها حاليا الرئيس الكيني مواي كيباكي، وأضافت الصحيفة أن أودينقا كان مبعوثا لإيصال الرسالة التي بعثها كيباكي لنظيره موسيفيني والتي يتضح من خلالها عزم كينيا ويوغندا للعب دور الأخ الأكبر لدولة الجنوب سيما وأن كينيا تعمل حاليا على توثيق علاقاتها بإثيوبيا والصومال – الخطوة – التي توضح أن الجبهة الشمالية بدأت في إعادة تشكيل ملامح السلطة بمجموعة شرق أفريقيا- وفقا للكاتب. فقدان الثقة في ذات السياق قال مصدر مطلع للصحيفة المعنية أن رئيس الوزراء الكيني كالنزو ماسيوكا سيتوجه قريبا في زيارة الخرطوم للتباحث بشأن المبادرة المقترحة في الوقت الذي سيزور فيه وزير الخارجية موسس ويتنجالا أديس أبابا وجيبوتي وأرتريا في بعثة مماثلة، واعتبر الكاتب – الخطوة - بأنها أحدث مؤشر لأن دولة الجنوب بدأت تفقد الثقة في المفاوضات التي تجري على مستوى الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة والولايات المتحدة وبريطانيا، فيما رجح محللون أن جوبا لا تشعر بالراحة بشأن المبادرة المقترحة وألمحوا لوجود مخاوف بأن المبادرات على مستوى القارة ينتهي بها المطاف بممارسة ضغوط دولية على الجنوب لقبول اتفاقية للنفط غير عادلة، لافتين إلى أن جوبا متخوفة من إدراج المجتمع الدولي للقضايا الإنسانية التي كانت عالقة ضمن أجندة المفاوضات – الخطوة – التي اعتبرت من قبل جوبا بأنها يمكن أن تؤدي الى التقليل من قضية سرقة الخرطوم لنفط الجنوب. وتساءلت الصحيفة هل ستحقق المبادرة الجديدة نجاحا في الوقت الذي فشلت فيه المبادرات الأخرى، ويرى المحللون أن هيئة الإيقاد تملك من الوسائل ما يمكنها من الضغط علي الخرطوم التي لن ترغب بأي حال أن تصبح معزولة عن جيرانها الإقليميين، وألمحت الصحيفة الى أن الفترة الماضية شهدت توقيع كينيا وجيبوتي لعدد من مذكرات التفاهم لبناء خطوط الأنابيب التي تربط بين موانئها. في ذات الأثناء حضر كل من رئيس وزراء إثيوبيا ملس زيناوي ورئيس دولة الجنوب سلفاكير حفل تدشين ميناء لامو المقترح الذي سيمثل منطقة عبور تربط كلا من كينيا ودولة الجنوب وإثيوبيا – الأمر – الذي يعتبر مؤشرا لخطر العزلة الذي يمكن أن تواجهه الخرطوم إذا ما أصرت على العزف على بطاقة الحارس المنفرد في المنطقة التي أصبحت أكثر تكاملا. تعليق آمال وأشارت الصحيفة الى أن يوغندا التي تعمل حاليا على إنشاء مصفاة للبترول وخطوط الأنابيب الخاصة بها تعلق الآمال في الاستفادة أيضا من نفط الجنوب خاصة وأن الخلاف بين دولتي السودان لاحت بوادره منذ انفصال الجنوب ولكنه تفجر مؤخرا عقب قرار دولة الجنوب إيقاف إنتاجها من النفط – رد الفعل- الذي جاء نتيجة قرار دولة الشمال مصادرة نفط الجنوب نظير الرسوم التي لم يتم تسديدها. وكانت وسائل الإعلام اليوغندية قد نقلت عن الرئيس اليوغندي يوري موسفيني قوله إنه نصح دولة الجنوب بإنشاء مصفاة بترول خاصة بها بدلا عن المصفاة المقترحة ضمن المشروع الجديد المخطط أنشاؤه بمدينة لامو الكينية، معربا عن دهشته من توقيع جوبا لاتفاقية مع كينيا لاستخدام البنية التحتية بما فيها مصفاة البترول، لافتا – وفقا لصحيفة (ديالي مونيتر) اليوغندية أن خطوط الأنابيب المقترحة لنقل النفط من دولة الجنوب الى كينيا من الأفضل أن تمر بيوغندا، وكان محللون اقتصاديون قد قالوا إن يوغندا التي اكتشف بها النفط حديثا تأمل في الانضمام لخطوط الأنابيب الجديدة – المشروع المقترح بميناء لامو فضلا عن رغبتها في أن تقوم بتكرير نفط الجنوب بالمصفاة المخطط إنشاؤها قبل تصديره عبر دول شرق إفريقيا.