ربتت على كتفه في محاولة منها لتخفيف وطأة خبر زواجها بعد ايام قلائل على (مغترب) طرق باب والدها في (قوة عين)، بينما اختار هو المساسقة بين (الشبابيك)..نظرت إليه في هدوء ممزوج ببعض العتاب وهي تقول: (لكن يا حبيبي انت برضو بتتحمل الحصل كدا.!)، تطلع اليها في وهن قبل أن تواصل هي مبرراتها وتقول: (يعني هسي لو من زمان جيت البيت وكلمت ابوي ما كان حصلت الحاجة دي)، لثوان نظر إلى عينيها قبل أن يباغتها بسؤال (مرتد) نسف ما تبقى من دبلوماسية لديها وهو يقول: (يعني لو كان جيت البيت وقلت ليهو انا عاطل..كان وافق على العرس..؟)، صمتت قليلاً قبل أن تطلق زفيراً حاراً من اعماقها وهي تقول: (على الاقل كانت محاولة..وما معروف الظروف شنو..كان ممكن يوافق)، في تلك اللحظة رسم ابتسامة على شفتيه وهو يجيبها بعد أن وضع يده على خده: (يوافق شنو..والله دا كان طبق فيني الحريات الاربع عديييييل).! (إنفصال) عاطفي: نظر اليها وهو يتذكر تلك الايام الجميلة، وراح يجتر ذكريات الماضي، وقعدات النجيلة، ومعاناة تحويل الرصيد، و(الحوامة) في نص الحلة بعد صلاة العشاء، قبل أن تكلل قصة حبهما بالزواج، لازال يذكر كيف مضى عامها الاول وسط الفرح والحبور والسعادة، لا زال يذكر تلك الايام جيداً قبل أن تتحول محبوبة زمانه إلى هذه الشخصية التي تقف امامه وتطالبه بالطلاق، فجأة..انتفض على صوتها (الخشن) وهي تقول بحدة: (اها..راجيك..طلقني عشان انا ارتاح من الهم دا)..ابتلع ريقه بصعوبة قبل أن يقول لها في هدوء: (ياخي طلقانة)...لتنتهي قصة حبهما الابدية ب(انفصال عاطفي)..! حق تقرير المصير: كانت تعلم بخيانته لها مع احدى الفتيات، لم تطالبه بالطلاق..أو حتى بالاعتراف..ولكنها طالبته ب(حق تقرير المصير).! فترة انتقالية: راح يتطلع لذلك (الدفار) الذي توقف امام منزله لحمل (العفش)..اقترب منه صاحب المنزل في محاولة لمواساته قائلاً: (معليش يا اخينا..بس والله حكاية شهر تديني وشهرين مافي دي ما بقدر عليها)، ابتسم في وجهه وهو يشير برأسه علامة الإيجاب، وقبل أن يصعد للدفار للمغادرة لم ينس أن يتعهد لصاحب المنزل أن يدفع ما تبقى عليه من متأخرات بعد (الفترة الانتقالية).! شربكة أخيرة: طالبها بأن تنتهج (السياسة) في تعامله معه، فألقت بملابسه خارج المنزل..!!!