الصحف الإعلانية...هزيمة (السماسرة)..! الخرطوم:السوداني لم يجد ذلك (السمسار) حلاً سوى تفويض امره لله، بعد ان تفاجأ بصحيفة اعلانية تنشر عدداً من العقارات التى كانت تحت تصرفه وتقوم بعرضها للبيع عبر صفحاتها، ولعل حسرة ذلك (السمسار) كانت طبيعية في ظل تراجع مهنتهم بصورة ملحوظة عقب انتشار عدد كبير من الصحف الاعلانية والخدمية في السودان، تلك الجزئية التى وصفها احد السماسرة بأنها (ميتة وخراب ديار)، ولعله كان يدرك جيداً صعوبة المنافسة مابينهم وبين تلك الوسائل الاعلامية السريعة ذوبان الانتشار والوصول..! (1) عبد العزيز أحمد أحد اشهر سماسرة قطع الاراضي وبيوت التمليك بمنطقة الحاج يوسف، يرى ان الانتشار الكبير للصحف الاعلانية قد اسهم بشكل ملحوظ في تأثر مهنته، لكنه يستدرك بثقة (غريبة) أن المهنة لاتزال تحافظ على خصوصيتها برغم ذلك الغزو، وقال: (نعم.. الصحف الاعلانية تستهدف عدداً كبيراً من الجمهور، وربما يتفاعل معها او لا..اما نحن فنمتلك خاصية (الحوار) التى تفتقدها تلك الصحف، اضافة الى تعدد وسائل الاقناع لدينا، بينما الصحيفة محدودة هذا الجانب، فهي تعرض الخبر فقط.. وعلى الزبون اما الشراء.. او عدمه. (2) ويؤكد على الرأي السابق (محمد حبة) الذى قضى نصف عمره في مهنة (السمسرة) قبل ان يتجه لتأسيس عمل خاص، ويقول: (زمان كان للمهنة طعم ولون، اما اليوم فلم تعد بنفس ذلك البريق القديم، خصوصاً بعد دخول عدد من الصحف الدعائية والاعلانية هذا المجال، حيث اسهمت بشكل واضح في تردي عمل السماسرة، واحتلالها لمواقع متميزة في الخارطة الاعلانية)، ويضيف (حبة): (ما يشكل خطراً حقيقياً على عمل السماسرة في تلك الصحف هو جزئية (الوسطاء يمتنعون)، حيث تلغي تلك الصحف وظيفة (السمسار) نهائياً، وهو الامر الذي قد يشكل خطورة على المهنة. (3) عدد من المواطنين الذين استنطقتهم (السوداني) اكدوا انهم يفضلون التعامل مع الصحف الاعلانية اكثر، لانها توفر لهم التواصل مع صاحب الحق مباشرة، وبدون رسوم تكاليف اضافية، بعكس بعض (السماسرة) الذين يرهنون ايصال الزبون للغرض المطلوب مقابل مبلغ مالي معين، إن لم يتم دفعه لهم فأنهم يرفضون تماماً تقديم الخدمة له، ويقول بعضهم ان لكل من القطبين مميزاته، فالصحف تتميز بأنها تقودك مباشرة للغرض الذى تود شراءه، لكنها بالمقابل ربما تقود معك عشرات الاشخاص الذين يرغبون في نفس السلعة مما قد يؤدي إلى زيادة في سعرها وبالتالي حدوث نوع من المزايدات المرفوضة، أما (السمسار) فهو يكون حريصا على اكمال ماتود شراءه من اغراض وذلك لضمان اخذ حقه ونصيبه من المبايعة، لذلك فهم يعتقدون انه صراع جديد تشهده اسواق السلع والعقارات هذه الايام، والتنبؤ بحيثيات نتائجه ربما تكون عسيرة جداً في ظل ذلك التباين والاختلاف.