جامعة الخرطوم... حالة (حذر).! تقرير :محمد البشاري المنظر يبدو واضحا للعيان وانت تهم بالدخول لجامعة الخرطوم (الجميلة ومستحيلة).. بحيث تلحظ الاجراءات المشددة من قبل الحرس الجامعي فى بوابات الجامعة المختلفة-وهو منظر يلفت الانتباه بشدة- الامر الذي يدلل على انتهاج ادارة الجامعة لنهج جديد باتخاذ عدد من التدابير التى تهدف لضبط وتنظيم عمليات دخول الجامعة للطلاب والزائرين وحتى اساتذة الجامعات، تلك الخطوة اعتبرها الرأي العام بانها جاءت كردة فعل للاحداث الاخيرة التى شهدتها الجامعة والتى قضت باغلاقها لفترة من الزمان فى اعقاب صدامات عنيفة وقعت بين طلاب الجامعة وقوات للشرطة ادت لاصدار الجامعة لقرار باغلاق الجامعة لاجل غير مسمي. ضبط وتنظيم: لتقصي الامر وتداعياته التقت السوداني بمدير ادارة الاعلام والعلاقات العامة بجامعة الخرطوم عبدالملك النعيم، والذى ابتدر حديثه بالقول ان ما تم من اجراءات يعد امرا طبيعيا الغرض منه المحافظة على امن وسلامة الطلاب وكذلك امن وسلامة الممتلكات العامة ومضى بالقول الى انتهاج ادارة الجامعة لنهج جديد يهدف لترقية العمل بالجامعة ويعمل على ضبط وتنظيم دخول الطلاب والاساتذة عبر بطاقات تستخرج لهم من قبل ادارة الجامعة وحتى الزائرين سواء كانت الزيارة لاشخاص او لمكتبة الجامعة بغرض انتقاء بعض المراجع تمنح لهم بطاقات زائر، وزاد: حتى السيارات لم تسلم من تلك الاجراءات، وذلك بوضع ديباجة فى مقدمة العربة ،واضاف النعيم: من اجل تنفيذ الاجراءات المحددة قمنا بانشاء عدد من (رسيبشنات) الدخول بالجامعة وتدريب الكوادر للعمل فيها، مضيفا بانهم عملوا على تعميم البطاقات على كل الطلاب وقمنا باستخراج بطاقات جديدة خلال (24) ساعة للطلاب الذين تعرضت بطاقاتهم للتلف من اجل عدم حرمانهم. كثرة مداخل: وقال النعيم بان مسجلي الكليات والمشرفين كانوا يوجدون عند بوابات الجامعة المختلفة خلال اليوم الاول لاستئناف الدراسة بغرض تسجيل اسماء الطلاب الذين اتلفوا بطاقاتهم واستخراجها لهم خلال اليوم لاجل تنظيم عمليات الدخول وضبطها وتابع بان الطلاب تفهموا وتقبلوا الامر بغرض اكتشاف ادارة الجامعة لعمليات دخول لاشخاص ليست لهم علاقة بالجامعة للحرم الجامعي، ومضي النعيم الى أن هذا الاجراء لايمنع اي شخص من الدخول للجامعة، ولكنه يعمل على تنظيمه على الرغم من ان القرار جاء متاخرا، لافتا الى ان الحرس الجامعي يتحمل العبء الاكبر وان ماحدث من دخول لاشخاص غير منتمين للجامعة لايقع تحت طائلة تقصير منهم فى اداء مهامهم الا ان كثرة مداخل الجامعة تسببت فى دخولهم واضاف الان تم ضبط تلك المداخل من قبل افراد الحرس الجامعي استقرار وتعويض: وبسؤالنا له عن تلك الاجراءات التى تمت ومن هي الشريحة المقصودة بها، رد قائلاً بأنه لاتوجد فئة محددة، وانما هي اجراءات لكل افراد الجامعة وزائريها واستطرد النعيم بان الجامعة الان تشهد استقرارا تاما وان كليات الاداب والقانون والعلوم والتربية قد انخرطوا فى امتحانات نهاية السمستر الاول وتابع بان بقية الكليات ستنتظم فى امتحاناتها خلال اسبوع ،وقال النعيم بان ادارة الجامعة تعمل الان فى حوار مع الطلاب عبر كلياتهم واقسامهم المختلفة عبر لجنتين الاولي برئاسة بروفيسور محمد عبدالرحمن لايجاد طريقة مثلي لتكوين اتحاد الطلاب باعتباره يمثل حلقة الوصل بين الطلاب والادارة بخصوص قضايا الطلاب ومشاكلهم، وزاد بان الجامعة تؤمن على ضرورة قيام اتحاد للطلاب وتناشدهم بضرورة الانتباه لمسالة تكوين الاتحاد والذي واجهته مشاكل عديدة بعدم إكتمال النصاب فيه خلال العامين الماضيين والذي عزاه لوجود خلل فى دستور الطلاب ،ولجنة اخرى برئاسة بروفيسور عوض السيد الكرسني لتقصي الحقائق حول الاحداث الاخيرة التى شهدتها الجامعة بغرض جبر الضرر عن الطلاب المتضررين، وتابع بان على الطلاب الذين فقدوا ممتلكاتهم خلال الاحداث بمقابلة اللجنة، ومضي النعيم بالقول ان ادارة الجامعة قدرت بان هنالك مشاكل يجب ان تحل فقامت بالتنسيق مع ادارة صندوق دعم الطلاب بتأهيل وصيانة كافة الداخليات التى تتبع للجامعة صيانة كاملة شاملة، وتابع: لقد ابدى الطلاب ارتياحهم لعمليات التأهيل التى تمت وفوق كل هذا وذاك قامت ادارة الجامعة وعبر عمادة الطلاب بتهيئة الميادين داخل الجامعة بغرض ممارسة الطلاب لنشاطاتهم المختلفة كافة واضاف بان امانة الشئون العلمية عملت على تهيئة القاعات للطلاب وزاد كل هذا يصب فى خانة تهيئة البيئة الجامعية. دايرين نقرأ.! عدد من طلاب الجامعة الذين التقت بهم (السوداني) أكدوا عن تأييدهم لمثل تلك التحوطات والتدابير الامنية الصارمة التى سنتها ادارة الجامعة، وقال (محمد حسن) احد الطلاب الذين استنطقتهم (السوداني) خارج مباني الجامعة أنه يستطيع الان ان يتفرغ للدراسة دون خوف او رهبة من اي تفلتات امنية قد تضرب الجامعة، وزاد: (والله نحنا دايرين نقرأ بس..وماعندنا شغلة بسياسة ولا جوطة..)، ويوافقه على الرأي رفيقه (عبدالله) الذى يرى ان الخطوة موفقة، ولكنه يعيب عليها التشدد المبالغ فيه في اجراءات الدخول، وقال بأنه يجب ان يعامل الطلاب بالقليل من الاحترام عندما يأتي معهم ضيف، وقال: (قبل ايام جاء معي شقيقي الاصغر ومنعوه من الدخول، ليتسبب ذلك في احراج بالغ بالنسبة لي)، أما عدد من الطالبات فلم يذهبن برأيهن بعيداً عن الآراء السابقة واتفقن مع ضرورة تشديد الاجراءات الامنية للعبور بالطلاب لبر الامان، ودفعهم للتركيز في الدراسة وحسب.