تناولت العلاقة بالجنوب والصلاة على نقد رغم اعتدال الطقس .. جمعة ساخنة في مساجد الخرطوم منذ فترة ليست بالقصيرة تركزت خطب العديد من مساجد الخرطوم في الموضوعات والأحداث السياسية الجارية حيث يكثر الأئمة من تناول ما يدور في الساحة السياسية وما تورده الصحف من أخبار ومقالات. ولا تخلو الخطب من تأييد بعض الأئمة لمواقف سياسية دون الأخرى. وكان من أبرز الخطب في الأسبوعين الماضيين تلك الخطبة التي ألقاها الشيخ طنون وأبكت رئيس وفد الحكومة المفاوض لحكومة الجنوب إدريس محمد عبد القادر. وكذلك خطبة إمام مسجد عبد المتعال بالديم التي استنكر فيها الخطيب صلاة المسلمين على سكرتير الحزب الشيوعي الراحل محمد إبراهيم نقد. وبالأمس تواصلت الخطب على ذات المنوال حيث شغلت مشاركة رئيس الجمهورية المشير البشير في القمة العربية بالعراق حيزاً من خطب الجمعة. أحد الأئمة هاجم الجامعة العربية وامتدح كثيراً الخطاب الذي أدلى به البشير واعتبره خطاباً رصيناً عبر عن آمال الشعوب العربية وتطلعاتها، وقال إن الخطاب "جوهرة في عقد امرأة لا تستحقه". إمام آخر تحدث عن الإعلان عن زيارة الرئيس إلى جوبا ودعا المصلين لمتابعة الأرقام التي تتطابق مع تاريخ قرار المدعي العام لمحكمة الجنايات الدولية ووصف اختيار الثالث من ابريل أنه تاريخ لم يأت عبثاً وإنما حدد بدقة بواسطة جهات أجنبية، الإمام قال إن الهجوم على هجليج تدبير إلهي لإلغاء الزيارة وتلا على المصلين قوله تعالى: "وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ". أمَّا مسجد الشيخ عبد الحي يوسف بالخرطوم فقد شهد أمس وقفة نصرة للشعب السوري في محنته وتبتل المصلون بالدعاء لله عز وجل أن ينصر القوات المسلحة. الوقفة نظمتها هيئة علماء السودان. إمام مسجد الحي رقم 2 بالفيحاء بالخرطوم هاجم أحد الكتاب الإسلاميين المعروفين في صحيفة "الانتباهة"، وادعى أن الكاتب تطاول على الذات الإلهية، ووصف الإسلام بأنه الدين الرخيص، حسب عنوان العمود الذي نشر الخميس الماضي، ودعا الشيخ مدثر إلى إقامة الحد على الكاتب، وقال إنه بصدد فتح بلاغ ضده. أكثر الخطب سخونة كانت في مسجد الشيخ محمد عبد الكريم في حي الجريف غرب بالخرطوم, حيث هاجم الشيخ الأستاذ الراحل محمد إبراهيم نقد ومن صلوا عليه، وذلك من منطلق أنه شيوعي لا تجوز الصلاة عليه. ولم يقف الأمر عند هذا الحد حيث تصدى أحد المصلين معاتباً الشيخ على انتهاكه لحرمة مسلم رحل عن الدنيا، فما كان من بعض الشباب المصلين إلا الهجوم على المصلي وضربه وإخراجه من المسجد حتى وصل الأمر فيما بعد إلى قسم الشرطة.