مؤتمر الشعبي بالخرطوم.. حينما يتكلم الموتى!! تقرير: محمد البشاري منذ وقت مبكر صباح أمس راجت شائعة قوية حول وفاة الأمين العام للمؤتمر الشعبي د. حسن الترابي، مما أدى لتعديل فقرات المؤتمر العام الثاني للشعبي بولاية الخرطوم الذى انعقد بصالة الميري لاند ببري صباح أمس، ليظهر الترابي عند منتصف الظهيرة وسط تكبيرات ثلاثة آلاف من أعضاء حزبه المحتشدين للمؤتمر – وفقا لتقارير اللجنة المنظمة-، ليقوم الترابي بمخاطبة الجلسة الافتتاحية نافيا ما أشيع عن وفاته وليؤكد أنها فرصة جيدة لمخاطبة الناس. إشاعات واستهداف ومضى الترابي فى حديثه وقال بلغته المعروفة التى تبنى للمجهول لفظاً والمعلوم معنى، "إنهم أشاعوا أنني بلغت من الكبر ما دعاني للمرض، وأشاعوا بأني متٌّ وتوافد الناس على المنزل بالهتاف والنحيب"، وأشار الترابي الى أنه أوشك على الهلاك بين سجون بورتسودانوالخرطوم ف(قالوا) نضعه فى بيته حتى لا تقع عليهم المسئولية حال حصول مكروه. وعرج الترابي على فترة صمته فى الفترة الماضية - أشارت لها صحيفة (السوداني) فى تقرير صحفي سابق- وقال: "لم أصمت ولكني أجبرت على الصمت وعدم الإدلاء للرأي العام بالأحاديث"، واسترسل قائلا: "لم يحبس الترابي وحده ولكنهم حبسوا الشعب كله فالبلد يعاني من مرض الفتنة وكل طاقات الإنتاج الفكري مجمدة. وأشار الترابي الى أن البلاد تموت من خلال التمزق والتبدد وأن النظام يجمع الناس بألوانهم لا باسم البلد، وأكد أن الأزمة تتمثل فى إشكالية حقيقية فى وسائل النقل. وزاد الترابي أن العاصمة قبل الاستعمار كانت فى أم درمان وقام المستعمر بنقلها الى الخرطوم والآن أصبحت الخرطوم عاصمة قومية تجمع كافة أطياف الشعب السوداني، موضحا أن البلاد عانت من حروب فى شمال وجنوب وغرب البلاد بسبب ما أسماه بسياسات النظام الخاطئة، وشدد الترابي على أن الثورة أصبحت فريضة وواجبة ولكنها ستطول وستخلف الكثير من الضحايا وتتطلب من كافة أهل السودان الوقوف صفا واحدا عبر ثورة تشمل كافة الشعب السوداني لإزالة النظام، وأشار الى أن الثورات تأتي فى العادة من الأطراف الى المركز كما حدث فى الثورة المهدية، وأبان الترابي أن قضيتهم هى قضية حول الحكم وتبني اللامركزية كنهج أساسي للحكم بالبلاد وقال إن مصيبتنا أن الأحفاد والصغار يحكمون الشعب، وأشاد بالحضور من أعضاء الحزب بالقول: "أنتم الشعب وأنتم من تصححون المسار بالبلاد بإسقاط النظام وقال: "السلطة تعاسرت عليها الولادة لذلك سيطلع الجنين كسيحا" وطالب الترابي بنهضة فى كافة المجالات عقب إزالة النظام. غرض المؤتمر شدد أمين الأمانة العامة المكلف بولاية الخرطوم اسماعيل الأزهري على أن الغرض من انعقاد المؤتمر هو اختيار ممثلي الولاية للمؤتمر العام للحزب بالإضافة لتكوين مجلس شورى الولاية، مؤكدا تعويلهم على الوعي الجماهيري لإسقاط النظام من خلال اللحاق بثورات الربيع العربي. كلمات أمين الولاية تفاعل معها أعضاء الحزب بالهتافات (الشعب يريد إسقاط النظام). فيما شكلت القوى السياسية السودانية حضورا كثيفا خلال فعاليات المؤتمر بإلقاء كلمات خلال المؤتمر. وقال رئيس المؤتمر السوداني ابراهيم الشيخ إن البلاد مجابهة بتحديات عديدة تمثلت فى أزمة اقتصادية خانقة لا سيما أن المؤتمر ينعقد فى وقت بالغ التعقيد ولكنه سيجد الحل لأزمات البلاد، وأكد الشيخ أن التغيير قادم لامحالة وأن همهم الأول هو بناء دولة مدنية فى ظل حكم إسلامي، وأوضح الشيخ أن المؤتمر الوطني مزق البلاد وصار يبحث عن شريك يحمل معه ما اقترفت يداه، وقال:" هل من رشد 7 مستشارين و5 مساعدين ونائبين ورئيس ماذا يفعل هؤلاء؟! ، وزاد أيضا: إذا كان الاتحادي غير راشد ألا يكون الرئيس راشدا، فلتتوحد إرادتنا لإسقاط النظام الذى سيسقط حتما على أن تكون برامجنا جاهزة لفترة مالا بعد إزالة النظام. فيما أكد القيادي بقوى الإجماع الوطني فاروق أبوعيسى على حتمية الخلاص من النظام الذى فرط فى الأرض والعرض واعتبر أبوعيسى أن قوى الإجماع الوطني حسمت أمرها وقدمت عرضها خوفا من الصدام بالجلوس سويا للتفاوض حول عقد مؤتمر شامل تشارك فيه كل القوى السياسية للوصول لبرنامج وطني وحكومة قومية ووضع دستور ديمقراطي جديد، واسترسل ابوعيسى أن التحالف ارتضى بالدستور الانتقالي 2005م لوقف الحرب إلا أن النظام يجلس بالقوة على سدة الحكم والحزب الحاكم رفض العرض، وأوضح ابوعيسى أن التحالف قام بتسليم رؤساء الأحزاب ميثاقا وطنيا يتضمن إعلان مبادئ الدستور لتقديم رؤيتهم حوله على أن يتم الإعلان عنه فى غضون الأيام المقبلة. فى ذات الوقت قال رئيس حزب الوسط يوسف الكودة إن الظلم وغياب العدالة هما أس المصائب بالبلاد وإن نصيب السودان من الربيع العربي قادم، وأبدى إعجابه واعترافه بفكرة الجبهة القومية الإسلامية التى أسس لها الترابي. فيما شدد عضو مركزية الحزب الشيوعي صديق يوسف على ضرورة إنهاء النظام القائم بكافة الوسائل لأنه كرس لإحلال الأزمات بالبلاد. وأكد عضو المكتب السياسي لحزب الأمة القومي محمد المهدي أن أزمات البلاد تتمثل فى اشتعال الحروب بكافة الجبهات بالإضافة للانهيار الكامل للاقتصاد السوداني وتوتر العلاقات مع المجتمع الدولي والنظام يصر على ترقيع الواقع ونحن نريد تغيير النظام. بيد أن رئيس حزب العدالة مكي علي بلايل كشف عن تبنيهم لمشروع دولة إسلامية تقوم على الديمقراطية وأن هنالك مؤشرات لقيام دولة جديدة وقال بلايل إنهم آخر من ينفض من الصف الوطني فى إشارة لما تردد عن اقترابه من الحكومة. فيما قطع ممثل الحزب الناصري ساطع الحاج بقيادتهم لثورة عارمة تطيح بالنظام وأن المشاركة التى تمت من قبل بعض الأحزاب لمصالح شخصية واستطرد: "نحن نتحدث عن حل لكل قضايا الوطن ونقول لنافع: (عليك أن تلحس كوعك قبل أن تروع الجماهير).