الأحمدي فرح في معنى الوطن!! كل منا لديه وطن يحن إليه ويشتاق للهجرة السريعة نحوه إذا ما ابتعد عنه ليرمي بنفسه في أحضان هذا الوطن؛ وهذا طبعاً يتحقق عندما يكون هذا الوطن هو الملاذ الآمن للإنسان فيجد فيه مقومات الحياة التي تتيح له البقاء فيه ومصارعة أية صعوبات قد تعترض طريقه ولابد أن أهم هذه المقومات هي الشعور بالأمان والإحساس بالراحة النفسية وعدم الخوف من أي شيء مادام الإنسان لم يرتكب جرماً ولم يخطئ في حق الآخرين.. عندما يصير الإنسان قادراً على التعبير عن كل ما يجيش بصدره من هموم بكل حرية ويجد من يستمع لهذه الهموم بكل رحابة صدر حينها يشعر الإنسان بأهمية وجمال الوطن الذي ينتمي إليه.. وإحساس الأمان هذا لا يقتصر فقط على الوطن (المادي) الذي يعيش فيه الإنسان بل يمتد في ناحية أخرى أكثر تشعباً وعمقاً؛ فالإحساس بالأمان من أهم المشاعر والأحاسيس التي يحتاجها الإنسان ليواصل رحلة حياته.. فرعاية الوالدين لأطفالهم والقيام بمسؤولياتهم تجاه هؤلاء الأبناء بذلك يمثلون لهؤلاء الأبناء صورة من صور الوطن.. وكذلك الحال بالنسبة للرجل والمرأة عندما يمثل كل منهما وطناً للآخر يسكن إليه ويخففان عن بعضهما آلام ومصاعب الحياة ولا يفترقان عند أول محنة أو موقف صعب يتعرض له أحدهما بل يبقى الشريك مع شريك حياته لإكمال رحلة الحياة ويبذل كل منهما كل جهده لجعل حياة شريك حياته أكثر جمالاً وطمأنينة حينها يجسد الشريكان معنى من معاني الوطن.. وعندما يشعر الإنسان في اي مكان يوجد فيه بالأمان والانتماء لهذا المكان فإنه يحاول أن يبذل كل جهد ممكن ليجعل من هذا المكان المكان الأفضل ولا يدخر جهداً في سبيل الحفاظ عليه سواء كان هذا المكان مكان عمل أو سكن؛ فالشعور بالانتماء والإحساس بوحدة المصير مع المكان تولد لدى الإنسان طاقة كبيرة كي يعمل من أجل المحافظة على (الوطن) فحينما يشعر أن (خير) وطنه هذا عائد عليه حينها يحافظ عليه ويستميت في الدفاع عنه بكامل قناعته وطاقته.. سطور أخيرة: * وتسأل: ما معنى كلمة وطن..؟! * سيقولون: هو البيت.. وشجرة التوت.. وقِنّ الدجاج.. وقفير النحل.. ورائحة الخبز.. والسماء الأولى..! * وتسأل: هل تتسع كلمة واحدة من ثلاثة أحرف لكل هذه المحتويات.. وتضيق بنا..؟! (محمود درويش) * رائع وصف درويش للوطن ورائع تساؤله عن المفارقة الكامنة في اتساع مفهوم الوطن للكثير من الأشياء وعجزه عن احتواء بنيه فإذا عجز الوطن عن احتواء بنيه حينها تكون غربة الإنسان في وطنه وهي حالة مؤلمة بالفعل فحينها يصاب أبناء الوطن بداء اللا مبالاة لحال الوطن باعتباره مذنباً في حقهم بينما هو في حقيقة الأمر ضحية مثلهم تماما..!!