ظلت كرة القدم اللعبة الشعبية الأولى في العالم تقدم على فترات ليست بالقصيرة واحد من النجوم الذين يمكن أن نطلق عليهم لقب (فلته أو ظاهرة ) وكمثال جيل السبعينيات الذي قدم النجم البرازيلي بيليه الذي نال كثيراً من الألقاب وأبرزها الجوهرة السوداء وملك الكرة بعد أن قدم مستوى يفوق التصور أدهش كل محبي الكرة بأهدافه المتميزة وسرعته ومهاراته حتى أصبحت أهدافه تنافس نفسها وقاد بلاده إلى إنجازات عالمية على مستوى كأس العالم وضع ناديه سانتوس على عرش الكرة اللاتينية. وفي الثمانينات قدمت الكرة الأرجنتينية نجماً آخر وصفه البعض بأنه الأفضل من بيليه وهو اللاعب ديغو ماردونا الذي أطلق عليه لقب الساحر وقد كان بالفعل ساحراً في أدائه ومهاراته وأهدافه ومراوغاته فشلت كل خطط المدربين وأساليبهم في إيقاف خطورته بما في ذلك العنف وساهم في قيادة منتخب بلاده للفوز بكأس العالم 1986 وصعد به إلى النهائي في بطولة 1990 وحقق العديد من الإنجازات على مستوى الأندية مع برشلونة الأسباني ونابولي الإيطالي الذي صنع له تاريخاً ناصعاً ولكن عجلت المخدرات باعتزاله ولكنه مازال يحتفظ بنجوميته حتى قبل أن يدخل مجال التدريب وينطبق الاحتفاظ بالنجومية على بيليه وهما آخر من ظهرا في القرن الماضي مع احترامنا للبرازيلي رونالدو والفرنسي زين الدين زيدان. الآن نعيش عصر ميسي أول فلته في القرن الجديد أهدتها لنا الكرة الأرجنتينية فلو وجهت سؤالاً لأي شخص من عشاق كرة القدم في العالم بمن فيهم محبو فريق ريال مدريد الأسباني عن اللاعب الذي يمتعك بفنه الكروي الرفيع وتحرص على متابعة مبارياته فلن يتردد في أن يشير إلى الفلتة والظاهرة الكروية الأرجنتيني ليونيل ميسي نجم فريق برشلونة الأسباني الذي لا تحس عندما تلامس أقدامه الساحرة الكرة أنه يلعب بها ولكنه يعزف عليها فيخرج أروع سامفونية ومقطوعة موسيقية على أجمل سلم. وإن كان أغلب الخبراء قد أجمعوا على أن ميسي يعتبر بحق ظاهرة جديدة بل واحداً من معجزات كرة القدم فإن شهادة السير أليكس فيرجسون زعيم مدربي العالم والمدير الفني لفريق مانشستر يونايتد في ميسي تعتبر أعظم شهادة لأنها تأتي من خبير إذا تحدث يجب أن يصمت الجميع لأنه ينطق بلسان العارف وبصدق وهو الذي تميز بالشفافية خلال مسيرته التدريبية. شهادة عظيمة من رجل عظيم أسعدت كل محبي ميسي وهو يقول( إن ليونيل تطور بشكل مرعب يخالف كل القواعد المتعارف عليها في كرة القدم إذ إن اللاعبين يتطورون ويبدأون في النضج انطلاقاً من سن الخامسة والعشرين وكمثال رونالدو وروني ولكن ميسي نضج قبلهم بكثير وكسر القاعدة وهو في الرابعة والعشرين ). حديث الكس فيرغسون يعني أن ميسي مازال يملك في مخزون موهبته ما لم يراه الناس وأن محبيه موعودون بالكثير وأن الأحلي مع ميسي لم يأت بعد مقارنة بصغر سنه وأمامه فرصة لتحقيق إنجاز مع منتخب بلاده لأن البعض يقولون إن ماردونا أفضل من ميسي لأنه حقق إنجازات لوطنه ومع احترامنا لهذه الآراء فإن منتخب الأرجنتين في عهد ماردونا كان مدججاً بالنجوم الذين ساعدوه على عكس مستوى المنتخب الحالي وهذا هو الفرق بين أداء ميسي مع البارسا ومع ملك التانجو. ومع احترامنا للملك بيليه إلا أن تصريحه الأخير الذي قال فيه إن مواطنه ليمار أفضل من ميسي فيه مبالغة ووضح أن الملك تعامل بعاطفته وليس بعقله ولو كان هناك لاعب يمكن أن ينافس ميسي فهو البرتقالي كرستيانو رونالدو نجم ريال مدريد الذي ينافس ميسي على لقب الهداف ولكل منهما (41) هدفاً بعد أن كسرا الرقم القياسي. حروف خاصة مساك ميسي عزيزي القارئ.