والآن بعد انقشاع الغمة التي خيبت على البلاد من أثر الدخان المتصاعد من فوهات البنادق التي (تكلمت) في هجليج بلغة واضحة وفصيحة وأهدت لأهل السودان فرحة كبيرة وخرج الناس إلى الشوارع فرحين مهللين ومكبرين بعد سريان الروح الوطنية في الجماهير كسريان التيار الكهربائي لتنتشي هذه الجماهير وتحمل أفراحها معلنة شكرها العميق للقوات المسلحة التي أدت واجبها في استعادة المنطقة (المحتلة) ولقنت قادة الدولة (الوليدة) درسا ً بليغا ً ولم يكن هذا الدرس ليكتمل إلا بالسند الشعبي والحس الوطني العالي الذي كان لدى المواطنين والذي لابد أنه هزم نفسية (العدو) وجعلهم يتوجسون خيفة وهم يواجهون من يقفون بخطوط النار تدعمهم دعوات المصلين في المساجد على طول البلاد وعرضها فكان للسند الشعبي أثر واضح وجلي في انطلاق أهازيج الفرحة في شوارع البلاد .. بعد انتهاء (الهجيج) الذي صاحب فرحة الانتصار نعود لحديث حساس يجب أن يقال ويجب أن نضع النقاط على الحروف فبعد أن نزجي أسمى آيات الشكر والعرفان لقواتنا المسلحة يجب أن نتذكر أن هناك (محاسبة!!) من المفترض أن تتم للمتورطين والمتسببين في هذه الأحداث وأن لا تنسينا (سكرة) الفرحة بالانتصار فكرة النظر إلى أسباب ما حدث لضمان عدم تكراره مستقبلا ً .. ومن الجميل أن حديث المحاسبة هذا جاء من أهل المؤتمر الوطني أنفسهم على لسان الحزب الحاكم نفسه فقد توعد المؤتمر الوطني المتورطين والمتسببين في أحداث هجليج بالمحاسبة والعقاب في الزمان والمكان المناسبين وأكد أنه لن يقيم (عزاء في يوم عيد) ونقول بأنه من الجميل جدا ً أن يشعر الحزب الحاكم بمواطنيه لدرجة أنه لا يريد أن يعكر عليهم فرحة النصر .. ولكن ماذا بعد هذا الحديث ومسؤولية المحاسبة على عاتق من تقع مسؤولية متابعتها حتى لا تطويها الأيام ويمر الأمر دونما محاسبة كان على الحزب الحاكم أن يجعلنا نطمئن تماما ً أن هناك محاسبة سوف تحدث ليس عبر الوعد بهذه المحاسبة فقط بل تحديد هوية هذه المحاسبة أو توضيح بعض من ملامحها على الأقل !! ولو كان توقف الناطق باسم المؤتمر الوطني عند هذا الحد كان سيكون أمرا ً جيدا ً ولكنه طالب المنادين باسترداد حلايب بلبس (الكاكي) وحمل السلاح لتحريرها ..!! وهذا أمر محبط فهذا الشعب الذي وقف مع الدولة لا يستحق مثل هذه اللغة الاستفزازية للبعض منه الذي يطالب باستعادة حلايب .. ثم الحديث عن لبس الكاكي لا يكون بمثل هذه الطريقة فالرجل يمثل الحزب الحاكم ويجب أن لا تكون تصريحاته خبط عشواء في الهواء الطلق .. فهل مطلوب من المواطنين الذهاب لشراء (الكاكي) وبعض الأسلحة ثم التوجه لتحرير حلايب؟ إن هذه التصريحات تنغص فرحة هذا الشعب وتصيبنا بالإحباط وتكتم (هجيج) فرحة تحري هجليج في قلوبنا .. يجب على الحزب الحاكم أن ينظر لمثل هذا التصريح (المحزن) بعين الاهتمام فهذا الشعب الذي أثبت أنه شعب (حوبة) وساند الحكومة لا يستحق المخاطبة بهذه الطريقة الاستفزازية مالكم كيف تحكمون ؟؟ الأحمدي فرح هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته