كنت قد كتبت مقالاً اعلق فيه عن اجتماع نخبة من أبناء الجزيرة بجامعة افريقيا بالخرطوم وآخرين منهم من مواقع بالخرطوم بالاضافة لنفر من أبناء الجزيرة من الولاية ذاتها وعلى رأسهم السيد والي ولاية الجزيرة البروفيسور الزبير بشير طه.. كان الاجتماع لمناقشة قضايا ولاية الجزيرة ومنها قضية مشروع الجزيرة والمناقل- الفرح القومي الهرم بعد أن تضعضعت وتردت أوضاعه، كان تركيز الاجتماع على قضايا مشروع الجزيرة وفيها طالب المجتمعون بتوسيع قاعدة مشاركة ابناء الجزيرة في إدارة شئون المشروع وكما قال الاستاذ دكتور البوني في عموده المقروء "حاطب ليل" بالصفحة الأخيرة بان الحياة قد تطورت بالسودان والعمل الأهلي أصبح مواتياً في شكل من الاشكال المجتمعية وأن دائرة المطالبة بالحقوق قد توسعت وكذا حرية التعبير وذلك نقلاً عن لسان الاستاذ علي شمو الذي ترأس اجتماع النخبة كما ذكر الاستاذ الدكتور البوني وقد أفادنا الدكتور البوني في عموده "حاطب ليل" بأن الاجتماع بحث وقرر تكوين كيان لابناء الجزيرة يتحدث باسمهم حول قضايا الولاية الملحة ومشروع الجزيرة وكما ذكر الاستاذ علي شمو فكان هنالك في فترة سابقة محاولة لتكوين هذا الجهاز من بعض ابناء الجزيرة إلا ان السلطات الحاكمة في ذلك الوقت اعتبرت ذلك التفكير نوعاً من المؤامرة فبهذا الادعاء فقد تم اجهاض الفكرة في ذلك الوقت. أما الآن فالاجواء مختلفة مما قد يساعد على تنفيذ الفكرة باختصار شديد هذا ما أورده الأستاذ الدكتور البوني في عموده ووعد الدكتور البوني بمواصلة القاء الاضواء على مجريات ما جرى في ذلك الاجتماع في الاعداد القادمة للصحيفة. أبدأ وأقول ان الاجواء العامة بالوطن قد اختلفت عن السابق وان هنالك مجالا واسعا للعمل المجتمعي الوطني ومشاركة واسعة للعمل العام في كل الاتجاهات كما ان ذات هذه الاجواء ساهمت بقدر لسوء فهم البعض لهذه الاجواء بتبني كيانات وأفكار بغيضة كالجهوية والقبلية والتمرد على السلطات الرسمية بدعوي التهميش وضعف مشروعات التنمية في مناطقهم لأسباب موضوعية في نظر المسؤولين وغير موضوعية بالنسبة لقيادات تلك الحركات المتمردة مما فاقم من مشاكل البلاد وعطل مسيرة البلاد.. الجدير بالذكر ان قيادات تلك الجماعات هي من المتعلمين والمثقفين واستطاعت تلك القيادات ان تجمع حولها بعض مواطني ولاياتهم وأصبحوا في نهاية المطاف ألعوبة في أيدي اعداء السودان من الخارج، مما كلف البلاد الكثير من المشقة يشهد بها كافة الشعب السوداني في كل ولاياته، أنا شخصياً لا أنكر الحركة المنضبطة للمواطنين ومشاركتهم الفعلية للتصدي لمشاكل البلاد عامة وولاياتهم خاصة فإيد على إيد تجدع بعيد، لذلك فالمسألة عايزة وزنة وعمل مسؤول من أجل السودان كله ولمصلحة شعبه في كل المجالات، فشبهة التآمر تعززها دائماً تلك الظروف الاستثنائية ومآلات الأحداث فيها والقياس عليها، الكيان المقترح لابناء ولاية الجزيرة لا غبار عليه بل ربما هو كيان مطلوب بشدة بأهداف قومية وولائية خاصة واضحة لا لبس فيها وباعتبار ان مشروع الجزيرة والمناقل مشروع قومي لا ينبغي الاختلاف حوله وباعتبار ان أوضاع هذا المشروع القومي متردية تحتاج لتضافر كل أبناء الوطن لانقاذه من وهدته.. بالطبع لمشروع الجزيرة والمناقل القومي مصالح خاصة لمزارعيه ولولاية الجزيرة، وارجو أن أشير ان لبعض ابناء السودان زعما باطلا بان أهل الجزيرة لوجود مشروع الجزيرة فيها استأثروا بخيرات البلاد دون غيرهم من أبناء ولاياتهم فولاية الجزيرة مرصودة عندهم مع ولايات أخرى بالسودان بانهم ظلموا الآخرين، نحن لا نود أن ندخل في مغالطات واتهامات وتوترات ولان السيد رئيس الجمهورية قال إن سيادته كان لا يعلم أجندة الاجتماع، وان عرف ذلك قبل وقت كاف كان سيادته سيستصحب معه في الاجتماع المسؤولين عن مشروع الجزيرة بالدولة، ذكرت في مقالي الذي أشرت إليه في صدر هذا المقال ان البعض من الذين يقودون ذلك الاجتماع، ستتولد لديهم ثمة كيان جهوي أو قبلي استناداً على الحاصل بالبلاد وعبرت في مقال لي لاشمزازي بالجهوية والقبلية البغيضة التي الحقت الأذي الماحق بالوطن هو في النهاية تقويم ووجهة نظر إلى ان يكذبها الواقع العملي، الأمية متفشية بالسودان رغم وجود حسن نوايا البعض وصدقهم في التوجهات، فلذلك فالحذر واجب في كل الأحوال والإلتزام باستهداف المصالح العليا للبلاد مطلوب في كل الأعمال وفي تحمل المسؤوليات مما يزيد الطين بلة في السودان تشتت وتشرذم السودان في أحزاب سياسية متصارعة ومنقسمة على نفسها مع غياب عملي تام لما يجمع تلك الأطياف السياسية على صعيد واحد، أعجبني حقاً في ذلك الاجتماع لنخبة من أبناء الجزيرة ما أكده السيد رئيس الجمهورية بان مشروع الجزيرة والمناقل مشروع قومي لا تفريط فيه واصرار سيادته بان تغييراً كاملاً سيطاله لتصويب مساره لتحقيق اهدافه الاقتصادية والاجتماعية بالاضافة إلى ذلك الاجتماع النوعي من أبناء الجزيرة بهدف المشاركة الفاعلة في التصدي لقضايا الولاية ومشروع الجزيرة والمناقل على أسس علمية راسخة كابناء للسودان أولاً وثانياً كابناء لولاية الجزيرة فهم بهذا التوجه يؤكدون أن الجزيرة هي قلب السودان قولاً وعملاً ونموذجاً فأهل السودان كلهم شركاء في مشروع الجزيرة والمناقل ويأتي على راسهم أبناء ولاية الجزيرة نحن نمني أنفسنا ان تختفي من قاموسنا وثقافتنا كلمات الجهوية والقبلية والاثنية رغم التعدد والتنوع الذي يمتاز به السودان ولكنها للان لم تتمكن من توظيف ذلك لمصلحة أمة السودان. نقف عند هذا الحد لنقرأ كما وعدنا الدكتور البوني في الأيام القادمات في عموده إضاءات أخرى عن ذلك الاجتماع وما تمخض عنه التعقيب عليها إن لزم الأمر. محمد عثمان سيراب مهندس زراعي بالمعاش