مابين سخانة (الجيب)..وسخانة (الجو)..!! الخرطوم: السوداني اجواء ساخنة في العاصمة اقل ماتوصف بأنها (مولعه نار)..وامزجة متقلبة جداً وعيون تجاهد للبقاء على قيد النظر، واحاديث كثيرة..بعضها يعبر فعلياً عن المزاج هذا الصباح، وبعضها لايعبر عن اي شئ، سوى انها مجرد كلمات اخرجتها (سخانة الجو) ودفعتها للظهور..ولعل كل تلك الجزئيات ساهم بشكل مباشر في اصابة مزاجية الشعب السوداني في (مقتل)..وهي نفس المزاجية التى يعتبرها كثيرون من دول العالم أنها (صعبة جداً)..ويعللون على ذلك بأن الجو يلعب تأثيراً كبيراً في الموضوع...(السوداني) خرجت للاسواق وللشارع في نهار ساخن جداً، وسألت الكثيرين عن اجواء هذه الايام وتأثيرها في المزاج العام...فإلى مااستخلصنا من افادات وآراء: عن اذنك: مناهل ابراهيم قالت وهي تضع على رأسها كتاباً ضخماً: نعم..اجواء هذه الايام لاتساعد على مجرد الابتسامة...والكل هنا لايطيق مجرد سماع كلمة واحدة وإن كانت ايجابية..وتضيف مناهل قائلة: رغم كل هذا انا اعتقد ان الرجل السوداني تحديداً بطبعه عصبي وجادي جداً في تعامله مع الاخرين وخاصة مع الطرف الاخر حيث تجده دائماً يتعصب من اقل الاشياء، خصوصاً في مثل هذه الاجواء، وتضيف مناهل: (ابلغ دليل على هذا انني قبل دقائق كنت في مشادة كبيرة مع احدهم داخل المواصلات، وكل هذا بسبب انني قلت له (عن اذنك)..!!! سخانة جيب: حنان علي اكدت ان (سخانة الجو) هي السبب الاساسي في تعكر امزجة المواطنين عموماً، وقالت ان ارتفاع درجة الحرارة تجعل الجميع في اهبة الاستعداد للمشاكل... خاصة في فترة الظهيرة..وصمتت قليلاً قبل ان تضيف:(كثرة المشاكل والنقاشات تكون في المركبات العامة خاصة مع الكمساري... وكثيراً مانشاهد اشخاصا كبار يتشاجرون كالاطفال...وكل هذه بسبب ازدياد سخانة الجو مع (سخانة الجيب)..!!! حالة صعبة: ولايجد الحاج (عمران) غضاضة في التعبير عن (فلسه) بصورة مباشرة، وهو يقول: (والله ياجماعة السخانة بتاعت ربنا دي هينة..الكلام في سخانة الجيوب)... ويسترسل الحاج (عمران) بسرعة: (نحنا الشمس دي ماغريبة علينا..بس كمان الاوضاع الاقتصادية ليها دور كبير في تعكير مزاج الناس..وانا هسي والله جاي من امدرمان وحضرت لي اكتر من خمس شكلات)..!!!. نجيب من وين.؟ ويوجه لنا (ادريس محمد) سؤالاً مباشراً مفاده: (نجيب الابتسامة من وين؟)..ويتفق (ادريس) مع الرأي السابق لكنه يضيف: (والله الفلسة حاصلة..بس كمان سخانة اليومين دي ماطبيعية)، وعن الاتهام الموجه للرجل السوداني بأنه هو السبب في تعكير المزاج العام، قال (ادريس) بسرعة: (شوف..الراجل بطلع من بيتو عشان شنو..؟ طبعاً عشان يجيب لي مرتو الاكل وخلافو من الضروريات..يعني لو قعد في البيت مابتجيهو عوجة..وبيكون مزاجو عااالي..يبقى كدا البعكر المزاج منو..؟؟؟؟؟).!!! ناس المشاكل: خلال جولتنا استوقفنا أحد سائقي (الامجاد) وأسمه (احمد الحسن) من أبناء مدينة الثورة، والذى قال بأن سائقي السيارات هم الاكثر إثارة للمشاكل، وأعترف أنهم بالفعل أصحاب أخلاق (ضيقة)، وعن ابناء مهنته من سائقي الامجاد قال (أحمد): نحنا ماناس مشاكل..بس الناس حاقرين بينا..وبتهمونا بي اتهامات كتيرة..بس بنقول الحمد لله)...ويضيف (أحمد): بصراحة القيادة في السودان مشكلة وفي فصل الصيف تحديداً مشكلتين..خصوصاً مع الازدحام حيث نشاهد كثيرا من المشاهد غير اللائقة والالفاظ النابئة التى تصيب بالغثيان.)..واعترف (احمد) بأن ل(سخانة الجيب) دور كبير في الموضوع واضاف ضاحكاً: (والله انا لو ماطلعت التوريدة..مابضحك اصلو)..!!!