حسنا طالب رئيس اتحاد المصارف العربية عدنان يوسف، بضرورة إنشاء صندوق لحماية الاقتصاد العربي، يتم تمويله من الدول الخليجية، لدعم ومساندة الدول العربية التي تمر بمشاكل مالية، وكذلك دعم الصناديق الموجودة بالفعل، بميزانيات كبيرة، مشيراً إلى أن دول الربيع العربي تحتاج بدلاً من التمويل النقدي المباشر، إلى تقديم مشروعات تنموية ناجحة، تقوم المؤسسات والصناديق بالدخول والاستثمار فيها، وهو ما يحقق مصلحة الطرفين، ويشجع الصناديق السيادية والخاصة على تقديم الأموال، خاصة عندما تجد مشروعات ناجحة". وقال عدنان يوسف إن المساعدات التي كانت تقدم سابقاً لأسباب كثيرة في مقدمتها الأسباب السياسية، أصبحت أمراً من الماضي، وبالتالي فهي صرخة للجميع بضرورة إنشاء صناديق خاصة لمواجهة التغيرات في هذه الدول العربية، مشيراً إلى أن "التداعيات تصل إلى الجميع". وأشار إلى أن المشاكل التي تمر بها مصر حالياً تنتقل إلى كافة الدول العربية، وقال، "مصر هي قلب الأمة العربية والإسلامية والإفريقية، وإذا مرض القلب، فلا بد أن يتأثر الجسم بكامله بتداعيات هذا المرض، وهو ما يستوجب أن نفكر ككتل اقتصادية"، مضيفاً: "إن تدهور الأمور في مصر، سيؤثر بشكل كبير على الدول المحيطة بها مباشرة، وكذلك سيؤثر على دول الخليج، لأن هناك ارتباطا اقتصاديا مباشرا معها، وتوجد استثمارات كثيرة حكومية وخاصة من دول الخليج في مصر، وأي خلل هناك، سينصب في دولنا الخليجية". وأضاف، "لو عرفت مصر كيف تقدم نفسها، سنرى ثلاثة أرباع الاستثمارات الخليجية تتوجه إلى مصر، ولكن في ظل الوضع الحالي، والقضايا ضد المستثمرين ورجال الأعمال، والصورة السلبية من جانب الإعلام، فهذا المناخ يصبح طارداً للاستثمار". وأكد رئيس اتحاد المصارف العربية، أن الدول العربية مطالبة حالياً بدور أكبر في "صندوق النقد الدولي"، مشيراً إلى أن الفترة الحالية "تشهد أوضاعا غير مسبوقة تاريخياً، حيث كان المعتاد في الأزمات الاقتصادية أن نجد الركود والبطء في دولة أو اثنتين، أما الآن فحدث العكس، حيث تمر جميع الدول الكبيرة بتداعيات أزمة اقتصادية، باستنثاء دولة أو اثنتين"، مضيفاً، "أعتقد أن دعم (صندوق النقد) سيساعد هذه الدول على مواجهة هذه التداعيات التي تؤثر على الاقتصاد العالمي بكامله". وأكد يوسف الذي يتولى أيضا منصب الرئيس التنفيذي ل"مجموعة البركة المصرفية"، التي تنشط في عدة دول عربية، أن الإعلام لعب دوراً كبيراً في تقديم مؤشرات سلبية، وتضخيم أي مشكلات تمر بها دول الربيع العربي، التي وصفها بأنها أصبحت "دول الخريف العربي"، مشيراً إلى أن مصر كانت في طريقها لتصبح دولة اقتصادية قوية تشابه تركيا، ولكن مع الأزمة السياسية وما رافقها من دور إعلامي سيء سواء عربياً أو دولياً، أدى إلى توقف هذا الكيان عن النمو، مشيراً إلى أن "دول الربيع العربي وخاصة مصر وتونس تحتاج إلى جذب المستثمرين بشكل كبير، وبالتالي لابد أن يقوم الإعلام بدور قومي في هذا السياق، لأن هذا الإعلام هو ما يثير مخاوف المستثمرين بشكل غير طبيعي". وطالب يوسف دول الربيع بفتح الأبواب للاستثمار الأجنبي، وتهيئة الأوضاع لجذب المستثمرين، خاصة وأن المساعدات والمنح التي كانت تحصل عليها سابقاً من بعض الدول الغنية، لم تصبح متاحة حالياً، لأن هذه الدول المانحة لم تعد لديها القدرة من الأساس على تقديم المساعدات، وهو ما يستوجب اهتمام هذه الدول بنفسها، واستغلال كل الطرق الممكنة للتعافي وتحقيق التنمية الاقتصادية". وحول تداعيات الأزمة المالية العالمية، ومدى تعافي دول المنطقة منها، قال يوسف، "إن التداعيات مستمرة ولازالت موجودة، لأن الاقتصاد مرتبط على المستوى العالمي، مضيفاً: "إن دول الخليج عوضت تداعيات الركود السابقة، ومادامت أسعار النفط مرتفعة، فهذا يعني مزيدا من الدخل للدول الخليجية، ولكن في الوقت نفسه، إذا حدث الإنكماش في أوروبا فسيؤدي بكل تأكيد على وارداتها من النفط، وبالتالي سينعكس مباشرة على إيرادات دول الخليج".