الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر شدد على ضرورة قبول الخرطوم وجوبا لنشر قوات حفظ سلام دولية على جانبي الحدود المتنازع حولها وهذا يعني بصورة غير مباشرة حرمان الشمال أو دولة السودان من حقها في استثمار أراضيها في المجال النفطي خاصة إذا أصرت دولة الجنوب على إدخال منطقة هجليج ضمن المناطق المتنازع عليها ووافق المجتمع الدولي على نشر هذه القوات في تلك المنطقة. ومن ناحية أخرى قال القس الإفانجيلي "فرانكلين جراهام" أنَّ الطريقة الوحيدة التي يمكن أن توقف بها الولاياتالمتحدة العنف المتصاعد في جبال النوبة هى استخدام القوة الجويِّة... وقال جراهام في مقال نشرته صحيفة "واشنطون تايمز" في مطالبته للرئيس أوباما: "أنا أطلب منه ومن إدارته طلباً قال قد يبدو مستغرباً صدوره من داعية ديني. أنا أطالبه باستخدام القوة الجويَّة لتدمير الممرات الجوية للسيَّد البشير – الممرات التي يستخدمها جيشه لتحميل الطائرات بالقنابل التي يقصف بها يومياً جبال النوبة. أبناء النوبة لا يحتاجون لجنود أمريكيين فهم قادرون على الحرب بأنفسهم. هم يريدون أن يصبحوا أحراراً، ولكنهم لا يستطيعون مواجهة القنابل التي تسقط على قراهم، ومدارسهم، ومستشفياتهم من الجو". جيمي كارتر والقس جراهام يظهران فجأة مع بداية شن قوات الجنوب الحرب الصليبية على السودان بعد اغلاق انابيب النفط لكسر التوازن العسكري مع الشمال ويوجهان دعوات لدعم الحملة الصليبية ضد السودان وليس لوقفها أو لدعم السلام في السودان جراهام يصف طلبه بتحطيم مدرجات المطار بأنه مجرد دعوة لتحطيم أسمنت والذي يعني افساح المجال لمتمردي الجبال في تحقيق المزيد من العنف وسفك الدماء فيما يدعو أبناء النوبة لقتال إخوتهم الشماليين وكأنما المسيحية تدعو للقتال وسفك الدماء وهي من دعواتهم براء. ودون شك أن الهدف من دعوة كارتر كسر التوازن العسكري بين السودان وجنوب السودان خاصة والمعروف عن جيمي كارتر أنه لا يظهر أو يصرح إلا إن كانت قوات التمرد - قوات الجنوب - في وضع لا تحسد عليه، وقد تعودنا على ذلك إبان توسطه لحل مشكلة الجنوب خلال السنوات الأولى للإنقاذ فعندما ترجح الكفة العسكرية لحركة التمرد كان يختفي من المسرح تماماً. وقد أبدى كارتر من خلال توسطه لإيقاف حرب الجنوب إصراره على إلغاء قوانين الشريعة الإسلامية كشرط أساسي لوقف الحرب رغم أنها غير مطبقة في الجنوب. وجيمي كارتر أقر بصحة الانتخابات الأخيرة إبريل 2010 التي فاز في معظم دوائرها المؤتمر الوطني بنفس برنامجه الذي رفضه كارتر أثناء توسطه بين التمرد والإنقاذ ويكون باقراره بصحة الانتخابات موافقته على البرنامج الذي يحوي قوانين الشريعة والتي كان يرفضه في السابق ويصر على عدم وقف الحرب في الجنوب إلا بالغائها.. فوفقا للبرنامج الذي أتى بالمؤتمر الوطني لسدة الحكم والذي جاء بالانتخاب التى أقر بها كارتر فعليه أن يبذل جهودا مخلصة لوقف هذه الحرب الصليبية التي باستمرارها اجهاض للبرنامج الذي أتت به الديمقراطية الغربية وأقرت مؤسساته بصحة نتائجها. وفي اعتقادي أن جيمي كارتر قد أسهم باصراره السابق في استمرار الحرب فيكون بذلك مسؤولاً عن كل الأرواح التي أهدرت شمالاً وجنوباً.. وعليه أن يعترف بذنبه ويقدم اعتذاراً لشعب السودان شماله وجنوبه بل وللعالم أجمع والعالم المسيحي والإسلامي لأن الأديان قائمة على التسامح وليس التنافس الدموي ولو كان الإسلام يسلك نفس المسلك الذي ينادي به لكان بإمكان حكومة الإنقاذ أسلمة كل الجنوب قسراً كما تفعل حملاتهم الصليبية في كل مكان تهيمن عليه ولقد كانت السلطة المطلقة لها فيه سنين عددا ولكن الإسلام يقول (لا إكراه في الدين)، (لكم دينكم ولي دين). لماذا إذن كان كارتر يصر على إلغاء قوانين الشريعة؟.. يرجع ذلك للآتي: * السودان يقع ضمن دول خط العرض العاشر الموازي الذي يفصل بين الدين الإسلامي والدين المسيحي حيث معظم الذين يعيشون شماله هم من المسلمين ومعظم الذين يعيشون جنوبه من المسيحيين ومن ضمن الدول التي تركز عليها الحركة الكنسية في العالم في إفريقيا نيجيريا والسودان والصومال وفي آسيا أندونيسيا وماليزيا والفلبين ماعدا الأخيرة حيث المسلمون جنوبا والمسيحيون شمالا.. وظاهرة الصراع في كل هذه الدول عقائدية وقد تغلف الصراع في بعضها باعتباره صراعا على الموارد كما في السودان مؤخراً. المنظمات الكنسية الأمريكية واستهداف السودان: * من ضمن المنظمات الكنسية التي تصرف بسخاء في هذه الصراعات منظمة قراهام بيل البروتستانتية الأمريكية والتي يرأسها القسيس الشخصي للرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش/قراهام بيل/ والتي تبلغ ميزانيتها السنوية 200 مليون دولار ويركز بيل بالاضافة للفواصل الدينية على الفواصل العرقية مثل دارفور وكان قد زار السودان بدعوة من الرئيس البشير رغم اعترافه بانه كان يزورالسودان كثيرا ولكن من الباب الخلفي ومن الاشياء الجديرة بالاشارة أن الرئيس البشير حسب مؤلفة كتاب الموازي العاشر مراسلات من خط المواجهة بين المسيحية والإسلام /تأليف اليزا قريسوولد 2010م والذي لخص الجزء الخاص بالسودان فيه د. عبدالله محمد عبدالله درار/ الجامعة الإسلامية، حسب ماورد في مجلة الراصد العدد (11) ديسمبر 2011 م عرض على قراهام الإسلام، ووصفت الكاتبة اللقاء بانه إعادة للمواجهة الأوسع بين المسيحية والإسلام بمحاذاة الموازي العاشر. وربطت بين دعوة الامام محمد أحمد المهدي لغردون باشا ولملكة بريطانيا لاعتناق الاسلام ودعوة البشير قبل محاصرة غردون وسقوطه بالخرطوم!. إن الحركة الكنسية تقف مع حركة التمرد في السودان منذ التمرد الأول في عام 1955 م ولم تتوقف حتى بعد انفصال الجنوب وتكوين دولته ولن تترك السودان الشمالي في حاله رغم انفرادها بالجنوب وتعمل على تجييش كل شعب الجنوب بواسطة حكومته الحالية لبسط سيطرتها على الشمال جميعه باعتباره من المناطق التي تشكل صراعا مع المسيحية والدليل على ذلك أن حكومة الجنوب لا تسمح بتوظيف أي جنوبي ينزح إليها من الشمال أو من دول الجوار أو من داخلها إلا في الجيش وقد أبدت منظمات دولية قلقها من هذا التجييش الذي لا يتناسب ومستوى موارد الجنوب فكل الجنوبيين الذين يصلون من الشمال لأنهم أصبحوا أجانب في الشمال يعتبرون قوة مقاتلة جنوبية ضد الشمال. جيمي كارتر والمؤسسة التي تتبع له أقرت بصحة نتائج انتخابات 2010 وهي تحوي قوانين الشريعة الإسلامية ضمن برنامج المؤتمر الوطني هل هذا إقرار منه بتوقيف حربه ضد الإسلام أم باقراره يريد أن يظل اللاعبون الأساسيون في الملعب من الجانبين حتى يحين وقت تنفيذ المؤامرة الصليبية التي بدأها سلفاكير حاليا مضحيا بالبترول حيث أن الضغوط عليه أكبر إما التنفيذ أو الإقصاء وفي الحرب عندهم فوائد كثيرة تجريب الأسلحة الجديدة والأرباح التي تدفع من موارد الجنوب والشمال أيضاً آجلا أو عاجلاً خاصة ولقد ظل السودان وحطب الحريق هم المواطنون الجنوبيون ومواطنو الشمال أيضاً الذين في اضطرار للدفاع عن وطنهم ودينهم.. كذلك تذهب مياه النيل شمالاً دونها والمشاريع في دولة الجنوب وليس في المسرح سوى الحريق والحرب. السودان والربيع العربي: * مخطئ من يظن أن ما يحدث في السودان ربيع عربي أو مؤشر له، فلا يمكن أن تقود الربيع العربي دولة مجاورة وتحتل مناطق فيه باعتبارها جزءاً منها وليست محررة تتبع لقوى المعارضة التي تساندها. د. جون قرنق He Knows How دكتور جون قرنق في آخر خطاب له في رومبيك أعلن عن نهاية الحرب بين الشمال والجنوب لأن الجنوب أصبح يحكم نفسه ويشارك في حكم الشمال وأعلن عن تمسكه بسلفا نائبا له وأنه سيبدأ إعمار الجنوب لتخصصه الزراعي وعينك ما تشوف إلا النور أُذهب به وكندليسه رايس آخر من زارته في السودان وهي خبيرة من خبراء ال سي آي أيه!!! الحرب ضد العروبة والإسلام: التصفية الجسدية الوحشية للمسلمين معروفة ومحذور منها كما يحدثنا التاريخ مثال على ذلك زنجيبار التي لم تهنأ بالاستقلال إلا أياما قليلة 32 يوماً حيث كانت محمية بريطانية كحال /جنوب السودان قبل انسحاب الانجليز عام 1956 م حيث كان منطقة مقفولة على الشماليين/ وحرضوا منها قبل انسحابهم على تمرد 1955 بمساعدة الكنائس هناك/ فزنجيبار لم تهنأ بعرس استقلالها الذي نالته في 16 /12 /1963م حيث اجتاحتها تنجانيقا (تنزانيا) حيث لقي عشرون ألف مسلم مصرعهم خلال ساعات معدودة. *** المطلوب 1 المطلوب من الأمة السودانية جمعاء أن تجتمع على كلمة واحدة، وإلا فعليها السلام.. فلا يمكن أن يقنعني أحد، بأن تصريح سلفاكير ل(السوداني) قبل عامين: بأن أي شمالي إذا تولى الحكم حتى لو كان محمد إبراهيم نقد رئيس الحزب الشيوعي سيطبق الشريعة الاسلامية، كانت بريئة، وعلماء النفس يؤكدون أن وراء أية كلمة ما وراءها فليس هناك زلة لسان. فهي إذن الحرب الصليبية!! وماذا يهمه من السودان وقد أصبح رئيس دولة مجاورة وتصريحات نائب الرئيس نميري جوزيف لاقو أنهم ما تمردوا ضد الفريق إبراهيم عبود(1958 1964م) رغم الثورة العمرانية التي شهدها الجنوب في عهده إلا بعد تدخله في شؤون دينهم بسودنة القسسة الجنوبيين وتوزيع الملابس الإسلامية على زعماء القبائل وتصريحاته قبل تمرد 1983بان أسلمة القوانين ستجعلهم يتمردون ويدخلون الغابة ولكن فضل الالتفاف حول نميري لتقسيم الجنوب إلى ثلاثة أقاليم كسبب للتمرد حتى لا يجد النميري سندا عربيا او إسلاميا حيث قيل له بعد قيام التمرد عام 1983 م اذهب وحل مشاكلك الإدارية الداخلية!! كما أن تقسيم الجنوب لعشر ولايات وليس إلى 3 أقاليم خلال حكم الإنقاذ قبل نيفاشا لم يكن محل نقاش أو شكوى خلال محادثات نيفاشا. 2 على الإنقاذ أن تولي السيدين أو الثلاثة! مسؤولية جمع الصف الوطني حول الجيش ليتمكن من الدفاع عن حدود البلاد وأن يعملوا على إقناع من يحملون السلاح بأنهم مورطون في حرب صليبية لا تبقي ولا تذر وعلى من يحملون السلاح بصفتهم مواطنون سودانيون إدانة الهجمة على هجليج والمناطق الحدودية الأخرى من قبل دولة الجنوب باعتبارها اعتداءً على سيادة أراضي السودان وايقاف عملياتهم ضد الحكومة وحل قضايا الحكم سلميا لأن الحكم ليست الغاية إنما الغاية السودان وسلامة أراضيه فلا دولة بلا تكئة مادية وشعب وتنميته وما الحكام إلا خداماً للشعب. 3 على المكلفين الايصال بقادة العالمين العربي والإسلامي لدعم السودان حتى لا تسقط زنجيبار أخرى . والسلام