آن كوري Ann Curry إعلامية مشهورة تعمل في محطة «إن بي سي NBC» ولها أكثر من مليون متابع على موقع تويتر.. سافرت آن إلى السودان مؤخراً وتسللت إلى منطقة جنوب كردفان بطريقة غير قانونية عن طريق دولة جنوب السودان، وأحاطت رحلتها بالكتمان حتى عودتها ثم عملت تقريراً إخبارياً مصوراً عن راين بويتي Ryan Boyette الذي يبلغ من العمر ثلاثين عامًا وجاء إلى السودان عام «2003م» مع منظمة مسيحية اسمها Samaritans Purse ورفض العودة وما زال يقيم هناك وتزوج امرأة نوبية.. والآن يدعو إلى مساعدة شعب النوبة وحمايته من جيش السودان الذي يقتلهم ويمنع عنهم المساعدات الإنسانية والتغطية الإعلامية على حد تعبيره. إن هؤلاء المتطوعين المتحمسين بل المتنطعين من دعاة الصليبية والصهيونية لا يمثلون في واقع الأمر إلا مجموعة من الجواسيس التي تعمل في خدمة أهداف عسكرية مموهة ومحلاة وموشاة بأهداف إنسانية.. مصنوعة.. ومنحوتة. ومفتعلة ابتداءً من القنابل والقذائف.. مروراً بالجثث والمقابر الجماعية.. ثم المجاعة والأجسام الذابلة المنهكة.. وانتهاءً بلقطات الاغتصاب التي والله لا أدري كيف يعيدون إنتاجها.. وكيف توافيهم الوقاحة والصفاقة إلى تصويرها وهي كلها مفتعلة ومصطنعة.. وهي تماماً مثل أفلامهم ومسلسلاتهم إلا أنني أظن أن الذي يجري في تلك المسلسلات من الفضائح الجنسية وحالات المباضعة المباشرة أكثر واقعية من لقطات الاغتصاب في دارفور وجبال النوبة أو غيرها من الأماكن.. إن أمثال نيقولا كريستوف ورابان بونتي وآن كوري مجرد جواسيس عاديين كان ينبغي أن يلقى عليهم القبض ويقدموا للمحاكمة ويعدموا شنقاً كما يعدم الجواسيس. تعليق من معد التقرير: «هل من مصلحة الحكومة السودانية أن تتستر على هذه الأخبار؟ وهل من مصلحتها أن يموت شعب النوبة وتحتضنه المنظمات المسيحية؟ لو كنت مكان الحكومة السودانية لفتحت الأبواب مشرعة أمام المنظمات الإسلامية التي أوصدت أمامها الأبواب في دول أخرى، ولمنعت المنظمات المسيحية التي سيطرت على دارفور وعلى معسكرات اللاجئين فيها وأصبحت تلك المعسكرات دولة داخل دولة وأوكار تجنيد لحركات التمرد ومدارس تُعلم فيها كراهية العرب والمسلمين. شعب جبال النوبة يفر من الحرب ومن الجوع.. إلى أين؟ إلى دولة جنوب السودان حيث تقوم حركات التمرد بتجنيد الشباب وتقوم منظمات الإغاثة المسيحية بتنصير النساء والأطفال. وراين بويتي رجل مسيحي ضحى تضحيات غالية من أجل رسالة يحملها.. فأين الذين يحملون رسالة الحق؟ ومن الواضح أنه توجد منظمات تدعمه بسخاء دعماً مادياً ومعنوياً؛ فأين المنظمات الإغاثية الإسلامية من شعب جبال النوبة؟ وأين المنظمات الإسلامية من دعم الدعاة في جبال النوبة؟ وعلى ذكر منظمات الإغاثة فإن راين بويتي ذهب إلى السودان مع منظمة سمارتيان بيرس Samaritans Purse وهي منظمة إغاثية مسيحية يبلغ دخلها السنوي 300 مليون دولار، ويرأسها فرانكين جراهام ابن بيلي جراهام المبشر المشهور الذي توفي وخلفه ابنه في قيادة المنظمة، وللمنظمة طائرة خاصة يتنقل بها رئيسها. وكانت قد دارت حولها ضجة إعلامية سنة «2001م» وذلك حين تلقيها دعماً من الحكومة الأمريكية لإغاثة منكوبي الزلزال في السلفادور وكانوا يشترطون على متلقيي العون أن يحضروا صلوات لمدة نصف ساعة في الكنيسة قبل تقديم العون لهم.. وفي عام «2003م» صرح رئيسها فرانكين جراهام بأن الإسلام دين شرير، وهاجمته منظمات إسلامية في أمريكا آنذاك على تصريحه.» إن الهدف الأساسي لهذه الجرائم التي تُرتكب باسم الإنسانية والعرق الإنساني هو التبشير والتنصير. فإما أن تمارس الطقوس الكنسية داخل الكنيسة أو تترك لتموت جوعاً.. أين هذا بالله عليكم من قول الله تعالى «إن تبروهم وتقسطوا إليهم» ولم يجعل لهذا البر والقسط أي شرط سوى السلام والمسالمة وعدم الاعتداء وعدم الفتنة؟! أين هذا من منهج التجويع والتركيع والإذلال الذي تمارسه شخصيات كنسية لاهوتية تقول للجوعى إلى الكنيسة أم إلى القبر؟ هيا قل.. أسرع فأمامنا مهام أخرى كثيرة!! بع دينك أو بع دنياك.. والطعام بعد القداس وليس قبله.