دعا البابا أوريان لمؤتمر حاشد في كلير مونت بفرنسا 27نوفمبر 1095م، وفيه أطلق صيحته الشهيرة "أنها إرادة الرب" وأمر كل مسيحي ومسيحية بالخروج لنجدة القبر المقدس من أيدي الكفرة "أي المسلمين" مما أدى إلى انتشار روح حماسية طاغية وقد أرسل أوريان أحد الرهبان المتعصبين واسمه بطرس الناسك وكان ذا موهبة خطابية طاغية فطاف أوربا باسرها يدعو إلى محاربة المسلمين ونتيجة لخطبه ومواعظه الحماسية خرج مئات الآلاف من مسيحيي أوروبا استجابة لنداء البابا ورغبة في المغفرة ودخول الجنة وذلك بلا نظام ولا ترتيب ولا قيادة وهي الحملة المعروفة باسم "حملة الرعاع"والتي ابادها المسلمون بكاملها، ويغفل المؤرخون الأوروبيون ذكر هذه الحملة ولا يعدونها من ضمن الحملات الصليبية ثم تلت هذه الحملة الفاشلة "حملة الامراء" وكان معظمهم من فرنسا وقدرت بمليون مقاتل صليبي وذلك سنة 1099م- 490ه وهي الحملة التي نجحت في إقامة أربع امارات صليبية في الشام وذلك بطرابلس وانطاكية وبيت المقدس والرها وذلك بعد سفك دماء قرابة المليون مسلم ومسلمة، الجدير بالذكر أن البابا أوريان الثاني قد هلك قبل أن يشهد نجاحات الحملة في أرض الشام. ومن الحقائق المثيرة للفزع والغثيان التي لم نكن نعلمها من قبل هي أنه بعد أن حقق المسلمون بقيادة صلاح الدين الأيوبي انتصارهم وحرروا بيت المقدس سنة 583ه- 1187م، سوف تصيبنا الدهشة عندما نعلم أن البابا أوريان الثالث قد توفي من هول الصدمة وخلفه البابا جريجوري الثامن ولكنه سعى بكل جهده لشن حملة صليبية ثالثة عل العالم الإسلامي فارسل خطاباً عاماً لمسيحيي أوروبا ووعدهم بالمغفرة الكاملة، لجميع خطاياهم وفرض عليهم صياماً كل يوم جمعة على مدي خمس سنوات قادمة وفرض عليهم ضريبة تقدر ب 10% من دخولهم عرفت في التاريخ الأوربي باسم ضريبة صلاح الدين، والامتناع عن أكل اللحوم في أيام السبت والاربعاء من كل اسبوع وقد أدى هذا الخطاب لحماسة جارفة عمت انحاء أوروبا أسفرت عن الحملة الصليبية الثالثة والمعروفة باسم حملة الملوك.. إن البابا جريجوري التاسع يعتبر تجسيداً حقيقياً واضحاً عن النفسية المريضة والمليئة بالحقد والكراهية للاسلام والمسلمين ذلك ان اكبر ملوك أوروبا في ذلك الوقت وهو الامبراطور فريدريك الثاني قد "تباطأ" في الخروج لقتال المسلمين بسبب عدم قناعته بفكرة الحروب الصليبية مما جعل البابا يصدر قانوناً بالحرمان الكنسي والطرد من الرحمة بحقه وذلك سنة 1227م – 624ه وأجبره على الخروج في حملة صليبية على بلاد الاسلام وهي الحملة الصلبية السادسة. د. محمد ياسر كنفاني