والطرفة تحكي عن رجل يحب الاسئلة، ويحب (الشمار) بصورة مدهشة، يصعد إلى القطار في طريقه الى قريته، ويجلس بجانب رجل يتسم ب(رأس) كبيرة جداً- وعضلات كذلك- ولعل هذه الاخيرة تحديداً هي التى دفعت بصاحبنا (الشمشار) إلى ابتلاع اسئلته كلها لذلك الرجل، والانتظار حتى تحين الفرصة المناسبة، وبالفعل تحرك القطار ووصل لاحدى المحطات، ليقوم صاحبنا (الشمشار) بمناداة احد الصبية بصوت عال: (ياولد..عليك الله جيب معاك سيجارتين)..وهنا يلتفت اليه الرجل (ابو رأس) ويسأله في حدة: (السيجارة التانية دي لمنو؟)..ويجيبه (الشمشار) بنصف ابتسامة: (ليك انت)..ليرد عليه (ابو رأس) بغضب: (انا ماقاعد اشرب سجاير)..ويصمت الاثنان..ويتوقف القطار مرة اخرى في محطة ثانية ويكرر صاحبنا (الشمشار) نفس الاسلوب وينادي على بائعة الشاي: (عليك الله اتنين قهوة)..ويقاطعه (ابو رأس) بسرعة: (القهوة التانية دي لي منو.؟)، ويرد عليه صاحبنا: (ليك انت ياحبيب)..ليرد عليه بنفس الطريقة: (انا ماقاعد اشرب قهوة)..لينفعل صاحبنا (الشمشار) في تلك اللحظة ويصيح في وجهه قائلاً: (ياخي لابتشرب سجاير.. ولاشاي.. ولاقهوة.. طيب رأسك الكبير دا عملوهو ليك لي شنو..؟؟)..!! ود بابكر...ودق (الشلوفه): حاول صديقي العزيز محمد بابكر المصمم بهذه الصحيفة (الفتك) بي ليلة مباراة الهلال والفريق الجزائري الاخيرة ، وذلك لسبب غريب جداً وهو انني سألته إن كان يمتلك صورة لعملية (دق الشلوفه)..ليهيج ويزبد ويتوعد، ولولا لطف الله وعنايته لكنت الان طريح الفراش بقسم العظام- هذا ان تبقت لي عظام من الاصل-، ولعل القارئ قد يتساءل عن سر (حمقة) ود بابكر.. وأقول ان السبب هو كلمة (الشلوفة)..والتى تقع في المدار اللغوي لكلمة (الشلف).. والذى هو اسم الفريق الجزائري الذى تعادل مع الهلال و.. ياود بابكر...(شلفني) وتفنن..!! بالغتي يابتنا: بإنفعال شديد كان صديقي يروى لي تلك الحكاية قائلاً: كنت اقف في محطة المواصلات في انتظار حافلة تقلني للمنزل، وفي وسط ذلك الزحام توقفت فتاتان على قدر من الجمال، ومرت دقائق حتى توقفت حافلة ركاب مزدحمة، لتحاول احداهن الصعود اليها لتسألها رفيقتها في دهشة: (انتي ماشة وين..؟ ماشايفاها مليانة كيف..؟)، لتجيبها الاخرى بخبث كبير: (تعالي ياخي..هسي بنلقى لينا واحد فرحان يقوم لينا)...إلى هنا انتهت القصة..ولن نجد مانقول لتلك الفتاة سوى عبارة واحدة (لكن مابالغتي يابتنا)..؟ شربكة أخيرة: (البيتو من قزاز مايفلق)..والرسالة واضحة جداً..واعلم انها وصلت للشخص الذى نقصد.. والذى نتمنى ايضاً الا نضطر لادراج اسمه هاهنا.. وذلك احتراماً للعشرة والمودة و(الملح والملاح)، والكلام ليك (يا المطير عينيك)..!!!!