لاشك أن هناك إجماعاً على أن كرة القدم أصبحت صناعة تحتاج الى رأس مال وفكر يجيد توظيف هذا المال وقد تأكدت هذه الحقيقة في كثير من الأندية التي فرضت نفسها على ساحة التنافس في السنوات الأخيرة بفضل الرعاية وأخرى غابت شمسها ولم يشفع لها تاريخها وأصبحت نسيا منسيا لأنها لم تجد من يمد لها يد العون. وقد أكد ناديا مانشستر ستي وأهلي شندي هذه الحقيقة رغم الفارق الكبير بعد أن توج الأول ببطولة الدوري الإنجليزي بعد غياب أربعة واربعين عاما بفضل الرعاية التي توفرت له بعد أن آلت ملكيته للشيخ منصور بن زايد آل نهيان والذي صرف عليه أكثر من مليار ونصف دولار امريكي ووفر كل المعينات للفريق بالتعاقد مع لاعبين متميزين بقيادة الارجنتيني اغويز وتفييز وسمير نصري ويحي توريه واستعان بالمدرب الايطالي الكبير روبرتومانشيني وأعاده الى زمنه الجميل بعد أن قاده من الدرجة الثانية حتى الصعود الى العرش الأروبي. وبالمقابل اهتم السيد صلاح ادريس بفريق بلده ومسقط رأسه أهلي شندي فقدم فكره وماله بدعم الفريق بأفضل العناصر الوطنية والأجنبية وقاده من الدرجة الأولى بشندي الى الممتاز وتعاقد مع مدرب كبير وقدير ففرض الفريق نفسه في أول موسم وكسر قاعدة الصاعد هابط وأثبت أن الصاعد ينافس فاحتل مركزا متقدما أهّله للمشاركة في البطولة الكنفدرالية فقلب كل التوقعات وأثبت أنه فريق مؤهل بعد أن كسر حاجز الأرض والجمهور بالتفوق على فريق فيرفيارو المزمبيقي بالانتصار عليه ذهابا وإيابا. وأكد أمس الأول دليلا جديدا على قوته بتأهله الى دور الستة عشر مكرر أو دور الترضية كما يقال عن جدارة على فريق سمبا التنزاني الذي يتعبر من أميز فرق شرق ووسط افريقيا مقدما درسا في قوة الإرادة فسطر تاريخا جديدا للكرة السودانية التي تبحث عن إضافة أسماء جديدة بغير الهلال والمريخ وسيغير أهلي شندي خارطة الدوري السوداني كما غير المان ستي خارطة الدوري الانجليزي. أقول بلا مجاملة إن السيد صلاح ادريس أثبت أنه إداري صاحب فكر وسيحقق مع الأهلي نفس النجاح الذي حققه مع الهلال وسيحدث نفس النقلة الكبيرة التي فعلها في الهلال والتي لا ينكرها إلا مكابر ونتائج الفريق في دوري أبطال افريقيا والكنفدرالية والدوري الممتاز في السنوات الأخيرة هو خير دليل وسجلات التاريخ لا تكذب والواجب يفرض أن يعطى الرجل حقه مهما اختلفنا معه في بعض آرائه ولكنه بالفعل إداري متميز. هنيئا للأهلي بالأرباب وهنيئا للمان ستي بمنصور.