حفظ فريق أهلي شندي ماء وجه الوطن وعوضنا عن خيبة الهلال والمريخ والأمل وأعاد الابتسامة للشفاه وأثبت أنه فريق كبير وهو يتأهل عن جدارة واستحقاق الى دور الستة عشر مكرر في البطولة الكنفدرالية وعلى حساب فريق خطير هو سمبا التنزاني أحد عمالقة شرق ووسط افريقيا. قدم فرسان دار جعل لملحمة بطولية وهم يؤدون المباراة بعزيمة الرجال بعد أن قلبوا الطاولة خلال شوط واحد على منافسهم وأخرسوا كل الألسن التي توقعت خروجهم من المنافسة وقدموا درسا للاعبي الهلال والمريخ في الروح القتالية وفي إجادة الركلات الترجيحية فأسعدونا وأفرحونا، ومن حقهم علينا أن نرفع لهم القبعة ونشد على أيديهم بعد أن أعادوا لنا الأمل. أثبت أهلي شندي أن صعودهم الى الدوري الممتاز ونيلهم شرف المشاركة في البطولة الكنفدرالية لم يكن ضربة حظ ولكنه نتاج لعمل كبير صنع فريق كبير بعد أن تكاملت الأدوار بداية بمجلس الإدارة ومرورا براعي الفريق وابنه وابن شندي السيد صلاح ادريس الذي لا ينكر أحد أنه صنع تاريخا ومجدا للهلال وهو الآن يصنع تاريخا لأهلي شندي بعد أن تكفل بتسجيل أفضل العناصر وتعاقد مع مدرب قدير التونسي الكوكي والذي أكد أنه فعلا مدرب كبير ظهرت بصماته على الفريق. مبروك لكل أهل السودان وليس دار جعل لأن ما حققه الأهلي هو إنجاز يفاخر به كل سوداني ونأمل أن يواصل الفريق انتفاضته ونثق في أنه سيحقق الكثير ما دام يملك الروح والطموح. الهلال خذلنا إن كنا قد توقعنا منذ إجراء قرعة دوري أبطال افريقيا خروج المريخ من الدور الثاني قياسا بمنافسه فريق مازمبي الكنغولي وقناعة منا بأن مستوى الفريق في هذا الموسم لا يبشر بخير بعد أن فشل الجهاز الفني رغم وصول الفريق الى الأسبوع الحادي عشر للدوري في معالجة الأخطاء الدفاعية إضافة للإصابات التي ظل يعاني منها عدد كبير من العناصر الهامة إلا أننا لم نكن نتوقع خروج الهلال. كنا نتوقع تأهل الهلال لأنه أفضل من منافسه في كل الخطوط وفي كل العناصر وأكثر خبرة وسجل الهلال مليء بالمواقف العظيمة خارج الأرض وأمام فرق تفوق الشلف الجزائري فنيا ولكن للأسف كانت المفاجأة تراجع مستوى أهم العناصر وعلى رأسهم هداف دروي الأبطال ادورد سادمبا الذي أصبح لغزا محيرا في الفترة الأخيرة ووضح أن الفريق يفتقد بالفعل اللاعب القائد الذي يقوم بدور المدرب داخل الملعب. تفاءلنا بمستوى الفريق في الشوط الأول وسعدنا بالتقدم ولكن كالعادة دفعنا ثمن الأخطاء الدفاعية بهدف التعادل القاتل وبعد أن تكفل المعز محجوب بإنقاذ أكثر من هدف في الشوط الثاني ولا أحد بالتأكيد يلومه في الركلات الترجيحية التي تعتمد على الحظ والتوفيق بالنسبة للحارس وهو من عند الله ووضح أن اللاعبين تأثروا نفسيا بهدف التعادل ففقدوا التركيز وانعكس ذلك على الركلات الترجيحية فكان الخروج المر. خروج الهلال والمريخ يحتاج الى وقفة ومراجعة وهما مقبلان على المشاركة في الكنفدرالية ونخاف أن نعيش نفس السيناريو. حروف خاصة درس جديد عشناه أمس في ختام الدوري الانجليزي وتحديدا في مباراة مانشستر ستي وكونز بارك بعد أن دب اليأس في نفوس لاعبي ومحبي المان ستي بضياع اللقب حتى آخر خمس دقائق كانت كافية لانتفاضة المان وخطف هدفي التعادل والفوز والتتويج باللقب بعد أربعة وأربعين عاما تساوي عمر أجيال . درس لكل اللاعبين في عدم اليأس والتمسك بالأمل حتى آخر دقيقة وقد سعدنا بفوز المان ستي لأنه جاء برأس مال عربي ممثلا في مالك النادي الشيخ منصور بن زايد.