في ثمانينات القرن الماضي ظهر فريق "المقاولون العرب" والذي فرض نفسه على القمة المصرية الأهلي والزمالك وأزاح الإسماعيلي من الضلع الثالث محدثاً أكبر نقلة في خارطة الكرة المصرية على مستوى التنافس المحلي فحقق بطولة كأس مصر أكثر من مرة ونافس على الدوري ودخل تاريخ البطولات الإفريقية من أوسع الأبواب وزين جيد مصر بلقب كأس الكؤوس الإفريقية ووصل إلى مراحل متقدمة في عدة مواسم. ولم يكن ذلك صدفة ولكنه حصاد لجهد كبير من رجل الأعمال المصري عثمان أحمد عثمان صاحب شركة "المقاولون العرب" التي رعت الفريق وشيدت له استاداً يعتبر حتى الآن من أفضل ملاعب مصر بعد استاد القاهرة، وجلب له أميز اللاعبين الأجانب على راسهم حارس مرمى منتخب الكميرون انطوان بيل والغاني عبد الرزاق والإيراني بارزكي بجانب افضل لاعبي مصر بقيادة حمدي نوح . الآن نعيش تجربة "المقاولون" ممثلة في فريق أهلي شندي الذي يسير على نفس النهج بعد أن صعد للدرجة الممتازة عن جدارة وفرض نفسه في أول موسم للدوري باحتلاله المركز الرابع الذي أهله للمشاركة في بطولة الكنفيدرالية.. وأثبت أنه فريق يملك الإرادة والطموح محققاً الانتصار على منافسه فيروفيارو الموزمبيقي ذهاباً وإياباً رغم ضعف التجربة. ولاشك أن الفضل في ذلك يرجع لابن النادي والمنطقة الأستاذ صلاح إدريس (الأرباب) الذي وهب فكره وماله لخدمة هذا النادي فدعم الفريق بأفضل العناصر التي ساهمت في صعوده وتألقه المحلي والإفريقي وبأجهزة فنية على أعلى كفاءة سواء الذين قادوا الفريق في المراحل السابقة أو المدرب الحالي التونسي الكوكي والذي وضع بصمات واضحة على الفريق وأثبت أنه مدرب كبير بجانب توفير معسكر إعداد بتونس جنى الفريق ثماره الآن. ونؤكد أن الأهلي في ظل رعاية السيد صلاح إدريس ودعم أبناء شندي سيخطو بعيداً إن لم يكن في الموسم الحالي فإن القادم سيكون أجمل وتجربة الأرباب مع الهلال خير مثال بعد أن أحدث أكبر نقلة في الفريق وهو يعيده إلى مكانه الطبيعي مع كبار القارة وكان الأقرب للقب في أكثر من موسم لولا سوء الطالع بعد أن دعمه بأفضل اللاعبين الأجانب في تاريخ الكرة السودانية على رأسهم الثلاثي النيجيري كلاتشي وقودوين ويوسف محمد الذين لاينساهم جمهور الكرة المصرية بعد أن قادوا الهلال للإطاحة بالزمالك (وبهدلوا) الأهلي بجانب سادمبا الخطير بالإضافة إلى عناصر وطنية نشير منها فقط إلى اللاعب علاء الدين يوسف الذي يمثل كلمة السر في الروح القتالية التي يتميز بها الهلال ومازال الفريق يجني ثمار الأرباب. مبروك لكل أهالي شندي بعد أن وضع الأهلي وساماً غالياً على صدر الوطن مع الأمنيات له بالتوفيق.