كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    مناوي: وصلتنا اخبار أكيدة ان قيادة مليشات الدعم السريع قامت بإطلاق استنفار جديد لاجتياح الفاشر ونهبها    تنويه هام من السفارة السودانية في القاهرة اليوم للمقيمين بمصر    يوفنتوس يتوج بكأس إيطاليا للمرة ال15 في تاريخه على حساب أتالانتا    مانشستر يونايتد يهزم نيوكاسل ليعزز آماله في التأهل لبطولة أوروبية    مطار دنقلا.. مناشدة عاجلة إلى رئيس مجلس السيادة    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    عثمان ميرغني يكتب: السودان… العودة المنتظرة    بعد حريق.. هبوط اضطراري لطائرة ركاب متجهة إلى السعودية    نهضة بركان من صنع نجومية لفلوران!!؟؟    واشنطن تعلن فرض عقوبات على قائدين بالدعم السريع.. من هما؟    د. الشفيع خضر سعيد يكتب: لابد من تفعيل آليات وقف القتال في السودان    الكشف عن شرط مورينيو للتدريب في السعودية    نتنياهو يتهم مصر باحتجاز سكان غزة "رهائن" برفضها التعاون    شاهد بالصورة والفيديو.. في مقطع مؤثر.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تبكي بحرقة وتذرف الدموع حزناً على وفاة صديقها جوان الخطيب    رئيس مجلس السيادة القائد العام للقوات المسلحة يلتقي اللجنة العليا للإستنفار والمقاومة الشعبية بولاية الخرطوم    شاهد بالصورة والفيديو.. في أول ظهور لها.. مطربة سودانية صاعدة تغني في أحد "الكافيهات" بالقاهرة وتصرخ أثناء وصلتها الغنائية (وب علي) وساخرون: (أربطوا الحزام قونة جديدة فاكة العرش)    قطر تستضيف بطولة كأس العرب للدورات الثلاثة القادمة    شاهد بالصورة والفيديو.. شاب سوداني في أوروبا يهدي فتاة حسناء فائقة الجمال "وردة" كتب عليها عبارات غزل رومانسية والحسناء تتجاوب معه بلقطة "سيلفي" وساخرون: (الجنقو مسامير الأرض)    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    سعر الدولار في السودان اليوم الأربعاء 14 مايو 2024 .. السوق الموازي    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    عالم آثار: التاريخ والعلم لم يثبتا أن الله كلم موسى في سيناء    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    "بسبب تزايد خطف النساء".. دعوى قضائية لإلغاء ترخيص شركتي "أوبر" و"كريم" في مصر    أموال المريخ متى يفك الحظر عنها؟؟    قطر والقروش مطر.. في ناس أكلو كترت عدس ما أكلو في حياتهم كلها في السودان    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    هل يرد رونالدو صفعة الديربي لميتروفيتش؟    انتخابات تشاد.. صاحب المركز الثاني يطعن على النتائج    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    روضة الحاج: فأنا أحبكَ سيَّدي مذ لم أكُنْ حُبَّاً تخلَّلَ فيَّ كلَّ خليةٍ مذ كنتُ حتى ساعتي يتخلَّلُ!    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    القبض على الخادمة السودانية التي تعدت على الصغيرة أثناء صراخها بالتجمع    الصحة العالمية: نصف مستشفيات السودان خارج الخدمة    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



في منتدى مفاكرات: السياسية الخارجية... تحت المجهر..! رصد وتصوير: خالد أحمد
نشر في السوداني يوم 19 - 05 - 2012


السياسية الخارجية... تحت المجهر..!
رصد وتصوير: خالد أحمد
هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته
لاتستطيع وأنت ترى السياسي والمفكر د. منصور خالد يقعد على كرسي ويضع نظارته الطبية المخصصة للقراءة واضعاً العديد من الأفكار في أوراق مرتبة يستعد لتقديمها، إلا وأن وتحبس أنفاسك وتعطل كل حواسك عدا الاستماع والتدبر والتأمل فيما يقول، وهذا ماحدث مساء الخميس حيث جلس هذا الرجل يتحدث قرابة الساعتين عن السياسة الخارجية أمام حضور نوعي في "منتدى مفاكرات" الذي يقيمه د. نزار خالد بمنزله، بحضور مستشار رئيس الجمهورية د.غازي صلاح الدين ووكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان بجانب القيادي بالمؤتمر الوطني وعضو الوفد المفاوض مع حكومة الجنوب د.سيد الخطيب والمندوب الدائم السابق للسودان في الأمم المتحدة الفريق الفاتح عروة بجانب عدد من المفكرين والمحللين السياسيين والإعلاميين ليدور نقاش عالي المستوى احتوى على العديد من العصف الذهني حول كيفية بناء سياسة خارجية لهذه البلاد.
منصور خالد: (...) لهذا السبب أصبح السودان موسوماً بالشر!
د. منصور خالد الذي يمتلك خبرة كبيرة في مجال الدبلوماسية وكان يوماً وزيراً للخارجية تحدث بلسان العارفين لواقع الأمور حيث ألقى مداخلة طافت من التاريخ القديم إلى تقييم تجربة حكم الإنقاذ مشيراً إلى أن تجربة ربع القرن فترة كافية للتجريب واكتشاف الممكن وغير الممكن كما فيها غليان في العالم الخارجي لمعرفة طرق صنع القرار المحلي وهل يصنع عبر سياسات وخطط أم لا مشيراً إلى أن هذه الفترة شهدت وقوع أحداث كثيرة داخلياً وخارجياً مشيراً إلى أنه يتم تجاهل مقصود لقواعد اللعبة الخارجية في الكثير من الأحيان وهذا ما نتج عنه أن أصبح السودان " بلداً موسوماً بالشر" وهذا التجاهل للعالم الخارجي وراءه عنجهية محلية وسياسة "نحن أولاد بلد نقعد نقوم على كيفنا" مشيراً إلى أن استخدام مثل هذه السياسات في المجال الخارجي قد يصيب البلد "بداهية" وفي نهاية الأمر هذه الممارسات تمارس في ظل عالم تحكمه قواعد معينة لا "البلطجة" في الفناء الخارجي والخلفي للعالم ولكننا نجهل أن الفناء الأمامي للعالم يوجد "بلاطجة كبار" ولديهم ممارسات غير التي تحكم العمل العالمي.
وأشار في العلاقات الخارجية للسودان ستظل الولايات المتحدة الأمريكية حاضرة بشكل دائم وهذا حال كل الدول باستثناء الدول التي اعتزلت العالم مثل "كوريا الشمالية" ولكن لبلد في السودان مايزال يسعى بان تكون له علاقات متينة مع دول العالم وأمريكا مشيراً إلى أن انفصال الجنوب خلق بعداً جديداً في السياسة الخارجية.
الحقيقة المرة
هكذا وضع د.منصور خالد السؤال الذي يقول هل السودان منذ استقلاله خلق سياسة خارجية كان الهدف منها صيانة المصالح الوطنية العليا؟ والإجابة جاءت بالنفي باعتبار أن السياسة التي قام بها السودان خلال كل هذه الفترة لم تحمَ المصالح الوطنية العليا والسبب في عجز اللاعبين السياسيين عن التوافق على تلك المصالح الوطنية وهي لن تكون عليا إذا لم تعبر عن رأي الأغلبية وليس عن ماتتوهمه مجموعة كبرت أوصغرت مشيراً إلى أن عدم وجود هذه الرؤية الجمعية لم يكن للسودان سياسة بها تماسك منطقي وكانت غير محددة الأهداف ومعبرة عن رؤية مرتبكة مرجعاً الأمر لطبيعة نشأة الأحزاب السياسية الوطنية في السودان باعتبارها نشأت في ظل وجود دولتين استعماريتين وكان كل حزب يحتمي بإحدى دولتي الحكم في البلاد بجانب تسيد الحركة الناصرية على الساحة السياسية ولذلك التي رهنت السياسية الخارجية للرؤى الأيديولوجية.
وأوضح أن السياسة الخارجية تعبر عن الاستراتيجيات التي تتبناها الدولة في تعاملها مع الدول والمنظمات الدولية ولكن في عصر العولمة يوجد تعامل آخر مع مؤسسات دون الدولة مثل منظمات حقوق الإنسان والإغاثة والاستراتيجيات تهدف لحماية المصالح الوطنية العليا وهي حماية الوطن وسلامة أراضية ورفاهية المواطن والحفاظ على الهيبة الوطنية وهذه المصالح تتجاوز بسط السلطة الأميرية للدول الوطنية.
وأشار إلى أن تنفيذ المصالح الوطنية العليا تعني أن تعبر عن رؤى ومصالح الغالبية وليس مجموعة صغيرة مهيمنة على السلطة وهذه المصالح على الرغم من جوهرها الوطني تستهدي بقيم معيارية ليس ذات مرتكز وطني مثل الأمم المتحدة وميثاق حقوق الإنسان وإذا تم التهرب من هذه القيم سيتطلب دفع ثمن هذا الأمر.
ونبة خالد إلى أن هنالك خلطاً بين الدبلوماسية والعلاقات الدولية فقد أشار إلى أن الدبلوماسية لاتعدو أن تكون تعبيراً عن السياسة الخارجية عبر جهاز مدرب ومؤهل لكي تتفاعل عبره مع الدول والمنظمات الدولية من أجل مصالحها إلا أنه تساءل في ذات السياق عن شكل المصالح وهل تقبل المساومة بها وأشار إلى أن إجابته في هذا الأمر تأتي بالإيجاب والنفي في ذات الوقت مشيراً إلى أنه إذا تم القول أن المصالح لايمكن المساومة فيها بصورة مطلقة ستحول العالم إلى غابة وهنا يأتي دور الدبلوماسية لأن واجبها لبحث القواسم المشتركة والمصالح مشيراً إلى أن الأيديولوجيات كانت تضر بالبلاد مثل موقف الحزب الشيوعي ضد المعونة الأمريكية ورفض بناء الطرق وهذا أمر "سخيف".
أدلجة الدبلوماسية
أشار د.منصور إلى أن السياسة سلمت من الأيديولوجيات باستثناء مرحلتين وهما مرحلة الحكم المايوي الأول في الفترة بين 1969م إلى عام 1972م حيث استقر رأي صناع القرار في تلك الفترة بأن سعادة السودان لا تأتي إلا بالانحياز دولياً لمعسكر الشعوب "الاتحاد السوفيتي" ومناهضة معسكر الولايات المتحدة.
أما عملية الأدلجة الثانية فقد تمت خلال حقبة حكم نظام الإنقاذ من مجيئه إلى عام 2001م مشيراً إلى أن خلال تلك الفترة أصبحت السياسة ذات طابع ديني وسيريالي لأنها أدخلت صانع القرار في صراعات متشعبة مع النفس والآخر وتناقضات بين النظري والممارسة وأضاف "نحن مانزال نعاني من آثارها" مشيراً إلى أنها أدت لخلط بين المقدس التي نسبت إليها السياسات التي صنعها البشر وبين السياسات التي تحتمل انتهاك الحرمات أو مايقال أنها كذلك ونظام الجبهة الإسلامية جاء في ظل تحولات داخلية وخارجية ومن التحولات الداخلية اشتداد الحرب وتمدد الحركة الشعبية دبلوماسيا في الجنوب وفي الدولي انهيار أنظمة الحكم الشمولي في أوربا بجانب عصر العولمة الذي وضع شروطاً جديدةً في العالم مشيراً إلى أنه على الرغم من ذلك فقد سعت الحركة الإسلامية وقبل وصولها للحكم كانت تعمل على تأهيل كوادرها في الجامعات الغربية وليس في الحوزات العلمية في "قم" وهذا يعني أن الجبهة الإسلامية تعرف أن العالم الذي تعمل على الإطاحة به لديه أدوات ممانعتها ولذلك أرادت جلب الأدوات التي تتعامل بها معه وأضاف "لا اتصور أن د.حسن الترابي كان يذهب إلى الجامعات الغربية ويجري الحوارات التي مع الكونغرس الأمريكي ويقطع البحار ليس من أجل إعلان الحرب على أمريكا وإنما للتعامل والتعاون معها".
مشيراً إلى أنه في الفترة التي سبقت انقلاب الجبهة الإسلامية أمريكا كانت لديها إشكالات مع حكومة الصادق المهدي إلا أنها كانت تسعى لحماية النظام الديمقراطي خاصة وأن الأجواء السياسية في السودان كانت توحي بقيام انقلاب من الجيش بعد تقديم قيادات عسكرية مذكرة عرفت ب"مذكرة الجيش" وهذا ماظهر عند زيارة الفريق عبد الرحمن سعيد إلى أمريكا وتفاجأ بترتيب لقاء مع رئيس القيادة الوسطى الأمريكية الذي حذره من الانقلاب على الحكم الديمقراطي باعتبار أنه في ذلك الوقت كانت مذكرة الجيش قدمت للحكومة مشيراً إلى أن الإنقاذ استفادت من هذا الوضع في تضليل أمريكا والعديد من الدول بأن الانقلاب الذي تم هو من تنفيذ ضباط بالقوات المسلحة مشيراً إلى أن تلك الفترة عرفت ب"المراوغة" في إخفاء هوية النظام إلى أن جاءت مرحلة الاستعداء والوصول إلى المرحلة الثالثة التي تقوم على الوعي بالمخاطر ومعرفة محدودية قدرات النظام الحاكم والسودان نفسه مشيراً إلى أن هذه المرحلة مايزال النظام عاجزاً عن المضي فيها إلى نهاياتها،
مشيراً إلى أن من أخطر المراحل التي أثرت على السياسة الخارجية للبلاد مرحلة تحويل الحرب الأهلية إلى "حرب جهادية" وهذا مادفع العديد من الجماعات الدينية في الغرب ومنظمات حقوق الإنسان لمساندة الحركة الشعبية بجانب جلب نظام الإنقاذ للجماعات الإسلامية من المحيط العربي.
أما في حديثه عن اتفاقية السلام الشامل فقد أشار إلى أنها اتفاقية لم تصنعها أمريكا وإنما بقرار حكيم من السودان والحركة الشعبية مشيراً إلى أن الصراع الذي بين السودان وجنوب السودان لايوجد مثله في العالم لأن الصراع بين الدول بهذا الشكل قد انتهى وهو أمر محزن ولا يستطيع السودان "بناء جدار برلين" مع دولة الجنوب
وأشار في ختام حديث إلى أن "البلطجة اللفظية" التي نشهدها الآن أمر خطير جداً والأسلوب الذي يتناوله البعض يظهر عن خلل كبير في الأجهزة لأن العلاقات بين الدول أمر حساس وإذا لم يكن لدينا سياسة اجتماعية وسياسية لن تنتج سياساتنا الخارجية.
وكيل وزارة الخارجية: نتعرض لضغوط وتشويش!
أما وكيل وزارة الخارجية السفير رحمة الله محمد عثمان فقد أشار إلى أن ترتيب أمر العلاقات الخارجية أمر مهم مشيراً إلى أنهم يتعرضون للتشويش بجانب ضغوط مورست خاصة عقب القبول بقرار مجلس الأمن الأخير من قبل البرلمان مشيراً إلى أنهم في نهاية الأمر يقومون بما تريده الدولة ويعطون خيارات في القرار المعين.
وأشار إلى أن السودان يحتاج إلى أن ينتهج في سياسته الخارجية استراتيجية "الصمت" حتى في القضايا الاقتصادية والتنموية مشددا على أن الحديث عن أننا نمتلك كميات من الذهب والبترول يضر في حالة سعى السودان لجلب معونات واستثمارات لأن الدول تقول "أنتم تمتلكون ذهب".
وقال في ختام حديثه إن البلاد تحتاج لانتهاج الخطط والتحوطات المناسبة لتحقيق مصالحنا وأن يتم الانحناء للعاصفة وليس الانكسار.
فيما أشار المندوب السابق للسودان بالأمم المتحدة الفريق الفاتح عروة إلى أنه في ظل الحرية لايمكن إيقاف "طواحين الهواء" التي تشوش على السياسة الخارجية مشيراً إلى ضرورة تحديد استراتيجية خارجية وأن يتم منع أي أشخاص من التحدث في سياسة الدولة إلا الجهات المختصة ويجب أن يتم الوزن بين الخطاب السياسي الداخلي والخارجي لأنه يؤثر عالمياً.
كما لفت إلى أن هنالك مشكلة التعامل عبر ردود الأفعال في الإشكالات التي تمر بالبلاد وبجانب عدم وجود خطط وسيناريوهات متوقعة مشيراً لضرورة وضع معايير لاختيار السفراء للخارج.
د. غازي صلاح الدين يرد على منصور خالد: "نحن لم نغب عن الوعي"!
تحفز مستشار رئيس الجمهورية د.غازي صلاح الدين للرد والتعليق على حديث د. منصور خالد فقد أشار إلى أنه يتفق مع بعض النقاط التي طرحها منصور إلا أنه أيضاً يختلف على بعض النقاط مثل الإشارة إلى أن الإنقاذ أتت بالجماعات الإسلامية مشيراً إلى أن أيمن الظواهري لم تأتِ به الإنقاذ بجانب أن أسامة بن لادن لم يأتِ للسودان مجاهداً وإنما مستثمراً.
وأشار إلى أن هنالك مشكلة رئيسية في التعبير خاصة التعبير المبالغ فيه في إظهار القوة بجانب الحديث بما يتناقض مع جوهر الإسلام مشيراً إلى أن جرثومة التعبير المتطرف موجودة في كل الشعوب.
وفي رده على حديث منصور خالد في أن عودة الوعي عادت للإنقاذ في 2001 أشار غازي إلى أن "الوعي لم يغب أساساً" مشيراً إلى أنه عندما يلتقي مع الأمريكان يقول لهم إنه لايكرههم من الناحية الاجتماعية والثقافية وإنما في السياسات التي تمارسها الدولة وأشار إلى أن الأطروحات التي تتحدث عن تحقيق المصالح الأمريكية يمكن أن تجلب ودها مردود عليه في اتفاقية السلام الشامل التي وعدت أمريكا وقتها بأنه سيحدث عقبها انفراج في العلاقات وهذا لم يتم بل زادت العداوة.
وهذا ماجعل منصور خالد يرد على غازي ويقول له أمر "معين" أن نتحدث عن أننا ننتظر من توقيع اتفاقية السلام الشامل جائزة مضيفاً إلى أنه ما لم يتم القيام بنقد ذاتي يصبح الحديث عن الاستهداف أمر مرضٍ.
وعاد غازي وقال إنه يجب أن توضع المبادئ لتحقق مصالح الشعب مشيراً في ختام حديثه إلى أن السودان مرشح ليكون دولة قوية عبر الثقافة والاقتصاد إذا الساسة السودانيون فهموا هذا الأمر وأقاموا استراتيجياتهم وسياساتهم على هذا الاساس.
سيد الخطيب: هنالك أصوات عالية ضد التنوع!
أما القيادي بالمؤتمر الوطني وعضو الوفد المفاوض مع حكومة الجنوب د.سيد الخطيب فقد أشار إلى أن هنالك مدرستين في التعامل مع السياسة الخارجية حيث تقول المدرسة الأولى أن نتعامل في السياسة الخارجية من موقف المبادئ وأخرى تقول أن يتم التعامل من موقف المصالح مشيراً إلى انه على الرغم من أن المبادئ التي يتحدث عنها النظام الحاكم لاتجد المقبولية من غالبية القوى السياسية لكنها تجد القابلية من رجل الشارع لاحرج في استخدام هذه المبادئ والتعبير عنها وأن لايتم التحرج من هذا الأمر وأشار إلى ضرورة عدم الانكار علينا التعبير عن نظام سياسي واجتماعي معين وتطلعات المجتمع الإسلامي أمر مشروع وهو أمر حقيقي وفي السودان عندها إشكاليات عدم التعبير عنها بشكل سليم مشيراً إلى أن هنالك الأصوات التي يجب أن يتحداها الاسلاميون ومن منطلقات إسلامية مثل قضية التنوع التي رفضها بعض الإسلاميين مشيراً إلى أن النظام الإسلامي يعبر بشكل أساسي عن التنوع مشيراً إلى أن هنالك نقصاً في الفهم والتعبير لدى العديد من الإسلاميين في هذا الأمر معتبراً أنه الآن يتم إعادة إنتاج لهذه الأفكار بصورة بها شيء من الضجة مشيراً إلى أن هذا الأمر لا علاقة له بالسلام ولا يمكن أن نحدد ونتعامل مع الناس عبر العرق أو الدين مشيراً إلى أن هذه الأصوات العالية نتجت لتقصير من الحركة الإسلامية الحديثة ليس من الحركة الإسلامية الداعمة لحكومة الإنقاذ فقط وإنما الحركة الإسلامية العريضة بمدارسها الأخرى مشيراً إلى أن العاطفية الشديدة والشعور لدى بعض الناس بالاستهداف تحول من الشعور بالاستهداف من الغرب لشعور باستهداف داخلي أدى لظهور تحيز ليس على أسس فكرية ولا سياسية وتوجد قوى سياسية استغلت هذا التحذير لأهداف سياسية.
واعتبر أن الخطاب السياسي يتم عبره تقييم الدولة مشيراً إلى أنه توجد حالة "تسيد" لدى السودانيين معتبراً أن هذا الأمر عندما يأتي في السياسة والوطن يجب أن يكون التعبير واضحاً ودقيقاً وإذا كانت كذلك تكون مشروعة مشيراً إلى أن هنالك اشكالات في عدم توضيح القضايا وأضاف "مصالحنا إذا لم يتم تأسيسها على مبادئنا يبقى إما أن هذه المصالح ليست لنا أو هذه المبادئ غير صالحة للتعبير عن مصالحنا "والاثنان خطأ" مشيراً إلى أنه في بعض الأوقات جاءت أفكار لدى بعض الناس توسعية بالمعنى "الفج" لكن في عالم اليوم التوسعي والأفكار التي تبنى على ماهو متعارف عليه من عمل اقتصادي وثقافي ليست محرمة على القادرين ولا على أحد معتبراً أن لدينا في محيطنا قدرة علي التأثير الثقافي على محيط السودان بدون استثناء الجنوب كدولة ويجوز بعد التحرر من الحرب هذه المقدرة ستكون أكبر بكثير من وقت الحرب التي جعلت جدار بين الشمال والجنوب.
وأشار في ختام حديثه إلى أن الخيار الوحيد الذي فيه مصلحة الدولتين أن يكون هنالك تعاطي سلمي بين السودان ودولة الجنوب التي تسعي للغرب لمساعدتها مشيراً إلى أن الحركة الشعبية تنظر خلال المفاوضات الأخيرة ومصدر الإلهام والتخطيط لديها الغرب وهذه لايمكن أن تكون حكومة صالحة للحكم أساساً مطالباً بضرورة فهم هذه السياسيات باعتبار أن أهم دولة للسودان هي ببساطة دولة جنوب السودان.
انفعالات سودانية
فيما وجه رئيس تحرير صحيفة (السوداني) ضياء الدين بلال العديد من الاستفهامات التي أشار خلالها إلى أن الشخصية السودانية تلقي بظلالها وانفعالتها في العديد من التصرفات مشيراً إلى أن الشمال أتيح له تقديم الحركة الإسلامية للدفاع ومواجهة الخطر القادم بدل تقديم الجماعات السلفية مشيراً إلى أن تأثير هذه الجماعات بات كبيراً وهي استفادت من الشعور بالخوف الذي تولد خاصة بعد أحدث الإثنين عند مقتل جون قرنق.
وفي جانب آخر أشار بلال إلى أن أمريكا حدث لديها تحول حيث أصبحت تتعامل مع الحركات الإسلامية التي أتت للحكم عقب ثورات الربيع العربي والنموذج الحاكم في تركيا معتبراً أن التساؤل يطرح في حول إلى أي مدى يمكن أن نتعامل مع الحركة الإسلامية السودانية دون الإلتفات إلى التاريخ القديم.
أما رئيس تحرير صحيفة التيار عثمان ميرغني فقد أشار إلى أنه إذا كانت هنالك إمكانية لتبديل في التعبير في السياسة بدل تعبير "إسلامية" إلى تعابير وكلمات مشتركة بين الجميع في العالم مثل "ديمقراطية".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.