تقول الروايات القديمة أن السبب الرئيسي في تسمية محطة أبو حمامة بالخرطوم، كان تيمناً بدكان (مناسبات) أطلق عليه صاحبه (أبو حمامة) فسارت التسمية على المحطة، لكن مالا تعلمه عزيزي القارئ هو أن أحدهم حاول تقليد ذلك الدكان، بعد أن وجده يملأ الدنيا ضجيجاً وتُسمى باسمه المحطات، فأنشأ دكاناً بجانبه بنفس المواصفات وأطلق عليه اسم (أبو صقُر)، لكن لم يشأ الله أن يرزقه بمحطة لذلك الاسم. والقصة السابقة تؤكد أننا شعب سوداني نهوى التقليد حتى النخاع، لا نبتكر ولا نرهق عقولنا كثيراً، ونتعامل بطريقة ال(copy paste)..) وهي عند أهل الكومبيوتر والتكنلوجيا تعني لصق المادة كما هي عليه من غير تعديلات)، وكذلك نحن.. عندما يود أحدنا أن ينشئ مشروعا جديدا فهو يطبق تلك الطريقة بحذافيرها ولا يرهق نفسه كثيراً عناء البحث، فقط يتلفت حوله وما أن يشاهد مشروعاً ناجحاً حتى يقوم بمحاكاته..(ببغاء بس).. وهذه الصفة الغريبة في مجتمعنا السوداني لها مضار عديدة أبرزها أننا سنفقد كل عناصر التطور مجتمعة، طالما أن فلان يفتتح مطعما عشان صاحبو علان فتح مطعم و(دردقت) معاهو، ولا فلانة العملت (بوتيك) عشان علانة ديك قبضت ليها (صرفة) وفتحت بوتيك والقروش نزلت عليها زي المطر. وتستحضرني قصة طريفة وهي أن أحد المغتربين عاد للبلاد بعد سنوات من الغربة، جاء وهو يحمل معه رأس مال محترم، لزوم إنشاء مشروع يستفيد منه هو والأولاد، وكالعادة.. انهالت عليه المشاريع من أقربائه وأصدقائه:(أسمع جيب ليك عشرة ركشات وفكهن في الشارع..الشغل الماشي الأيامات دي.. شغل الركشات) أو ( يازول...افتح ليك سوبر ماركت..علي الطلاق جارنا فتح سوبر ماركت هسي راكب ليهو همر)، أما الذين خافوا على مصلحته فقد نصحوه بأن يبني عمارة ويؤجرها شقق مفروشة، ويرتاح من الجوطة دي.. وطبعاً مانسوا يضربوا ليهو مثل بي ود ناس فلانة القوم ليهو عمارة سبعة طوابق وأجرها.. والليلة بدل العمارة عندو عمارتين..المهم صاحبنا في النهاية سمع كلام دا.. وكلام دا.. وقرر يمشي بنصيحة كل واحد براهو.. وحالياً الزول دا ممكن تلاقوهو في صينية كوبر لابس قميص مخطط و(نص بنطلون).. وقبل ماتسألوني نص بنطلون كيف لازم تعرفوا أنو (ركب الشارع) وبقى مجنون عديييييييل، بعد أن أضاع كل تحويشة العمر في المشاريع الوصوه بيها الناس (العواليق) ديلك. شربكة أخيرة: استقبل بريدي الإلكتروني عددا من الرسائل والاقتراحات والملاحظات الهادفة من بعض القراء الكرام المداومين على (الشربكا يحلها).. ولفتت نظري بعض الكتابات الساخرة الممتازة جداً من بعض الشباب، والتي سنتيح لها المساحة قريباً بإذن الله.