نفخر كأفارقة أن هناك عددا من لاعبي قارتنا فرضوا أنفسهم على المستوى العالمي وسطروا أسماءهم بأحرف من ذهب ووضعوا بصمة واضحة في الأندية الأروبية التي ارتدوا شعارها فساهموا في إدخالها للتاريخ من أوسع الأبواب ونذكر منهم على سبيل المثال الجزائري رابح مادجر الذي قاد بوردو البرتغالي للفوز بلقب بطولة الأندية الأورببية والليبيري جورج ويا الذي صنع تاريخا للميلان الايطالي ونال جائزة أفضل لاعب في العالم وأوروبا وافريقيا ومن الجيل الحالي الكاميروني صمويل ايتو الذي ساهم في فوز برشلونة ببطولة دوري ابطال أوروبا وحقق نفس اللقب مع انترميلان الايطالي كإنجاز لم يحققه أي لاعب إفريقي قبله. تواصلت إنجازات اللاعبين الأفارقة في دوري أبطال أوروبا بعد أن قاد النجم الكبير ديدي دروغبا مساء السبت فريق شلسي للفوز بلقب دوري أبطال أوروبا لأول مرة في تاريخه عن جدارة بعد أن أطاح ببرشلونة المرشح الأول في نصف النهائي وتوج جهده بالفوز على بايرميونخ الالماني في النهائي وفي ملعبه ووسط جماهيره في ليلة لا تنسى كان فيها درغبا العريس بل كان كلمة السر بعد أن أعاد الأمل قبل دقيقتين من انتهاء الزمن الرسمي بهدف لا يحرزه لاعب غيره وتصدى بكل شجاعة لركلة الجزاء الحاسمة التي حولت الكأس من ميونخ الى لندن. ظلت القارة السمراء تقدم في كل المواسم أعظم اللاعبين كدليل على أنها قارة غنية بالمواهب مثلما هي غنية بالمعادن وأذكر هنا مقولة شهيرة لأحد خبراء كرة القدم والذي سئل عن سر موهبة اللاعب الافريقي وهل هي مصنوعة ام فطرية فقال (إن المواهب في افريقيا تنمو كما تنمو أشجار الباباي ) بمعنى أنها تنبت دون رعاية ودون أن تخضع لعمل علمي بمعنى أنها تأتي بطريقة عشوائية وأغلب النجوم الكبار أتوا من الأزقة والحواري. وأذكر في الجمعية العمومية للاتحاد الدولي التي عقدت بمراكش 2005 وكنت حضورا فيها أعلن السيد جوزيف بلاتر رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم أن هديته لإفريقيا بمناسبة استضافتها لنهائيات كأس العالم 2010 تقديم مشروع لاستقرار اللاعب الافريقي بقارته لأن أوروبا أصبحت تسرق الجواهر الافريقية قالها هكذا بالحرف ويعني بذلك اللاعبين الذين يتم تجنيسهم ولكن للأسف لم ينفذ وعده حتى الآن وقد ازداد الموقف من خلال الأكاديميات التي انتشرت في القارة من قبل الأندية الأوربية الكبيرة وتحول اللاعبين الى تجارة رابحة ولا نريد أن نوصفها بتجارة الرقيق كما يقول المتعصبون. وكما سعدنا لفوز شلسي على برشلونة رغم حبنا للبارسا فإننا إكثر سعادة لفوز شلسي على بايرن موينخ رغم أنني شخصيا أحب البايرن وعشت أحلي أيام في تاريخي في المهنة في ألمانيا وأنا أشارك في تغطية نهائيات كأس العالم 2006 التي وفرها الألمان للإعلام مالم يتوفر في أي بطولة ويكفي أننا كنا نتجول في كل الملاعب المنتشرة في المدن البعيدة بتذاكر مجانية درجة أولى بجانب المواصلات الداخلية من اتوبيس وميترو عكس ما عشناه في فرنسا في بطولة 1998 فكل شيء بالفلوس وبأسعار مضاعفة. سعدنا لفوز شلسي من أجل ديدي دروغبا الذي كنا نتمنى أن يحقق مجدا لنفسه وهو يقترب من مغادرة الملاعب بعد أن فشل في قيادة منتخب بلاده للفوز ببطولة امم افريقيا ولكن يكفيه أنه أدخلها نهائيات كأس العالم. مبروك للبلوز ولزملاء دروغبا مايكل اسيان وسليمان كالو ومبروك للملياردير الروسي رومان ابراموفتش الذي جنى ثمار مازرعه بعد وقت طويل. حروف خاصة أثبت الكابتن حسن شحاتة أنه معلم بحق وحقيقة وهو يتقدم باستقالته من تدريب الزمالك لينتصر لكرامته ولأخلاقه بعد التصرف الغريب من اللاعب شيكبالا وعدم جدية إدارة النادي في معاقبته . إنه درس جديد من المعلم لكل المدربين.