موضوع الارشفة الإلكترونية بالاذعية السودانية والذى أثار جدلاً كثيفاً فى الآونة الاخيرة وما زالت تداعياته تتواصل لأنه فى المقام الاول مشروع هندسي عصفت به الخلافات الادارية ودفعت بالمسئولين فى الاذاعة السودانية ليواصلوا عرض المسرحية التى جاءت تحت عنوان ( شاهد ما شافش حاجة)!!.. فقد تم حشد عدد من الضحايا القادمين تحت تأثير أن مشروع الارشفة الاذاعية مشروع قومي اخذ خطوات جريئة وهو يسير فى الاتجاه الصحيح ويعمل بكل كفاءة؛ في خدعة ماكرة تعرَّض لها مسئولون كبار وأكدت أن ذاكرة الأمة السودانية فى خطر حيث شهد شاهد من أهلها - مهندسون ومسئولون بالإذاعة- عاصروا المشروع منذ ان كان (نطفة) وحتى صار كائناً يمشي بين الناس، حيث أكدوا من خلال مذكرة شهيرة قدّموها في شكل مرافعة قوية كانت كفيلة بالقضاء على حزمة اخطاء تراكمية أدت الى ان يكون مشروع الارشفة الالكترونية يحتاج الى من يصدر فتوى حوله ولكن من ذوي الاختصاص لتقطع الشك باليقين بأن هذا المشروع الذى صرفت عليه مبالغ طائلة لم يتم جلبه لمجرد الشراء الذى تتبعه أشياء كثيرة خاصة وأن المدير العام كان قد إتفق مع هؤلاء المهندسين على أن يسير العمل بالإصدارة القديمة والتى لا غبار عليها الا انه عاد وعقد صفقة مع شركة أجنبية على استيراد الاصدارة الجديدة بالرغم من ان المهندس المسئول قال فى مرافعته ان الاصدارة الجديدة ليست بها ميزات اضافية تذكر وان النظام القديم يجب ان يبقى ولكن اصرار المدير جعل الامر اكثر تعقيدا بعد ان اعلن المهندسون ان الاذاعة فقدت النظام الجديد والقديم معاً لأن الخبير مندوب الشركة قام بتنصيب الاصدارة الجديدة على المخدم القديم والذى به نظام تشغيل غير مرخص..!! مربط الفرس في هذه القضية الشائكة بل السؤال الذى لا يزال قائماً هو : هل هذا النظام حاليا يعمل أم لا؟؟؟.. اذا جاءت الاجابة بنعم فنحن في مسيس الحاجة الى برهان يُثبت ذلك هندسياً، واذا ثبت ان النظام لا يعمل فماهى الضمانات التى تحفظ حق الاذاعة فى ان تسترد اموالها؟؟.. وماهى نتائج لجنة التحقيق او لجنة المتابعة ؟؟.. خاصة وأن المهندس المتهم بانه قام بتخريب بعض الاجهزة لايزال موقوفاً عن العمل لأكثر من شهرين بالرغم من ان لجنة التحقيق التى سبق ان تم تشكيلها فرغت من التحقيق معه ولكنها لم تصدر حتى الآن أي قرار بشأنه!! وأخيراً يبقى ثمَّة سؤال : لماذا لم تُحرِّك وزارة الاعلام ساكناً وإكتفت بزيارة قام بها السيد الوزير وسمع فيها من اصحاب الوجعة المبعدين الذين لم تُتح لهم الفرصة كاملة لكنهم رغم ذلك لخَّصوا الواقع وأصابوا الهدف..! وأخيراً وليس آخراً ماهو مصير هذه الشبكة المهمة مع (80) ألف ساعة صوتية هى جزء مهم من تاريخنا مع عدم وجود كادر هندسي مؤهل ليديرها؟؟!!.