خطاب أمبيكي أمام مجلس الأمن.. آخر بالونة اختبار! تقرير: محمد حمدان في الوقت الذي ترنو فيه نظرات الملايين من السودانيين نحو العاصمة الأثيوبية أديس أبابا التي تحتضن جولة جديدة من المفاوضات بين السودان ودولة جنوب السودان والتي أطلق قطارها صافرات إنذاره أمس بجلسات تشاورية بين رئيسي الوفدين، لكن في اتجاه آخر يضع الكثيرون أياديهم على قلوبهم وجلاً مما يسفر عنه التقرير الذي يفترض أن يقدمه رئيس الآلية الإفريقية رفيعة المستوى لجلسة مجلس الأمن الدولي اليوم عبر الفيديو كونفرنس من ذات العاصمة التي تحتضنها الهضاب والتلال. مجلس الأمن الدولي من المقرر أن يعقد فجر اليوم جلسة طارئة عن السودان لبحث الأوضاع في دولتي السودان وجنوبه، تأتي تلك التطورات بعد أن أفلحت الوساطة في إعادة الطرفين إلى طاولة التفاوض بعد جهد جهيد مصحوب بقرارات دولية صارمة تحمل في طياتها التهديد والوعيد للطرف الذي يتجاوز أو يسير عكس اتجاهات السلام، وربما ذلك ما سيقرره مجلس الأمن عقب سماعه لتقرير أمبيكي الذي أعده وفصل فيه مدى التزام دولتي السودان وجنوب السودان بتطبيق قرار مجلس الأمن رقم (2046) بجانب خارطة الطريق الإفريقية. غاية جهد يبدو أن وفدي السودان وجنوب السودان قد تمكنا من تجاوز سخونة الطقس السياسي والأمني التي خلفها واقع هجليج من خلال وجودهم بالعاصمة التي لا تعرف لسخونة الطقس سبيلاً، وربما عزز ذلك الكلمات التي أطلقها أمبيكي أمس من مقر المفاوضات بفندق شيراتون بأديس أبابا حيث طالب الرجل الطرفين بتجاوز مرارات الحرب والدخول إلى المفاوضات بعقل وقلب مفتوحين، فيما أكد الوفد الحكومي استعداده لفتح صفحة جديدة في علاقات البلدين، وتعهد ببذل غاية جهده لأن تكون الجولة الحالية مثمرة حتى يعم الاستقرار والسلام بين البلدين الجارين. بيان اختيرت عباراته بلغة رفيعة ودبلوماسية عالية أصدره وفد حكومة السودان تلقت (السوداني) نسخة منه أكد توجه الحكومة لفتح صفحة جديدة في علاقات تبنى على الاحترام المتبادل والمصالح المشتركة بعيداً عن الصراع والاحتراب الذي لن يفضي إلا إلى معاناة شعبي البلدين، وأضاف البيان: "مع انطلاقة جولة المفاوضات الراهنة تود الخرطوم تأكيد انحيازها التام للسلام والاستقرار بين البلدين والمنطقة". وشدد على التزام الوفد بمبادئ التعايش السلمي وحسن الجوار بما يفضي إلى حفظ السلم والأمن الإقليمي والدولي. وقال البيان: "دعماً لهذا التوجه فإن الوفد قد جاء لهذه الجولة من المفاوضات حول القضايا العالقة من اتفاقية السلام الشامل وشؤون ما بعد الانفصال بتفويض كامل وقلب وعقل منفتح في ظل وساطة الآلية الإفريقية رفيعة المستوى للاتحاد الإفريقي وإنفاذ الاتفاقيات والمذكرات التي تم توقيعها في الجولات السابقة ولم تجد حظها من التنفيذ على الأرض والانطلاق من ذلك للاتفاق حول المسائل المتبقية". محك الحياد وبالرجوع إلى الجهود التي بذلها أمبيكي من خلال لقاءاته بالأطراف السودانية والتي حقق من خلالها تقدماً على الأقل في قضية الأوضاع الأمنية خاصة بعد أن انسحبت القوات المسلحة من أبيي كاستجابة لطلب الوساطة وقد استبق لقاءه بالرئيس عمر البشير بلقاء رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت حيث بحث معه العلاقة مع السودان، وعلى الرغم من ذلك يبدو أن الطرفين برفقة الوساطة ينتظرهما جدل مستمر ونقاش محتدم يمكن التنبوء من خلال الأجندة بنجاح الجولة من عدمه. وفي اتجاه آخر يبدو واضحاً أن الوسيط الإفريقي يواجه ضغوطاً متزايدة من الطرفين، فبالأمس شككت جوبا في حياد أمبيكي واليوم رفضت الخرطوم وتحفظت على الخارطة الإدارية التي قدمها الرجل للطرفين والتي أدخلت منطقة هجليج من المناطق المتنازع عليها ضمن خارطة دولة جنوب السودان، وقد أثار ذلك كثيراً من التساؤلات حول الحياد الحقيقي للوسيط الإفريقي في معالجة المشكلة بين البلدين.. بعد سحب السودان للجيش وما تبع ذلك من إشادات من المجتمع الدولي، يبدو أن الحكومة السودانية في اتجاه آخر بدت غير قلقة مما يمكن أن تسفر عنه جلسة مجلس الأمن الدولي المخصصة لقضية السودان وجنوبه، التي يقدم فيها أمبيكي تقريره وهذا ما اتضح من حديث الناطق الرسمى باسم وزارة الخارجية السفير العبيد مروح الذي اعتبر أن الحكومة غير قلقة بشأن مخرجات الجلسة الطارئة لمجلس الأمن خاصة وأنها التزمت بتطبيق بنوده، بل زاد مروح موضحاً في تصريحات صحفية أمس أن السودان لم يأوِ الحركات المتمردة ولم يعلن عن ضم مناطق جديدة حول أراضيه. هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته