شاب يقتل أخاه وينتظر الشرطة بجوار جثته لم يكن اسماعيل يعلم أن نهايته ستكون مأساوية وبهذه الدموية.. حيث لعبت به الأقدار وسقط في براثن الشيطان لحظة ضعف جعلت منه مجرماً رغم أنفه بسبب خلاف بسيط مع شقيقه طعنه ثماني طعنات في أماكن متفرقة بجسده فأصبح ينتظر حكم المحكمة، وبدأت القضية تتشابك خيوطها عندما تلقت الشرطة بولاية الخرطوم بلاغاً يفيد بأن (اسماعيل) 45 عاماً وهو في حالة ذعر وهياج وقام بقتل شقيقه الأكبر وأنه يجلس جوار جثة شقيقه ينتظر عربة النجدة، وعلى الفور انتقلت الشرطة الى مكان البلاغ تسبقها عربات المباحث والأدلة الجنائية، وفعلاً وجدوا الجاني يجلس جوار الجثة وقد لطخت الدماء ملابسه، وعندما رأى رجال المباحث انهار في بكاء وبدأ يردد كلمات غير مفهومة، ونقلت الجثة للمشرحة. شرعت الشرطة في تحرياتها من مكان الحادث حيث تبين من الإجراءات المبدئية لرجال المباحث أن الجاني والمجني عليه شقيقان وأن المنزل الذي دارت بسببه المشكلة يرجع لأبيهما وهما من أسرة ثرية، حيث كان والدهما طبيباً ترك ثروة طائلة ولكن الأيام قلبت للأسرة ظهر المجن وأرتهم وجها كالحا لم يألفوه أيام حياة والدهم... حتى أصبح المنزل الذي يقيمون فيه هو آخر أملاك عائلتهم، وقد كان مقسماً بين الأسرتين، ويعيش الجاني والمجني عليه في غرفة واحدة، فالأخير هو الابن الأكبر ومنفصل عن زوجته وكان كثير السفر للخارج حيث بدأ يعمل في تجارة الشنطة ويقيم مع شقيقه عند عودته. كما أثبتت التحريات أن العلاقة بينهما كانت صعبة وكانا دائما في شجار لأتفه الأسباب.. فقد كان القاتل يتعاطى المخدرات والخمر ويتعاطاها بشراهة، حتى يشك فيه شقيقه، وكان يتضايق عندما يسأله وإذا أحس أنه في المنزل يحضر في زمن متأخر حتى لا يراه أهل البيت وهو يترنح.. والمعروف أن المقتول الشقيق الأكبر وله أربعة إخوان آخرين من والدته ولديه شقيقتان فقط أي يبلغ الإخوان ثمانية يقيمون مع والدتهما في منزل واحد. مكث اسماعيل في حالة ذهول لمدة ساعة كاملة انقطع خلالها من الكلام وبدأ ينظر حوله وإلى المقعد الذي يجلس عليه وبعدها صرخ بأعلى صوته قائلاً: أنا لا أقصد قتل شقيقي وحبيبي، ولكن الشيطان هو السبب الذي جعلني أمسك بخنجر كنا نضعه زينة داخل الغرفة.. وكنت أعتقد أنه فور أن يشاهدني أحمله سيكف عن الهياج الذي كان عليه ولكنه انهال عليّ بالضرب في ساعة متأخرة من الليل لأنني حضرت مخموراً وما جعلني أدافع عن نفسي هو حالة الهياج التي كانت تنتابه في تلك اللحظة حتى ظننت أنه سيقتلني ولم أشعر بنفسي إلا وأنا أقوم بطعنه وعندما سقط وسط دمائه لم أدر ماذا أفعل سوى أن أجلس بجواره في حالة ذهول وقمت بالاتصال بالشرطة لأخبرها بالحادثة. بسؤاله عن السبب الحقيقي وراء الخلاف قال اسماعيل: جئت متأخرا ووجدت باب الغرفة مغلقاً، وعندما فتحته أصدر صوتا عاليا استيقظ على إثره شقيقي فقام بسبي لأنني مخمور، وعندما دخلت الغرفة قررت أن أنام بداخلها وفتحت شباك الغرفة الذي كان يطل على الشارع، ولكنه منعني من ذلك بحجة أنني سأنام ويمكن أن يأتي الحرامي ويسرق أشياءه، وكانت عنده حقائب من الملابس أحضرها من القاهرة في زيارته الأخيرة لم يوزعها بالأسواق وكان ذلك سبب المشكلة بيننا وتطورت بفعل الشيطان الذي جعلني أسرع الى (الخنجر) الموجود على الحائط عندما قام بصفعي فاستللته من بيته لأهدده به ولكنه واصل تقدمه نحوي حتى أنني ارتكزت على الحائط وعندما وصل غرست الخنجر في بطنه ثم تابعت طعناتي حتى سقط وسط بركة من الدماء.. وقد دون المتهم اعترافا قضائيا بجريمته هذه.