كعادتها دائماً بدأت ولاية الخرطوم فى إستعراض عضلاتها مبكراً وأطلقت تصريحاتها النارية بأن الصيف لا ولن يشهد قطوعات فى المياه او الكهرباء وبالمقابل استبشر المواطنون خيراً.. لكن تظاهرات اهالي الصحافات شرق سرعان ما قطعت لسان الهيئة فما كان من الوالي بعد ذاك إلا الخروج بتصريحات من العيار الثقيل ضاماً صوته الى الاهالي ومعاتباً الهيئة لعدم ابلاغها المواطنين بالقطوعات.. ليس ذلك فحسب بل إن الوالي انذر وحذر بان المحاسبة ستطال كل من قصر فى عمله..! وبالطبع يعرف حتى راعي الضأن في الخلاء أن هذا الموال غير جديد بل ظل يتكرر كل عام ومن يراجع ارشيف الصحف فى صيف العام الماضى يجد نفس المسلسل مع مراعاة فارق المكان والزمان أما أبطال الرواية هم ذاتهم - نفس الشخصيات - فقد انقطعت المياه عن بعض الاحياء السكنية وانتشرت عربات الكارو التي ( حرَّ سوقها) ليكتوي المواطن بهذه الحرارة وكان التبرير من الجهات المسئولة بأن المعارضة اغلقت البلوفة وفي وُجِّه الإتهام هذا العام الي ( الدمس) الذي توَّلى مسئولية المعارضة هذا العام وقام إنابة عنها بإغلاق البلوفة..!! وعلى الجهات المسئولة أن تستعد منذ الان لإبتكار عذر تقنع به المواطن عن اسباب قطوعات المياه للعام المقبل إن مدَّ الله في الآجال ونقترح لها بأن تجعله هو – أي المواطن - السبب الاساسي فى عطش نفسه.. وحينها ليس لهذا المواطن المغلوب على أمره الحق فى التعبير عن نشاف الريق وعوج الطريق بهذه الطريقة غير الحضارية.. بل يلزمه فقط أن يصبر ويثابر ويشتري برميل (الموية) ب(5) جنيهات تضاف الى قائمة الاعباء الجديدة مثل زيادة اسعار السلع التموينية الناشفة واللينة ورفع الدعم عن المحروقات وغيرها..!! أيضاً ومن باب ( ذكِّر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) نُلفت إنتباه جهات الاختصاص بولاية الخرطوم ان الخريف على الابواب .. فكل الرجاء ان تكون قد اكملت استعداداتها منذ الان حتى لا يفاجئها الخريف كما إعتاد كل عام..!! وبالطبع فإن الاستعداد لا يعني فقط تنظيف المصارف وتهيئة الشوارع كما ورد ببعض الصفحات التسجيلية.. بل إن المطلوب هو ان تقوم المحليات بحشد كل طاقاتها وتدشين آلياتها واستنفار جميع وحداتها استعدادا لفصل الخريف.. فقد ملَّ الناس من الاعذار الواهية والمكرورة التي تقول بأن الطرق غير معدة هندسيا وان الخريف باغت الجهات المختصة وجاء مبكرا وامطاره غزيرة على غير العادة.. وان هناك تعويضات ستسلم للمواطنين المتضررين من السيول اذا لم تكن منازلهم اصلا فى مجرى السيل..!! فهذه الاسطوانة اصبحت مشروخة ولذا نرجو ألا تسبق الشوارع الاحداث وتمد لسانها منذ الآن أي قبل أول مطرة.. ويا مطيرة صُبي لينا فى .....!!.