الحكومة ترفض مقترح الجنوب برفع الطوارئ على الحدود الخرطوم وجوبا تفشلان في التوصل لتفاهمات بالملف الأمني أديس أبابا: أحمد دقش فشل وفدا السودان وجنوب السودان بمباحثات أديس أبابا في التوصل لأي تفاهمات بالملف الأمني بنقاطه الست، فيما رفعت الوساطة الجلسة التي انعقدت صباح أمس بعد مرور أقل من نصف ساعة من بدايتها، ومنحت الطرفين فرصة لمزيد من التشاور في قضايا الحدود، فيما جدد رئيس الحركة الشعبية قطاع الشمال مالك عقار وأمينها العام ياسر عرمان اجتماعاتهما للمرة الثانية مع الوساطة الإفريقية برئاسة أمبيكي مساء أمس دون الإدلاء بأي تصريحات صحفية. وكشف الناطق الرسمي باسم الوفد الحكومي المفاوض السفير عمر دهب في تصريحات صحفية أمس عن رفض وفد السودان المفاوض مقترحاً قدمته حكومة الجنوب داخل غرف التفاوض يقضي برفع حالة الطوارئ على الحدود بين البلدين وإعادة التمثيل الدبلوماسي بينهما. وقال دهب إن مثل طلب رفع حالة الطوارئ وقضية تبادل السفراء بين الدولتين يقر وفد السودان بأهميتهما، ولكنهما ليستا بذات صلة بالقضايا الأمنية ويشكلان انحرافا عن العمل العام الذي هم بصدده في إرساء دعائم الأمن والسلام بين الدولتين تمهيداً لمناقشة القضايا الأخرى التي وردت في الفقرة الثانية من قرار مجلس الأمن والمتعلقة بالقضايا العالقة. وأكد الناطق الرسمي تواصل اجتماعات اللجنة السياسية الأمنية المشتركة وفراغها من مناقشة ثلاث قضايا من بين ست تتمثل في وقف العدائيات والانسحاب من جانب كل طرف إلى داخل حدوده ووقف دعم الحركات المتمردة. وأكد دهب جدية الحكومة السودانية في التوصل لتسوية. وأقر بوجود صعوبات تواجه عملية التفاوض. وقال دهب إن مدير العلاقات الخارجية في جيش جنوب السودان ووزير دفاع جنوب السودان أكدا من خلال جلسات التفاوض أن القضايا الأمنية بما فيها قضية الخريطة الأولى بالاعتبار لكونها ستحدد المسار بين الدولتين، وقال: "نحن لا نستطيع أن نقول اكثر من ذلك لكننا نقول إننا مقبلون بجدية في الوفد السوداني في هذه القضايا لأنها من صميم أولوياتنا ومن صميم المصالح المشتركة بين بلدين جارين". وفي السياق كشف سفير السودان بأديس أبابا الفريق ركن عبد الرحمن سر الختم عن تقدم الجنوب أمس في المفاوضات بخارطة جديدة تضمنت ضم كافة المناطق المختلف حولها للجنوب بجانب ضم منطقة هجليج، وأكد سر الختم في حديث ل(السوداني) دفع الوفد السوداني رؤية للوساطة اليوم لتجاوز بعض القضايا الخلافية. فيما كشف وزير خارجية دولة جنوب السودان نيال دينق عن صعوبات تواجه المفاوضات بأديس أبابا تتعلق بقضية ترسيم المنطقة العازلة وقال دينق في تصريحات صحفية بمقر المفاوضات مساء أمس هناك جدل كثيف بشأن تحديد المناطق العازلة، مشيراً إلى أن وفد الجنوب قدم تفاصيل ومقترحاً مفصلاً حولها وعرض خارطة توضح الخط الحدودي على مسافة عشرة كيلومترات وهي حدود المنطقة العازلة، لكن الخرطوم رفضت ذلك وتمسكت بخرط الأممالمتحدة وهي خرائط غير صالحة لعدم اتساقها مع الحالة السياسية كما أنها صممت لأغراض مختلفة. وقال نيال إن وفد الجنوب رفض خارطة لجنة الحدود لعدم إجازتها من قبل مؤسسة الرئاسة، وزاد:(نعيش حالة من التفاؤل الحذر بشأن حسم الملف الأمني بين الدولتين وتوقع دينق أن تدفع الوساطة بمقترحات لتجاوز العقبات في جلسات اليوم). ومن المقرر أن تستأنف المفاوضات اليوم بعد أن رفعتها الوساطة الإفريقية بسبب مزيد من التشاور بين الوفدين كل على حدة.