يومًا بعد يوم تنقضي الفترة التي ضربها مجلس الأمن الدولي موعدًا لدولتي السودان وجنوب السودان لحل القضايا العالقة وترتيب الملفات المختلفة بينهما، ووسط حالة من التوتر منذ اليوم الأول باجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين البلدين انفضّ اجتماع أمس بين أعضاء اللجنة دون التوافق على أي رؤية مشتركة من شأنها إحراز اختراق أو تقدُّم على جدران الملف الأمني الشائك بين البلدين، وعلى صعيد النقاش والتداول دفعت دولة الجنوب خارطة جغرافية بغية التوصل لترسيم النقاط الحدودية بين البلدين تمهيدًا لإقامة المنطقة العازلة أعقبتها الخرطوم بخريطة أخرى فجَّرت الخلافات لحد كبير بين الطرفين وكدَّرت الأجواء بالخلاف مما أفضى إلى انفضاض الجلسة التي انطلقت في الصباح. خرائط الخلاف علمت «الإنتباهة» أن حالة من التوتر الحاد سادت أجواء الاجتماع عقب دفع وفد جوبا خارطة جغرافية، وتلاه وفد الخرطوم بخارطة أخرى، ورفض السودان في ذات الأثناء إنهاء حالة الطوارئ على الحدود وتبادل السفراء حسبما طلب وفد دولة الجنوب في الاجتماع، ووصف الطرفان المفاوضات الجارية ب«الصعبة»، وتشمل خريطة دولة الجنوب الدخول في حوالى «14» ميلاً داخل الحدود السودانية بجهة منطقة بحر العرب. انفضاض مبكر انفضّ اجتماع اللجنة السياسية الأمنية المشتركة بين السودان ودولة الجنوب في يومه الثاني دون تقدم في المباحثات الجارية بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، ورُفعت جلسة الاجتماع الصباحي بين أعضاء اللجنة عقب خلافات كبيرة في عدد من النقاط المتعلقة بالملف الأمني بين البلدين، وشابت الخلافات أجواء الاجتماع حول النقاط الحدودية، وتشهد المباحثات تباعدًا كبيرًا في الرؤى. «3» موضوعات فقط الجولة ناقشت ثلاثة موضوعات فقط من ضمن ستة سادتها أجواء التوتر وانفضّت دونما التوصل لحلول، ونوه المتحدث الرسمي باسم الوفد الحكومي المفاوض السفير عمر دهب بإعادة الجولة خلال ساعات لافتًا إلى أن النقاش انحصر في عملية وقف العدائيات ووقف إيواء الحركات المتمردة وانسحاب القوات، وأردف دهب أن وفد جوبا دفع موضوعين إضافيين شملا إنهاء حالة الطوارئ على الحدود وتبادل السفراء مشددًا أن الموضوعين شأنان داخليان لدولة السودان، وقال: «نحن نقرِّر متى تُفرض ومتى تُنهى» دامغًا الموضوعين بالمطالب الثانوية، مؤكدًا أن السودان متمسِّك بخارطة الطريق الإفريقية مما أدى لتوتر الاجتماع موضحًا أن الاجتماع انفضّ بسبب الفشل وعدم التوصل لرؤية مشتركة حول الموضوعات. إقحام غير مبرَّر وقال دهب إن وفد جوبا أقحم مسائل رفع الطوارئ على المناطق الحدودية وتبادل السفراء والتي قال إنها سوف تحيد بالمفاوضات عن مسارها إلا أنه قال إن التفاوض سيستمر وفقًا للجدول الموضوع والذي ناقش الآن ثلاثة من بين ست من المسائل وهي وقف العدائيات والانسحاب من كل طرف إلى داخل حدوده ووقف دعم الحركات المتمردة، وأشار دهب إلى تمسك واعتماد السودان على الخرائط التي اعتُمدت حين اعترف السودان بدولة الجنوب عقب الانفصال والخرائط التي تستخدمها الأممالمتحدة الآن في دولة الجنوب «اليونميس» والاتحاد الإفريقي واليوناميد في دارفور. نيال: الخلاف قائم ذكر وزير الخارجية بدولة الجنوب نيال دينق نيال أن الطرفين اختلفا حول نقاط ترسيم المناطق الحدودية وأنهما سيناقشان الموضوع مرة أخرى بمشاركة أمبيكي، وقال إن الطرفين مختلفان على الخارطة الجغرافية وإنه سيتم نقاش حولها، وأوضح أن سبب الخلاف الخط الفاصل الذي يمنح كل طرف «10» كيلومترات كمنطقة منزوعة السلاح بعمق «20» كيلومترًا.