لأنه الكبير في زمن وضع فيه أفريقيا على خارطة الأدب العالمي وهو يصدر: أغاني من أفريقيا، وعاشق أفريقيا، وأذكريني أفريقيا - في خواتيم خمسينات القرن الماضي وستينياته - العهد الذي شهد تحرر أفريقيا من استعمارها الأوربي، فغنى فرحاً بحرية القارة، وأنشد حاثاً على مواصلة نضال بقية الدول التي لم تكمل انعتاقها بعد، وأَشْعََرَ مُسانداً لحركات التحرر وثورات الشعوب. ولأنني الصغير في سني وفي عهد التلمذة أتلقى درساً وشرحاً وحفظاً ما جادت به قريحته وخط يراعه عبر منهج الأدب والنصوص، فاتفاعل وأحس وأتذوق وأثور وأنا على مقعد الدراسة: أبداً ما هنت يا أفريقيا يوما علينا بالذى أصبح شمسا سطعت ملء يدينا وشذى تعدو به الريح، وتختال الهوينى،، يا بلادي أصبح الصبح.. قباباً عاليات، وبيارق تفرش الأفق.. ودقات نحاس وطبول إيه يا أفريقيا الكبرى، التي تبني المشارق أنا مازلت أرى وجهك فى ضوء الحرائق أمس.. والظلمة كانت تسكن الدرب الطويل والخطى فوق الخطى.. والجفن فوق الجفن عالق،، يا بلادي. فأي عتبى أعني حملها على من مَلك النواصي، وأنا أتمرغ طرباً وحنيناً في واحة مفرداته التي لامست النخب الأول من أحاسيس الشباب الغضة عندي: في حضرة من أهوى عبثت بي الأشواق حدقت بلا وجه ورقصت بلا ساق و زحمت براياتي وطبولي الآفاق عشقي يفنى عشقي وفنائي استغراق مملوكك.... لكني سلطان اعشاق ثم نُطل علي (شرفة التاريخ) والراية التي نُسجت من شموخ النساء وكبرياء الرجال، إلى أن حانت (وكانت ساعة النصر إكتمال الهلال) والوعد للوطن بأن (فداً لك العمر). وعنفوانٌ شعوري وقومي آخر عند ما عقدت القوى الكبرى تحالفها وعزمت تدخلها في أوائل التسعينات ودعا الفيتوري فتاة العرب للنضال بجانبه: (ضد المهانة والتخاذل، ضد الهزيمة والجريمة ورايات القبائل، ضد الأساطيل العدوة في المخارج والمداخل) وحثها على: أن تدوس عقود الماس والثوب الحريري المقصب وأن تخلع عصر الخلاخل.. برغم ملاحظات شاعرنا الكبير محمد مفتاح الفيتوري عن إشكالات الشعر العربي والشاعر العربي وعلاقته بالسلطة ومدى التزامه، إلا أنني لم أفق حتى اللحظة من هول الصدمة مما امتدح به معمر القذافي: أغلى هداياك ما ابدعت من فكَرٍ أضحت طريق خلاصٍ للملايين للوحدوي المتجلي تحت خيمته كأنما هو من بعض النبيين كيلة جعلت الميزان عندي يترنح، إلى أي جانبٍ سيميل... شاعري العزيز المتألق رغم أنف تجربتي وجراءتي عليك: كل مهرجانات الاحتفاء بكم مستحقة، وأرفع الأوسمة والنياشين بلا منازع تستحقونها، فقط لا أعرف كيف يغتسل الشعراء، ربما مكان سيئة حسنة أنسب وأطهر، إذن مازال الحقُ أبلجاً يحتاج النصرة، والوطن ناهض يرجو السند.. وإلى الملتقى،،،، .