حالات (الجنون) التي تتزايد في العاصمة القومية ما هي إلا نتاج طبيعي جداً للسياسات الغريبة التي يبتكرها بعض المسؤولين في الدولة، والتي يعجز العقل البشري الطبيعي عن تقبلها، وبالتالي التسبب في (فك صواميل) ما تبقى من عقول المواطنين، وأبلغ دليل على ذلك القرار الأخير الذي جادت به قريحة بعض المسؤولين، القاضي برفع الدعم عن المحروقات، ذلك القرار الذى أجزم بعد تطبيقه فعلياً على انه سيزيد كثيراً من نسبة المجانين في العاصمة الامر الذى يتطلب كذلك مجهودا إضافيا من الدولة لبناء المزيد من (الصواني) لتستوعب الكميات المهولة القادمة و(الجيل الجديد) من المجانين. قالوا على شقي و(مجنون) *الثورة بالنص: من يقول إننا شعب لا نملك (ثورة) فهو موهوم.. ثم موهوم.. ثم موهوم.. فنحن أكثر شعوب العالم خبرة وتنوعا في الثورات..والدليل على ذلك (الثورة بالنص) و(الثورة الشنقيطي) و(الثورة الحارة الدشليون)..و.. السابعة (وادعة)..والعاشرة (قاشرة)..(أو كما غنى مغنو الفن الهابط). *رومانسية (السكر): كان يناديها ب(يا سكر)..وبعد رفع الدعم عن المحروقات..صار يبحث لها عن لقب آخر (مدعوم). *حيرتنا ي(الحرامي): خبر طريف ومؤلم في آن واحد.. طالعناه جميعاً أمس وهو يحكي لص عن سرق (كيس خضراوات) امرأة بسوق شهير بالخرطوم.. ومكمن الطرافة في الخبر أن اللص سرق الكيس وترك للمرأة (البطيخة)-ربما لثقل حجمها- والمؤلم في الخبر أن السرقة اليوم أصبحت تتعدى لتصل أكياس الخضراوات، مما يجعلنا نطلق تحذيراً مهماً لكل مواطن أن (يخلي بالو من كيسو). *الرقم غلط: ارتفعت رنة جوالي في الثالثة صباحاً..وبفزع شديد رددت على الهاتف..دون أن أطلع على الرقم.. ولدهشتي الشديدة اتاني من على الجانب الآخر صوت أنثوي ناعم جداً وهو يقول في (غنج) واضح: (انت نمت ولا شنو يا (أيمن)؟)...وبعد عدة حلائف مني..اقتنعت تلك الفتاة غريبة الأطوار أنني لست (أيمن) ولا حاجة.. واغلقت الخط في وجهي..لتتركني في حيرة من أمري..ليس بسبب أنها (ضاربة غلط)..ولكن بسبب ذلك (الأيمن) الذى لا ينام حتى الصباح! يا أيمن...والله يوم بي سهرك دا بتكتل ليك (بت)! شربكة أخيرة: قصة طريفة رواها لي أحد أصدقائي (اللئيمين جداً) ومفادها أنه كان يقف في ساعة متأخرة من الليل بأحد أشهر شوارع العاصمة في انتظار حافلة مواصلات تقله إلى منزله، وبالقرب منه توقفت فتاة كانت تتلاعب بجوالها في توتر.. مرت دقائق حتى توقفت بجانبهما سيارة فارهة..فاتجهت إليها الفتاة بخطوات سريعة..وتحرك هو كذلك نحوها..لكن ما إن صعدت الفتاة للسيارة حتى أدار سائقها المحرك وغادر بسرعة..نافثاً في وجه صديقي المسكين (دخان العادم)..الطريف في الموضوع أن صديقي قال لي إنه كان يعتقد أن السائق يريد حملهما معاً بغرض كسب (الأجر)..ولم يتوقع عكس ذلك..وأضاف في خبث واضح: (والله غايتو الناس دي عجيبة... الدايرنو بقطعوهو الزلط..والمادايرنو بوصفو ليهو غلط).