*وصلتني رسالة مقلقة من القارئة م.ج تلعن فيها ما اعتبرته حظها العاثر الذي جعلها تفقد الأمل في مستقبل حياتها، بعد أن كانت غارقة في بحور الآمال والأحلام خاصة عندما كانت في ريعان الشباب في الجامعة، لكنها للأسف بدأت تفقد تدريجيا هذه الآمال والأحلام إلى أن اصطدمت بحائط اليأس من حياتها التي لم تعد تجد لها طعما. *صبت "م" جام غضبها على جنس الرجال وهي تقول إن الجنس الناعم مجبر دائما على بلع لسانه والرضوخ للأمر الواقع، وعبرت عن خيبة أملها في شباب هذه الأيام بعد أن ضيع عليها أهلها فرصة للزواج عندما كانت في الجامعة بحجة أنها ما زالت صغيرة وأنه لا بد من إكمال دراستها لتأمين مستقبلها. *هزتني كلماتها وهي تقول إنها تخرجت في الجامعة منذ خمس سنوات وهي تنتظر إحدى الحسنيين إما الزواج أو العمل؛ وتمر الأيام التي تخصم من شبابها دون بارقة أمل بينما ظروف الحياة تتعقد أكثر وأكثر وتزداد مساحة الإحباط في نفسها. *تستمر القارئة في سرد مأساتها الحياتية وتقول إنها هذه الأيام في قمة الإحباط لأن أختها الصغيرة ستتزوج في مطلع يناير المقبل، وأنها تتمنى لها كل السعادة في حياتها الزوجية؛ ولكن ما يؤرقها أنها تنتظر المجهول بلا بارقة أمل بعد أن انقطعت صلاتها بالمحيط الاجتماعي. *تمضي "م" في رسالتها الحزينة لائمة الشباب الذين يدخلون في أكثر من علاقة مع بنات الجيران وفي الجامعة وفي مقار العمل وعندما يقرر الواحد منهم الزواج يبحث عن أخرى ربما لم يقابلها من قبل ولكنه يخضع لحسابات الأهل والأقربين. *أحيانا يبدأ الشاب علاقته بمن يرى فيها فتاة أحلامه لأنها بسيطة وحيية ولكن فجأة تظهر في حياته أخرى جريئة و(تفتيحة) تقلعه منها وحتى هذه سرعان ما ينصرف عنها ليخضع لحسابات الأهل والأقربين؛ تختتم القارئة م رسلتها قائلة: هرمنا ونحن نبحث عن شريك حياة للدرجة التي أصبحنا في كثير من الأحيان نقبل ولو ب(ضل راجل) كما تقول المصريات لإنه أفضل من (ضل الحيطة). *نقول: هذه المشكلة ليست مشكلة خاصة بالقارئة "م" ولا حتى بالجنس اللطيف كما يحببن أن يوصفن وإنما هي مشكلة الشباب من الجنسين فهناك شبان أيضا هرموا وما زالوا يبحثون عن (النصف الحلو) قبل أن يتحول إلى نصف عكننة. *صحيح أن مشاكل الشباب الاجتماعية والأسرية والعاطفية لا تنفصل عن مجمل المشاكل المحيطة المحبطة؛ لكن آن الآوان للانتباه لمشاكل الشباب الخاصة لأنها إذا تركت تتفاقم فستفرز نتائج سالبة تهدد البناء الأسري والاجتماعي في مقتل.