وقعت بالأمس برنامج البديل الديمقراطي قوى المعارضة... قفزة في الظلام...! تقرير:خالد أحمد هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته أخيراً وبعد طول انتظار أخيراً قوى المعارضة تفعلها وتتفق على شيء حتى وإن كان على ورق فبعد سلسلة غير متناهية من الإخفاقات استطاعت قوى الإجماع الوطني بالأمس على أن "تجمع على شيء" حيث وقف القيادي المعارض فاروق أبوعيسى ليعلن عن إجازة القوى السياسية المعارضة لما أسمته (البرنامج البديل الديمقراطي) الذي يضع الإطار النظري لما بعد حدوث تغيير سياسي في البلاد. هذا الاجتماع الذي طال انتظاره شهد قبل قيامه العديد من التكهنات التي تحدثت عن انقسام حاد داخل قوى المعارضة وانسحاب حزب الأمة القومي منها حيث صرح أبوعيسى في حوار ل(السوداني) أن د. مريم الصادق أخبرته بتجميد عضويتهم في التحالف، إلا أنه في اجتماع أمس بدار حزب الوطني الاتحادي تفاجأ الجميع بحضور د. مريم الصادق بمعيتها نائب رئيس الحزب اللواء فضل الله برمة خاصة وأن الأخير نفى ل(السوداني) خروجهم من قوى الإجماع وقال "نحن أنشأنا التحالف فما الذي يخرجنا". وأضاف "لم نخرج بل نحن أعضاء وما زلنا أعضاء". وقال إن السودان يحتاج للم الشمل وتوحيد الكلمة الأمر الذي ظل يردده حزب الأمة، بدليل أننا ننادي بمؤتمر للسلام، واصفاً ما يشاع عن خروج حزب الأمة من تحالف قوى الإجماع الوطني بالتشويش. توافق جماعي بالرجوع للاجتماع فقد أوضح أبوعيسى أن القوى أجازت البرنامج الوطني للحكومة الانتقالية التي ستكون مدتها ثلاث سنوات، وفق برنامج وطني تضعه كل الأحزاب، أسميته "ببرنامج البديل الديمقراطي" وكشف عن موافقة كل قوى الكيان بالإجماع من حيث المبدأ، بجانب مناقشة إعلان الدستور الانتقالي ووافق عليه من حيث المبدأ أيضاً، وأشار إلى أن بعض القوى قالت إنها ستجري بعض التعديلات عليه. وكشف أن السادس والعشرين من يوينو الجاري سيشهد توقيع كل رؤساء المعارضة من هذه القوى على الوثيقتين في مهرجان سياسي كبير، وأنه كلف لجنة السبعة بتجميع كل الملاحظات حولهما وإدخالهما للتوقيع عليهما. وأضاف أبوعيسى أنه لا يوجد خيار سوى الذهاب في "طرق الخلاص" من هذا النظام مشيراً إلى أن لجنة التعبئة سيعقد اليوم لترتيب كيفية التصدي للازمة الاقتصادية في ظل إصرار المؤتمر الوطني على زيادة الأسعار بدلاً من اتخاذ الإجراءات الأقل وطأة على الشعب بتقليل الصرف البذخي الحكومي كما ناقش الاجتماع الوضع في الأقاليم ورفضها للحرب. وقفة احتجاجية في تنفيذ عملي لما قالته قوى المعارضة عن نيتها التظاهر أقامت عقب الاجتماع وقفة احتجاجية رمزية أمام دار الحزب الوطني الاتحادي بأم درمان، ضد غلاء المعيشة، وإظهارت موقفها المسبق برفض قرار الحكومة المرتقب لرفع الدعم عن الوقود، فيما اعتبر زعيم حزب المؤتمر الشعبي د. حسن الترابي، الوقفة الاحتجاجية بداية تدشين لتعبئة الجماهير لإسقاط النظام، وتعهد بمواصلة الاحتجاج، وقال "سترون في مقبل الأيام القادمة بداية الفعل للعمل بكل طاقتنا"، وتابع "لن نتخاصم بعد اليوم وسنتحد لإقامة نظام بديل للنظام الحالي" واضاف "حرياتنا انكبتت سنيناً طويلة والعالم كله انفجر ونحن مانزال ساكتين، والأزمة الاقتصادية الآن بدأت تشتد علينا وطأتها لافرق بين الطبقات، نسبة للغلاء العالي والتضخم، لذلك اجتمع الناس ورأوا بأنه لابد أن يخطط لماوراء هذا النظام، ولكي نتحول من هذا النظام الكريه إلى نظام طيب". أما رئيس حزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ فقد أشار إلى أن هذه أول خطوة لمناهضة النظام، وهذا اجتماع تاريخي لقوى الإجماع ولم يتغيب منه أحد، قررنا بالإجماع مناهضة زيادة الأسعار والوقوف بصلابة ضد هذه الزيادة، ووقوفنا الآن في الشارع وهو أول خطوة عملية للتصدي لهذا النظام. أما السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد مختار الخطيب فقد أوضح أن الاجتماع خرج بتوحد وراء تخليص الشعب من قبضة المؤتمر الوطني مبدياً تخوفه من حدوث مجاعة في البلاد. ... إذن هو اتفاق ستخضعه مقبل الأيام لامتحان الحقيقة خاصة وقوى المعارضة عرفت أنها تتفق اليوم وتختلف في ذات المساء، ولاتنتظر حتى بزوغ الفجر.