لأن المرأة هي أكثر فئات المجتمع إحساساً وإلماماً وتضرراً من الزيادة الكبيرة في تعرفة المواصلات الداخلية بولاية الخرطوم والتي بلغت نسبتها (40%) دفعة واحدة، فكانت الأعلى صوتاً واحتجاجاً على هذه الزيادة بل الممانعة من دفعها، في أول يوم من تنفيذها يوم أمس الأول السبت الموافق السادس عشر من يونيو الجاري، وفي ثلاثة خطوط مختلفة استقليتها يوم ذاك. الخط الأول من الوادي الأخضر إلى حلة كوكو والتي ارتفعت من (120 – 160) جنيها، رفضت سيدة دفع الزيادة، ورفضت أن يدفعها لها أي شخص وكادت أن تعطل هذه السيدة الرحلة، ثم خط الحاج يوسف سوق ليبيا بأمدرمان الذي ارتفعت فيه من (130 – 170) فقد أدارت سيدات نقاشاً حاراً كادت أن تشعل مظاهرة تنطلق من داخل الحافلة لتعم الشوارع، لولا تهدئة بعض الشباب الموقف الذين اندثرت عندهم ثقافة استغاثة المرأة أو أنهم أعدوا لهذه المهمة، خاصة وأن الكمساري أصر على دفع الفئة كاملة دون نقصان ولو قطع مائة متر، فيما كان في السابق يتم التعامل بحسب المسافة التي يقطعها الراكب ودائرة الحركة (داخل بحري فقط) و(داخل امدرمان فقط)، ولذلك فضلت بعض السيدات النزول من الحافلة عسى ولعل يأتيهن صاحب حافلة أرحم من هذا، ولكن أثرن جدالاً امتد طوال الرحلة إلى أن هدد السائق بالذهاب لمكتب الشرطة لحل المشكلة التي لم يكن هو طرف فيها، وهذا المنشور الذي أصدرته الحكومة.. بعد هذا كله اليوم كان يوم عطلة. وأما الخط الثالث والذي تكررت فيه نفس المشاهد هو خط الخرطوم – الثورة بالشنقيطي الذي ارتفعت فيه فئة التعرفة من (2 – 2.8) جنيهات للحافلات الصغيرة والمعروفة ب(الهايسات)، والغريبة أن في كل هذه المواقف ظل الرجال في موقف الصامتين المهمهمين، إلا مرة واحدة والتي هي في خط سوق ليبيا، ثم في مساء ذات اليوم خرجت طالبات جامعة الخرطوم من ثم خرج الطلاب بتظاهرات ضد هذه الزيادة، والتي ارتفعت على أساسها، وعلى أساس عزم الحكومة زيادة أسعار المحروقات كبقية السلع في ذات اليوم الامر الذي يرفع معدلات التضخم إلى مستويات كبيرة جداً بكل تأكيد. بعد كل هذا يقول د. نافع علي نافع مساعد رئيس الجمهورية إن الإجراءات الاقتصادية التي تتخذها الحكومة هي من أجل زيادة الإنتاج في القطاع الزراعي، ولو لم يزد سيبقى الحال على حاله كما قال في الاحتفال الكبير الذي نظمته شركة الروابي السعودية بتوقيع اتفاقية للاستثمار في القطاع الزراعي بشقيه والصناعي بالمتمة بولاية نهر النيل.