إن كنا نستمتع هذه الأيام بمباريات بطولة أمم أوربا المقامة في أوكرانيا وبولندا والتي نشاهد فيها كل ماهو جميل في كرة القدم والذي يؤكد أنها بالفعل اللعبة الساحرة بما يقدمه اللاعبون داخل الملاعب ويظهرون كل ما يملكون في مخزون موهبتهم من مهارة ونشاهد آخر ماوصل اليه علم التدريب من طرق وأساليب لعب حديث لعل مدربينا ولاعبينا يستفيدون منه. إن كنا نستمتع بالمباريات لنأخذ منها الدورس والعبر فإن البطولة قدمت لنا دروسا جديدة في اللعب النظيف والالتزام بالأخلاق الرياضية بداية بين اللاعبين بدليل أنه وحتى نهاية الدور الأول امس الأول بمباراتي انجلترا وأوكرانيا وفرنسا والسويد لم تحدث إلا حالة طرد واحدة إن لم أخطىء وكانت في مباراة الافتتاح بين بلولندا واليونان ونالها لاعب منتخب بولندا تشيزتي لارتكابه مخالفة تسببت في ركلة جزاء وهي مخالفة تكتيكية وليست سوء سلوك ولا أظن أن هناك بطولة على كل المستويات وخلال عشرين مباراة لعبت حتى أمس الأول ترفع فيها بطاقة حمراء واحدة وهو دليل على التزام اللاعبين بالسلوك الرياضي والتركيز على الأداء. ودرس آخر في اللعب النظيف وتقبل الهزيمة قدمه لنا الجمهور البولندي وهو يحتشد بأكبر عدد ليحيي لاعبيه ويغني لهم ولبلاده ليس احتفالا بفوز ولكن تقديرا لمشاركتهم رغم الخروج من الدور الاول رغم أنه المنظم للبطولة ويتقبل اعتذارهم في مشهد يظنه المتابع أنه احتفال بلقب وليس تقدير لفريق خيب الآمال وأطاح بأحلام جمهوره رغم أنه صاحب العرس. أتابع البطولة وأنا أقارنها ببقية البطولات القارية وعلى رأسها بطولة امم افريقيا والتي دائما ماتضرب الرقم القياسي في سوء السلوك من اللاعبين وتكاد لا تخلو مباراة من إنذار مع حالات طرد لا تحصى ولا تعد. أما التنظيم والأمن وما يحدث من المشجعين فحدث ولا حرج خاصة في افريقيا السوداء. دروس مفيدة من يورو2012 أتمنى أن نستفيد منها في التنظيم وأن يستفيد منها مدربينا وحكامنا وأن يتعلم منها لاعبونا وجمهورنا الرياضي ونحن نستقبل العديد من الأحداث الرياضية على المستوى المحلي والاقليمي والقاري خاصة بعد تفشي حالات الشغب والخروج عن الانضباط التي تفشت في ملاعبنا العربية وآخرها كارثة ملعب بورسعيد والذي تدفع ثمنه الغالي الآن الأندية والمنتخبات المصرية ونفس الشيء في تونس. حروف خاصة حضرت آخر تمرينين للمنتخب الرديف الذي غادر اليوم للسعودية للمشاركة في كأس العرب ولم أجد أي صحفي غير الزميل سالم سعيد وسألت نفسي (وين التسعة وستين صحفي الطلبوا تأشيرات لمرافقة المنتخب؟؟.