بحسب توقيت وزارة التربيه والتعليم الذي حددته لبداية العام الدراسي الجديد، إن لم يكن هناك اتجاه لتأجيل جديد بلا أسباب مُقنعة كما حدث في التأجيل الفائت؛ فإن الاسبوع القادم سيشهد بداية العام الجديد، ورغم أن الموعد المضروب قد أزف إلا اننا لم نسمع حتى الان التطمينات المعتاده حول اكتمال الاستعدادات للعام الدراسي، وقد يكون السبب هو انشغال القائمين بالامر لمحاولة تهدئة الجو العام، جراء اعتراضات المواطنين على القرارات الاقتصادية الاخيرة والتي زادت اسعار كل شيء، وبالطبع ستزداد سخونتها مع ارتفاع الاسعار التي طالت الزي المدرسي وكل المستلزمات من حقائب مدرسيه وكراسات وكتب وغيرها. ان المعادلة صعبة جدا على رب الاسره الذي يقع عليه عبء توفير احتياجات عدد من ابنائه، فقد إلتقطت أذني شكوى بثها أب وهو يحلف باليمين انه لا يملك ثمن الزي المدرسي لأبنائه الاربعة الذين يدرسون بمرحلة الاساس، ويحتاجون الى مستلزمات اخرى تفاجئنا بها المدارس منذ ان تفتح ابوابها وحتى نهاية العام. هناك موضوع اخر شغل الاباء والمعلمين والتلاميذ وهو امكانية توفير الكتاب المدرسي، حيث كان هناك اشكال كبير في توفيره العام الماضي، وبالرغم من اننا كنا نتوقع ان تستفيد الجهات المسئولة من اخطائها وتقوم بتوفير الكتاب المدرسي في الوقت المناسب وبالكم المطلوب، فقد وصلتنا اخبار من الولايات التي بدأت عامها الدراسي وهي غير مبشرة، حيث ان هناك خمسة طلاب يشتركون في كتاب واحد اضافة الي ان هناك مدارس لم تصلها الكتب حتى الان، كما ان الصور التي وردت من مراسلينا بالولايات مخيبة للامال، فالفصول متصدعة ووجود الطلاب بداخلها ينذر بالخطر وتفتقر اغلبية المدارس لمقومات الدراسة من مقاعد وكتب وغيرها. مالفت نظري ان هناك واجهات زجاجيه تعرض كل الكتب الدراسية للمراحل المختلفة وباسعار تجارية لكن لمن استطاع اليها سبيلا، إذ أن هناك اسرا لا تسمح ظروفها المالية بان تطالها ليظل ابناؤهم يعانون الامرين وليكون الواحد منهم قد نسي شكل الكتاب حتى يصل دوره في الاشتراك. ان التعليم هو اساس التنمية واغلب دول العالم رصدت له الميزانيات المعتبرة، الا اننا في السودان ظللنا نطالب بزيادة ميزانية الانفاق على التعليم دون ان نتبع القول بالفعل، بالرغم من التوصيات التي صدرت من مؤتمر التعليم الذي انعقد خلال هذا العام واوضحت تقاريره التي تم تدارسها ضرورة اصلاح حال التعليم لانه هو الاستثمار الحقيقي، الا ان المنفذ من توصيات لا يرتقي لمستوى المطلوبات، وفي النهايه سوف تضطر المدارس ومجالس الاباء الى فرض الرسوم المدرسية على الطلاب لتكملة ما يواجهها من نقص في مستلزمات العملية التعليمية لتدخل الاسر في ضائقة مالية اكثر مما هي فيه ، وليضطر الطالب في النهاية الى البحث عن خيارات اما العمل وترك مقاعد الدراسة لانه لا يستطيع ان يدفع مصروفاته الدراسية وهو يعيش في اسرة تقع تحت دائرة الفقر وهم اغلبية او الشارع ليصبح فاقدا تربويا ومستقبله في مهب الريح.