رسمت منظمات دولية صورة قاتمة للأوضاع في دولة جنوب السودان مع الذكرى الأولى لإعلان الانفصال عن السودان، وقالت منظمة أوكسفام إن الابتهاج الذي خلفه الاستقلال بهت بريقه بفعل واقع الصراع اليومي من أجل البقاء لأن نصف السكان لا يحصلون على الغذاء لغلاء أسعار السلع الأساسية الذي أدى لارتفاع نسبة التضخم إلى (80%) في مايو الماضي. أسوأ أزمة إنسانية حذرت وكالة الإغاثة الدولية (أوكسفام) أمس من أن جنوب السودان وبعد مرور نحو عام على إعلان استقلاله يواجه أسوأ أزمة إنسانية منذ نهاية الحرب عام 2005 تحت وطأة الانهيار الاقتصادي الحاد والصراع الدائر. ونقلت (يو بي آي)عن الوكالة قولها "إن الجهود الطارئة وطويلة الأجل لمساعدة ما يقرب من نصف سكان جنوب السودان الذين لا يملكون ما يكفي من الطعام قد تخرج عن مسارها جراء خروج الاقتصاد عن دائرة السيطرة" لافتة إلى أن انخفاض الإنفاق على الطرق والمدارس والرعاية الصحية وشبكات المياه جراء الكارثة الاقتصادية التي تواجه جنوب السودان حيث وصلت أسعار المواد الغذائية والوقود إلى مستويات غير مسبوقة. ارتفاع التضخم وأشارت (أوكسفام) إلى أن معدل التضخم ارتفع من(3ر21%) في فبراير إلى (80%) في مايو من العام الحالي ما أسهم برفع أسعار المواد الغذائية الأساسية وجعلها بعيدة عن متناول الناس العاديين لافتة إلى أن نصف سكان جنوب السودان يواجه نقصاً في المواد الغذائية و فاق بمعدل الضعف العدد المسجل في العام الماضي. وأوضحت أن معدلات التضخم والصراع الدائر في منطقة أعالي النيل في جنوب السودان أسهمت في رفع أسعار الوقود بنسبة 111 بالمئة وصار برميل الوقود الذي يحتوي على 200 لتر يكلف الآن 1600 دولار بالمقارنة مع 600 دولار في يناير الماضي. صراع يومي وقالت المستشارة السياسية لمنظمة أوكسفام في جنوب السودان هيلين ماكيلهيني "إن الابتهاج الذي خلفه الاستقلال بهت بريقه بفعل واقع الصراع اليومي من أجل البقاء وبعض الناس يعيشون على وجبة واحدة في اليوم فيما ارتفع عدد الناس الذين هم بحاجة ماسة للمعونة الغذائية بمعدل الضعف مقارنة بالعام الماضي". من جهتها انتقدت اللجنة الدولية للصليب الأحمر أمس في الذكرى الأولى لإعلان استقلال جنوب السودان الصعوبات في تأمين العلاج في هذا البلد. ونقلت وكالة الصحافة الفرنسية عن رئيس وفد الصليب الأحمر في جنوب السودان ميلكر مابيك قوله في بيان" إن مجموعات كبيرة عاجزة عن الوصول إلى الخدمات الطبية الأساسية وأن الوضع صعب جداً في المناطق الشمالية الواقعة على الحدود مع السودان إثر المعارك التي دارت في هذه المنطقة" مشيراً إلى ارتفاع عدد الأطفال الذين نقلوا إلى مستشفى ملكال الجامعي بسبب سوء التغذية إلى حد كبير في الأشهر الثلاثة الماضية. مشكلات صحية وأوضح الصليب الأحمر أن البنى التحتية نادرة وكذلك العاملين المتخصصين في المجال الصحي كما أن الحصول على الأدوية والمعدات الطبية محدود. وتعتبر أمراض مثل التهاب السحايا والحصبة والحمى الصفراء والسعال الديكي متأصلة والأمراض المنتشرة مثل الملاريا والالتهابات الحادة للجهاز التنفسي هي الأسباب الرئيسة للمشكلات الصحية في جنوب السودان كما أن أمراض البلهارسيا والكوليرا والنعاس تعد منتشرة أيضاً بحسب الصليب الأحمر.