تلقت إسرائيل صفعات عديدة في أواخر العام الفائت ومنذ مطلع هذا العام إلى تاريخ اليوم والمسلسل يتواصل. منذ أساطيل الحرية وغضبات أردوغان وتخفيض العلاقات الدبلوماسية... أكثر ما اعجبني هو قصيدة الشاعر الالماني قونتر قراس وهو رجل حائز على جائزة نوبل في الآداب. قونتر ويبلغ من العمر 84 سنة وصف الدول الغربية في قصيدته بالمنافقين لأنهم يقيمون الدنيا ولا يقعدونها بسبب مفاعل إيران النووي ويقولون أن قنبلة إيران النووية إذا حدثت فهي مهدد للأمن الدولي وللإنسانية بينما لا يرون هذه البشاعة في ترسانة إسرائيل النووية. الحديث عن (إجرام إيران) لا يمكن أن يلغي (إجرام إسرائيل) التي تقصف أساطيل الحرية المحملة بالأدوية في عرض البحر. قراس يركز على صورة إسرائيل التي تكشفت للعالم بعد حصارها اللا إنساني لقطاع غزة وبربريتها في التصدي لأي موقف إنساني في مواجهة هذا الحصار. قراس يطالب في قصيدته بالعدالة في مواجهة إيران وإسرائيل معا إذا لزم الامر وذلك بمراقبة برنامج إيران وتفكيك ترسانة إسرائيل. ... ولكن بالتأكيد تفكيك ترسانة إسرائيل شبه مستحيل حاليا وربما أقرب للحدوث منه قيام هتلر من قبره. الصفعة الممتازة كانت في اكتوبر 2011 وهي الإعتراف بدولة فلسطين عضوا كاملا في منظمة اليونسكو الامر الذي دفع الولاياتالمتحدةالامريكية لقطع (المعونة) السنوية عن المنظمة وهي مبلغ 80 مليون دولار بالتمام والكمال. لا ينبغي أن نغض الطرف عن هذا الكرم الأمريكاني بالرغم من أنه كان موظفا لصالح إسرائيل وضد فلسطين وبالرغم من أنها تنفق من أموال النفط العربي والإستثمارات العربية التي تديرها كيفما تشاء. .. ولكن هنالك دول عظمى لديها أموال ولكنها أبخل من مادر. المهم أن الكرم الامريكاني انتهى عهده وقررت اليونسكو أن تعيش عزيزة وفقيرة تنتظر من الصين والسعودية والإمارات والكويت وروسيا وغيرها من الدول (سد الفرقة). الصفعة الاخيرة الإعتراف بكنيسة المهد موقعا تراثيا عالميا أي أنه محمي دوليا لأنه يمثل الإنسانية جمعاء وليس الدولة التي تملكه وهي فلسطين الدولة رقم 195 في منظمة اليونسكو رغم أنف إسرائيل وأمريكا وال 14 دولة التي صوتت لصالحهم في إنتظار المقابل السياسي وربما المالي. القصة هنا تشبه إلى حد ما، قصة أمريكا مع ملاوي. .. ألغاء القمة الأفريقية التي تشمل البشير مقابل قرابة ال 300 مليون دولار. .. ولكن هيهات أن يخرج هذا المال دفعة واحدة (كاش). .. هذا المال سيكون قمحا وإغاثات مجدولة لمدة عشر سنين، ومساعدات فنية لمدة 20 سنة (تشمل هذه المساعدات أجور العاملين عليها والتكلفة الإدارية للمنظمات الأمريكية)، وبرنامج تعليم لمدة 30 سنة. .. وكل هذه البرامج تحتاج إلى بناء مقار للمنظمات وعفش وعربات وصناديق قمامة وستاير و... كل هذا داخل في التكلفة ولا يتبقى إلا تضمين مرتبات السفارة الأمريكية في ملاوي في موضوع الدعم. .. عندها تكتشف ملاوي أنها قبضت الريح وشحنات إغاثة ملوثة.