قرار ناشرو الصحف القاضي بزيادة سعر نسخة الصحيفة إلى (جنيهين)، وجد اعتراضات من قبل الصحفيين، داخل مؤسساتهم... وشهدت صالة تحرير (السوداني) نقاشات مستفيضة بين الإدارة والصحفيين الذين أعلنوا رفضهم تلك الزيادة، التي تلقي على عاتق القارئ بالمزيد من الأعباء... ولأن الصحافة تنادي بالدمقراطية في المقام الأول، تقبل الناشرون رأي الصحفيين الداعي لرفض الزيادة.. ولأن الصحافة رصيدها القارئ الكريم تقرر "تجميد" قرار زيادة سعر الصحيفة إلى (جنيهين)، والإبقاء على سعرها الجاري (واحد جنيه فقط لا غير) لحين إيجاد معالجات وحلول بديلة. قرار ناشرو الصحف الداعي لزيادة سعر نسخة الصحيفة إلى (جنيهين) الذي أعلن عنه نهاية الأسبوع المنصرم، جاء بعد اجتماعات ومداولات عديدة... الزيادة لم تأت من فراغ، فالمتغيرات والتقلبات والأزمة الاقتصادية الطاحنة التي تعيشها البلاد هذه الأيام، لا تخفى على أحد، على سبيل المثال (تحريك أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل العملة الوطنية، زيادة الضرائب، ورفع الدعم عن المحروقات....الخ)، وطال "جنون الأسعار" كل شيء، وليست (الصحافة) بمنأى عن هذا الجنون، ففي ظرف عام ارتفعت أسعار الورق بنسبة (120%)، بالإضافة لارتفاع مدخلات الطباعة من (حبر وبليتات)... مما أدى لإغلاق العديد من الصحف أبوابها، لعدم استطاعتها الإيفاء بكل تلك الالتزامات، وآخرها الزميلة (الأحداث) التي توقفت عن الصدور أمس الأول. الأيام القادمة ستشهد مزيدا من الاجتماعات والمداولات بين الناشرين، لإيجاد حلول للخروج من النفق المظلم التي تقبع فيه الصحافة السودانية. أسرة تحرير (السوداني) تعد جمهور القراء بأنها ستنحاز وتقف دوماً لصالحهم... فالجمهور هو التيار الذي دفعها نحو المقدمة، وهو الذي تراهن عليه. والله المستعان.