تبدأ اليوم الثلاثاء بحاضرة شمال دارفور الفاشر أعمال مؤتمر أهل دارفور للسلام والتنمية والذي تنظمه السلطة الاقليمية لدارفور ويشرفه النائب الأول لرئيس الجمهورية الأستاذ علي عثمان محمد طه، وممثل لدولة قطر، وعدد من الضيوف والوزراء والوفود الرسمية، تحت شعار (تطلعاً للوحدة والسلام والتنمية) وهو مؤتمر يعد من فواتح الأعمال الجادة للسلطة الاقليمية التي يترأسها د. التجاني سيسي محمد اتيم الذي جاء وفق اتفاق الدوحة للسلام. وكانت السلطة واجهت مشكلة توفير التمويل لتسيير أعمالها، الى أن قال رئيسها إن وزراء حكومته يسيرون أعمالهم مستخدمين (الركشات) كوسيلة مواصلات، والسبب يعود الى الأزمة الاقتصادية التي تمر بها البلاد التي أدت الى تعديل موازنة الدولة أكثر من مرة، واعتماد سياسة تقشفية حالت دون توفير الموارد المالية التي أقرتها الحكومة في الاتفاقية لدفعها لتسيير أعمال السلطة الاقليمية لدارفور، حيث أن الدول المانحة ربطت تمويلها للسلطة، بالتزام الحكومة بدفعها بما تعهدت به، الأمر الذي أدى إلى تأخير ممارسة السلطة لمهامها. يبدو أنه بانعقاد هذا المؤتمر هناك اتفاقات تمت مع الحكومة المركزية بشأن التمويل، الأمر الذي سهل مهمة المانحين ومنها دولة قطر توفير المال لانعقاد هذا المؤتمر، والذي يؤول عليه أن يبني أرضية صلبة لانطلاقة أعمال السلطة الاقليمية وممارسة سلطاتها كاملة غير منقوصة، كما أنها سوف تمهد لعودة حاملي السلاح للانضمام الى اتفاقية الدوحة، حال وجدت مخرجات المؤتمر القبول من المركز، والإقرار بتنفيذها، بجانب أن المناسبة تمثل إعادة تنشيط تنفيس للحكومة المركزية مما تواجهه من مشكلات اقتصادية، وأمنية وسياسية. يستهدف المؤتمر استقطاب الدعم الشعبي والسياسي والاقليمى تجاه تنفيذ وثيقة الدوحة، والاستفادة القصوى من تجربة اتفاقية ابوجا التي فشلت وعاد موقعوها الى الغابة مرة أخرى، حيث يناقش أوراق عمل سبع، متمثلة في العودة الطوعية للنازحين واللاجئين، وإعادة الإعمار والتنمية، واستقرار الرحل، والمهددات الأمنية ، والعدالة والمصالحة ، والإدارة الأهلية واستخدامات الأراضي ، والقوى الحية (الشباب ، المرأة ، الطلاب) بحسب د.ابراهيم مادبو وزير الإعلام بالسلطة. وكما قلت من قبل إن نجاح المؤتمر سوف يكون عنواناً لنجاح السلطة الاقليمية خاصة وأن بعض المشاركين فيه من حملة السلاح، وإن الهدف المشترك بين أولئك جميعاً هو إعمار وتنمية دارفور.