في القمة الثامنة عشرة للإتحاد الافريقي في يناير 2011 كانت أفريقيا منقسمة و(منشقة) على ذاتها من البداية للنهاية، وظهر هذا الأمر واضحا في إنتخابات (رئيس المفوضية) فبعد ثلاث جولات من المنافسة الشرسة، لم يحصل اي من المرشحين سواء رئيس المفوضية الحالي جان بينج او السيدة/ نيكوسازانا زوما، وزيرة الداخلية الحالية في جنوب افريقيا، على معدل ثلثي الاعضاء المطلوب. وبالتالي إتخذت مفوضية الاتحاد الافريقي قرارها بتعليق الانتخابات إلى أن تقام في القمة التاسعة عشرة والتي تبدأ فعالياتها اليوم في أديس أببا. حصل جان بينج في الجولة الاولى على "28 صوتا مقابل 25، مما لم يمنحه الاغلبية المطلقة". وحصل في الجولة الثانية على 27 صوتا، فيما حصلت مرشحة جنوب افريقيا على 26 صوتا. ثم حصل جان بينج على 29 صوتا مقابل 24 صوتا لمنافسته الشرسة في الجولة الثالثة. وبموجب قواعد الاتحاد الافريقي، لابد ان يحصل الرئيس على اغلبية ثلثي اصوات الاعضاء الذين لهم حق الانتخاب، وهم الاعضاء الذين لا يخضعون لعقوبات (بسبب الإشتراكات غالبا). وإن لم يحصل المرشح على هذه الاغلبية تجرى جولة تالية. لقد جرى الاقتراع في قاعة المؤتمرات داخل مركز الاتحاد الافريقي للمؤتمرات الذي افتتح في إحتفالية ضخمة وهو مبنى حديث بكل ما تحمله الكلمة من معاني وهو هدية من الصين لأفريقيا. ولكن جمال المبني لا يغني شيئا عندما تخرب العلاقات وتتعدد الإختراقات في الجسد الأفريقي المثخن بالجراح والحروب والأمراض. أذكر جيدا أن زوما نزلت من القاعة إلى بهو المبني ورقصت وغنت وكان معها وزير من جنوب السودان، ذهبت للتهنئة ظنا مني أنها فازت، قالت لي أنا لم افز ولكنني سعيدة بسقوط بينج. في تقديري أن القمة الحالية ربما تكون أسوأ من سابقتها وذلك لأن دولة ملاوي ارتكبت قرارها الكارثي والذي ادى لترحيل القمة لأديس أببا وستكون القمة مشحونة بأجواء التوتر بسبب ظاهرة (البيع العلني) للسيادة الأفريقية مقابل الدعم الغربي (دولار ويورو). لقد صرحت رئيسة ملاوي أنها لن تدعو البشير للقمة لأنها بذلك ستخسر 300 مليون دلار مقدمة من أمريكا. كثير من المراقبين قالوا لقد كان الأوفق لرئيسة ملاوي الجديدة (جويس باندا) أن تختفي في الزحام وتتعلل بمشاكل داخلية وتشير إشارات غامضة إلى عدم مقدرة ملاوي حاليا لإستضافة القمة الأفريقية لأسباب تخص ملاوي أو بسبب حزنها على الزعيم السابق أو أية قصة بدلا من المغامرة السياسية الخاسرة التي قامت بها وأودت بسمعة (حكومة ملاوي) وليس (شعب ملاوي) الذي لن يرضى بما حدث إطلاقا ..! لقد تمنت رئيسة ملاوي أن تبيع كل الدول الأفريقية سيادتها مثلما باعت هي وأن ترضى الدول الإفريقية بقمة تكرس لمزيد من الهوان للأفارقة وذلك تمهيدا لدورة قادمة من الإستعمار الحديث ... ولكن أفريقيا خذلت طموحات (الباندا) او فلنقل الجزء الأكبر من افريقيا.