البحر الأحمر.. صرخة في وجه (سودانير)!! تقرير: عبدالقادر باكاش هي صرخة مختلفة لا تشبه الصرخات التي اطلقت في الفترات السابقة، ربما لكون الصوت صادر من اعلى الاجسام الحكومية في وجه جسم آخر تمتلك الحكومة النسبة الاعلى فيه، وهي ظاهرة ربما تكون الاولى من نوعها إذ عبرت حكومة ولاية البحر الأحمر عن استيائها من طريقة تعامل شركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) مع ركاب الولاية من المواطنين والسائحين الأجانب القادمين والمغادرين على طائرات الناقل الوطني من وإلى ولاية البحر الاحمر. باب تكهنات هواتف الصحفيين اصبحت ترن في اوقات متقاربة من بعضها البعض، فإذا كان احدهم هو السابق في تلقي دعوة من حكومة الولاية لحضور مؤتمر صحفي عاجل، فإن الصحفي الآخر هو اللاحق، إذ لم تُوزع دعوات للمؤتمر الصحفي كما عادة حكومة الولاية حينما تقدم على عقد نشاط مماثل، والمختلف هنا ان حكومة الولاية أعلنت عن موقفها من سودانير في عبارات موجزة ووقت لم يتعد الفاصل بينه وبين تلقي الصحفيين كافة وسائل الإعلام المقروءة والمسموعة للدعوة عبر الهاتف سوى ساعتين من الزمان، كما أن شيئا آخر بدا محيرا للزملاء وهو عدم الاعلان عن مناسبة المؤتمر الصحفي مما فتح الباب امام التكهنات وذهب البعض بعيداً بالتحليل وربط مجريات الاحداث في الولاية ببعضها البعض.. لتقطع جميزة قول كل خطيب حينما لبى الجميع الدعوة وجلسوا في انتظار الاعلان عن القضية.. بعض الزملاء اطلقوا بعد معرفتهم للتفاصيل على المؤتمر الصحفي مسمى "مؤتمر الطلقة التي تدوش)، من واقع انه المؤتمر الصحفي الاول لوزارة السياحة والبيئة منذ العام 2007م رغماً عن مرور العديد من القضايا التي كانت تستوجب عقد مؤتمرات ولقاءات تنويرية وبث رسائل مختلفة المعاني والمضامين في أوقات سابقة وهذا كان هو الدافع الرئيس لوسائل الإعلام لتلبية الدعوة رغم ضيق الزمن. زاد الفضول لدى الصحفيين والإعلاميين بمجرد وصولهم لمكتب وزير السياحة عبدالله كنه في الطابق العلوي للوزارة وجدوا مدير مطار بورتسودان الدولي ومدراء مكاتب شركات الطيران عدا سودانير قد وصلوا لمكان المؤتمر قبل وصول الصحفيين وهو أول لقاء مباشر بينهم والإعلاميين. فتح النار وزير السياحة عبدالله محمد أحمد أبو آمنه المعروف بعبدالله كنه الذي يشغل المنصب ضمن مقاعد الحكومة العريضة عن مؤتمر البجا بدأ حديثه بترحيب مقتضب بوسائل الإعلام على تلبية الدعوة وشرع في فتح النار على شركة سودانير حيث أعلن عن شروعهم مباشرةً في البحث عن بديل جوي مناسب لشركة الخطوط الجوية السودانية (سودانير) وعزا الأسباب إلى تذبذب رحلاتها وعدم التزامها بالمواعيد وقال وزير السياحة عبدالله كنه إن الولاية مقبلة على موسم سياحي يتوقع أن يفد فيه العديد من السواح الأجانب هواة سياحة الغطس إلى الولاية بجانب مغادرة العديد من مواطني الولاية إلى القاهرة لقضاء إجازاتهم الصيفية إضافة إلى موسم الحج وكشف أن وزارته تلقت عدة شكاوى من سواح ومواطني الولاية حول تأخر طائرة سودانير وأوضح أن (150) راكباً كان من المفترض أن يغادروا للقاهرة على طائرة سودانير مساء السبت ظلوا عالقين بمطار بورتسودان حتى الآن (نهار أمس) لم تعرهم سودانير أي اهتمام حتى لم تعتذر لهم مجرد اعتذار وأبدى كنه تخوفه من تسبب سودانير في فشل الموسم السياحي للولاية وقال تستقبل الولاية سنوياً حوالي الثلاثة آلاف سائح من دول مختلفة وأن عدم انتظام رحلات سودانير بات يهدد وصولهم في هذا الموسم والمواسم القادمة لجهة أن بعضهم أبلغوا الوزارة في المواسم السابقة بعدم رغبتهم للحجز في سودانير ودعا كنة إلى تحرير المجال الجوي والسماح لخطوط الطيران الأخرى للمنافسة حتى تتمكن سودانير من المنافسة بكفاءتها أو الانسحاب وأكد وجود خطوط نقل جوي سودانية وأجنبية قادرة على سد الفراغ وأضاف كنة أنهم ليسوا شامتين في سودانير ويتمنون أن ترتاد سودانير الآفاق وتتقدم إلى الأمام ولكن وضعها لا يبشر بمستقبل والكل يتابع وضعها المتردي وكشف عن جهود وخطوات تعتزم حكومته اتخاذها مع هيئة الطيران المدني لإدخال خطوط نقل جديدة في الخط الملاحي بين القاهرةبورتسودان تفادياً لاستمرار إخفاقات سودانير، لم ينس الوزير التذكير بأن سودانير باتت محل تندر للمواعيد السودانية وقال إن إخوتنا المصريين أسموها (ستهم) إي ست السودانيين لأن تأتي وتروح إليهم في المواعيد التي تريدها دون الالتزام بالموعد المضروب لرحلاتها. من جهته قال وجدي البربري صاحب وكالة البربري للسفر والسياحة إن قطاع وكالات السفر والسياحة أكثر قطاع متضرر من تأخر رحلات سودانير وأكد أن تذبذب رحلات سودانير بين القاهرةبورتسودان يدفع في أحيان كثيرة السواح الأوربيين إلى صرف النظر عن قدومهم للبحر الأحمر ويعدلون برنامجهم ليقضوا أيامهم في الغردقة أو شرم الشيخ كسباً للوقت مبيناً أن السواح يفضلون الساحل السوداني لممارسة سياحة الغوض لنقائه وبكارته وشدد البربري على ضرورة خلق منافسة في خطوط النقل الجوي وعدم الاعتماد على ناقل واحد وأضاف أن البحر الأحمر انطلقت في المجال السياحي وصارت قبلة للسواح وليس أمامها شيءُ يعوقها سوى رداءة رحلات سودانير واقترح وجدي البربري على الولاية الشروع في تكوين شركة مساهمة لخطوط طيران تحت (شركة الشرق للخطوط الجوية) على غرار شركات المساهمة التي قامت بالولاية في مجالات النقل البحري والبري.