مدخل تناثرت حبات المطر بعد هطيل "شو" لم تصفو السماء تماماً.. وظلت بعض سحابات تهمس بأنها هنا، شلعي البرق يغازل ما تبقي من سحيبات بيضاء، ونصف قمر أبلج.. من بعيد صوت مغنٍ يبتدر حفل عرس في طرف الحي، في تلك اللحظة تأكدت تماماً بأني مكتول هواك.. مكتول هواك، يا زينة البنادر وفحل الديوم، هناك في عز الصبا ومطلع الشباب، عرفت طعم الشعر الحلو وتذوقت لهيجه، ناغم وجداني فلحق به الحب. جاء مثل الفيح الطيب في زمن طيب فتعطرت من طيبه الفاضح الذي لو داريته، يفتضحه طيب عبيره، ترافقنا أنا وصديقي حتى لا يفوتنا سجع طروب وتهادي حمامه، عندما تنحني للخلف وهي تتأهب "للشبال" يلامس ديسها "السباتة".. كن جوهر صدر المحافل. بين البقعة أم درمان وفحل الديوم الأبيض، نقعة وقيزان بينهما "بارا" مثل حديقة داكنة يتلاقى نيمها في ذؤاباته فتتناثر ما بين أوراقها دنانير المتنبئ، اللبخ هناك وجد وطنا إستطابه فاحتضنته شوارع المدينة فكنيت به "أم لبخ". "الغرة" ديار يعشقها القمر.. هناك يتجلى ويكاد يتدلي في الحلال والضهاري والكثبان.. يكتمل بالضوء قبل إستدارته. وعندما يكتمل يلبس تاجاً ويتنزل في أبهى حلله مغموراً بالضياء.. ترى ماهي العلاقة التي سكنت وجداني منذ أكثر من خمسة وأربعين عاماً مشبوكة بالمطر والشعر والغناء.. وجعلتني حتى الآن مكتول هواها. .!! السفر إلى الأبيض في هذه الأيام، أمنية تعاودني كلما جاء المطر وأكرمني أهل الأبيض هذه المرة بدعوتهم لي لحضور تدشين صالة ليالي كردفان وكازينو عبيد كبير البديرية وملعب الخماسيات الذي آمل أن يكون دافعاً للكرة في عروس الرمال كي تتبوأ مكانها الطبيعي بين فرق المقدمة مثلما كانت. كانت الدعوة شخصية من أخي المعتمد فتح الرحمن عوض الكريم والشاب الطموح المتقد الذهن عماد الفكي.. المعتمد ضابط إداري لا يعرف المستحيل، ترى لماذا لا نترك منصب المعتمد في المدن الكبرى لابنائها المبدعين والحادبين من أصحاب العقول النيرة والايدي النظيفة والقلوب الحارة.. وندعمه ونطلق يديه ليعطي دون أن يستبق شيئاً مثلما فعل "فتح" في فحل الديوم. صباح السبت الماضي التقينا بالوجوه النيرة التي صحبناها في الرحلة الخاصة على طائر ميمون، احتشدت صالة كبار الزوار بعدد من الرموز الثقافية والرياضية والاجتماعية والاعلامية والابداعية. كان هناك كمال شداد "بالآفرو" الذي حافظ عليه حتي بعد إندثار الظاهرة- وحسين خوجلي بعمامته التي مسخها المغنواتية والسفير عثمان السيد بطلعته الكردفانية وربعي في مدرسة النهضة عوض مكي وطارق عطا مندوب الكرة الكردفانيه في الاتحاد العام ورؤساء تحرير الصحف من الوراقين الشباب، ضياء ومحمد عبدالقادر والرزيقي. كان معنا د.الماحي سليمان بوجهه الباسم ودواخله الطروبة وولد دار السلام التيجاني الشاعر ورئيس جمهورية الحب الحلنقي الشاعر الباذخ- والمستشار الذي لا يعرف التقاعد لان الشعراء لا يعرفون الاحالة للمعاش مثل صديق كامل عبدالماجد.. وكان زينة "الملمة" وزير الثقافة الذي سيظل في خاطر المثقفين والمبدعين ما ظل الشعر يتردد والكمنجات تصدح في زمن لا يتحسس فيه الجنرالات غداراتهم .السمؤال القريش منح كرسي الوزارة التواضع والوفاء والبذل.. وجاء الفنان محمد الأمين متأبطاً عوده الرنان فاستبشرنا بأمسية بمزاج عال. بعد أن آلت إدارة صالة الزوار إلى مجموعة من الشباب النضير، زادت الخدمة هناك نجيمات أخر بفضل هؤلاء الشباب الذين جعلوا من الضيافة فنا نابعا من موروث شعب حفي مضياف وكريم، أكدوا لنا هؤلاء الشباب ان الضيافة فن رفيع عنوانه الابتسامة وأكد لنا شاب آخر في جامعة كردفان رمي جلباب الحياء امام مدير الجامعة والعمداء والضيوف أن الكتوف اتباعدت واترفعت الكلفة دون أن تتلفح بالرزانة والحياء. لظروف اجتماعية قاهرة لم أواصل الكتابة في هذا المقال خاصة وبعد اطلاعي على مقال الاستاذ كامل وشيخ العرب خالد الشيخ اللذان كانا شهوداً شافا كل حاجة وكتبا كل حاجة.. أخي خالد شيخ العرب والشاذلي وبكري البر ورواد شجرة الرمز جيمس و ولتبلدية حي تقي والمناضلة ستنا مجزوب وكل أهل الأبيض الأوفياء لكم مني السلام.