قد لاتجد إي (تأييد) وأنت تقوم بإنتقاد بعض وسائل الاعلام بسبب كثرة الاعلانات الترويجية بداخلها، ففي هذا البلد (العجيب) تصنف القنوات الفضائية الاكثر اعلاناً بأنها (الاوسع انتشاراً)، والصحيفة التى تتوسد الاعلانات صفحاتها هي بالتأكيد على (قمة التوزيع)، أما بالنسبة للاذاعات فإن إنقطاع الاثير عن البرامج في كل رأس دقيقة، فهو بالتأكيد مكسب كبير للاذاعة، وارباح مادية هائلة..والمستمع (إنشاء الله يطير). أقول هذا الحديث وعلى بالي اذاعة البيت السوداني، والتى منذ ان لامست ذبذباتها آذان الجمهور، حتى استطاعت حجز براح واسع بداخله، وتمكنت من جذبه اليها عبر مواد منوعاتها الشيقة، واقترابها من هموم كل الناس، لكن خلال الايام الماضية تفاجأنا بتلك الاذاعة وقد تحولت إلى اذاعة البيت (الاعلاني) بدلاً من ان يكون سودانياً خالص الهوى والملامح، نعم..تحولت الاذاعة الى منبع للإعلان ليس الا، واصبحت تضحي ببرامج ذات وزن، وتصيب أخريات بالشلل، في ظل اقتطاعها للبث، بأمر الاعلان و(اوراق البنكنوت)، بينما تقلصت مساحة السهرات ووصلت بعضها الى ربع ساعة فقط. نحن لسنا ضد الاعلان داخل الوسائل الاعلامية، فهو مصدر مهم لتغذية تلك الوسائل، في ظل الظروف الاقتصادية الراهنة، والتكاليف الباهظة على مُدخلات بعضها، ولكننا ضد الرتابة والملل والضجر، ضد عدم تقييم المستمع يا اهل البيت السوداني، فماذا يضير لو قمتم بإعداد خطة متكاملة لتوزيع تلك الاعلانات بشروطكم انتم، وليس بشروط المعلنين، بحيث لايتأثر حجم الجمهور. ننتقد اذاعة البيت السوداني من واقع حبنا لها، وخوفنا عليها من ان تتحول الى (اثير بزنس) لايثير في الدواخل اية ردة فعل، ولايصيب النفس البشرية بالدهشة، كما كانت تلك الاذاعة تفعل، والنصيحة الاخيرة منا لاهل تلك الاذاعة بأن يراجعوا حساباتهم قبل ان يجدوا انفسهم وحيدين بلا جمهور، (ودونكم عشرات الاذاعات التى تساقطت مثل البعوض دون ان يعلق أو يبكيها أحد). شربكة اخيرة: الاذاعة التى لاتتحكم في اعلاناتها، جدير بها ان تراجع نفسها..قبل ان توصم بأنها لاتحترم مستمعيها..(واظن ان الرسالة وصلت).