أين الحلول العبقرية التي ظل يتحدث عنها السيد بنجامين برنابا وزير إعلام جنوب السودان .... إتفاقية مع شركة أمريكية من تكساس لتشييد خط أنابيب عبر الأراضي الإثيوبية إلى جيبوتي خلال ثمانية أشهر؟! دول تقدمت بعروض لشراء نفط الجنوب في باطن الأرض وسداد الثمن مقدما و(كاش). لاحظ أن الصحافيين العباقرة الذين سمعوا هذا الكلام من برنابا لم يسألوه عن اسم الشركة في تكساس ولم يسألوه لماذا تصرح أنت بالإنابة عن جيبوتي وإثيوبيا لماذا لم يتحدث وزراء الإعلام في هاتين الدولتين عن هذه الإتفاقية المعجزة! برنابا تحدث أيضا عن "مذكرة تفاهم" ... مجرد ورقة بيضاء فيها أسطر قليلة جدا كان يحملها رئيس الوزراء الكيني رايلا أودينقا تتحدث عن وعد كيني بتمرير نفط جنوب السودان عبر بلاده ... هذه الورقة البروتوكولية التي أهداها أودينقا للسيد سلفاكير قبل أيام من قمة يناير 2012 صارت إتفاقية بين دولتين على خط أنابيب تملكه دولة الجنوب في الأراضي الكينية. وبناء على ذلك رفض سلفا توقيع الإتفاق مع البشير وأصدر أوامره بإغلاق الآبار. كل هذه الخطوط التي يحملها برنابا في حقيبته السحرية، أين هي الآن؟! قائمة ال 75 مسئول جنوبي فاسد (لهفوا أموال النفط)، أين هي الآن؟! برنابا .... قال بعد أيام ... ال 4 مليار دولار المسروقة ذهب نصفها في صفقة ذرة شامية سدد الجنوب ثمنها ولم يتم توريدها للبلاد. والمعنى واضح ... ان موضوع الفساد لن تكون فيه تفاصيل كثيرة شوية ذرة شامية ما وصلت ولو وصلت ينتهي الأمر. المهم أن جنوب السودان الآن ووزير إعلامه السيد برنابا غير مطلوب منهم توليد (أكاذيب) جديدة عن خطوط النفط ولا عن أين ذهبت أموال النفط ... الموضوع يتولاه مجلس الأمن (شخصيا) الذي سيفرض على الخرطوم الإتفاق مع جوبا على تمرير النفط عبر السودان .... لاحظ أن السودان لم يكن مطلوبا منه هذا الأمر ... ولكن السودان الآن مفروض عليه الأمر الذي لم يكن مرغوبا فيه بالأمس! هل يقبل السودان بأي رسوم زهيدة أو حتى معقولة أم ينتظر عقوبات مجلس الأمن؟! هل تذكرون خطاب البشير عقب تحرير هجليج ورفضه القاطع لتمرير نفط الجنوب ولو دفعوا نصفه للشمال؟! ما هو سبب رفضه القاطع؟! (الزعل والغضب) .. أبدا! سبب الرفض أن جنوب السودان ومن وراءه يريدون تعطيل أية إتفاقية ترتيبات أمنية تقضي بتفكيك الفرقة التاسعة والعاشرة من جيش جنوب السودان ... ويريدون ضخ اموال النفط في شرايين جيش الجنوب بما في ذلك الفرقتين تحت قيادة الحلو وعقار ... وحلفائهم في دارفور ... وآخرين سيلحقون بهم ...! مقابل كل دولار سيمنح للشمال في هذه التسوية هنالك عشرات الدولارات سيتم بها تمويل الحرب عليه ... وبالنفط الذي يمر عبر أراضيه يتم شراء السلاح المصوب نحوه. وإذا رفض يعاقب باليمين والشمال ... بينما تعاقب دولة الجنوب باليمين وتمنح بالشمال.