رمضانيات: ما تناقلته العرب عن الطرائف هذا بلاغ للناس بقلم: د. أبوبكر يوسف إبراهيم* هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته التوطئة: - للمرأة شأن وشئون في حياة الإمم فمن أنكر ذلك فكأنما أنكر بعضا من أهم خلق الله، وإنه الخلق الذي به تتم الرحمة والسكينة والاستخلاف في الأرض وإستمرار الخليقة إلى أن يرث الله الأرض وما عليها، وللنساء طرائف كما جرى به تاريخ العرب ومن أجل الاستزادة استحسنت أن آتي على ذكر بعض مما قرأت من بعض أخبار وطرائف النساء التي تناقلتها العرب ومما اطلعنا نواصل النقل مما وقع في أيدينا عن هذه المخطوطات والتراجم والسير لما تحتويه من بلاغة المرأة وسرعة بديهتها وذكائها وجرأتها على قول الحق في حياء واستحياء حتى في مجالس الحكام والعلماء. المتن (قصص النساء): - خطب خالد بن صفوان امرأةً فقال: أنا خالد بن صفوان، والحسب على ماقد علمته، وكثرة المال على ما قد بلغك وفيِ خصالٌ سأبينها لكِ فتقدمين عليَ أو تدعين، قالت: وماهي؟ قال: إن الحُرةَ إذا دنت مني أملَتني، وإذا تباعدتْ عني أعلتني، ولا سبيل إلى درهمي وديناري، ويأتي عليّ ساعة من الملال لو أن رأسي في يدي نبذْتُهُ، فقالت: قد فهمنا مقالتك ووعينا ماذكرتَ، وفيك بحمد الله خصالٌ لا نرضاها لبنات إبليس، فانصرف رحمك الله!! - عن رجل يقال له ورقاء قال: سمعت الحجاج يقول لليلى الأخيلية: إن شبابك قد ذهب، واضمحل أمرُك وأمرُ توبة، فأقسم عليك إلا صدقتني، هل كانت بينكما ريبة قطٌ أو خاطبك في ذلك قطٌ؟ فقالت: لا والله أيها الأمير إلا أنه قال لي ليلة وقد خلونا كلمة ظننتُ أنه قد خضع فيها لبعض الأمر، فقلت له: وذي حاجةٍ قلنا له لا تَبُح بها فليس إليها ماحييتَ سبيلُ لنا صاحبٌ لا ينبغي أن نخونه وأنت لأخرى فارغٌ وحَليلُ فلا والله ما سمعتُ منه ريبةً بعدها حتى فرقَ بيننا الموت. - كانت عليةُ بنت المهدي تحب أن ترسل بالأشعار من تختصُه، فاختصتْ خادماً يقال له (طَلَ) من خدم الرشيد، فكانت تراسله بالشعر، فلم تره أياماً، فمشت على ميزاب وحدثته وقالت في ذلك: قد كان ما كُلِفته زمناً يا طلٌ من وجدٍ بكم يكفي حتى أتيتك زائراً عجلاً أمشي على حتفٍ إلى حتفِ فحلف عليها الرشيد ألا تكلم طلاً ولا تسميه باسمه، فضمنتْ له ذلك، استمع عليها يوماً وهي تدرسُ آخر سورة البقرة حتى بلغت إلى قوله عز وجل: (فإن لمْ يصبها وابلٌ فطلٌ) وأرادت أن تقول: (فطلٌ) فقالت: فالذي نهانا عنه أمير المؤمنين. فدخل وقبل رأسها وقال: قد وهبتُ لكِ طلاً، ولا أمنعك بعد هذا من شيءٍ تريدينه!! - حكي أنه كان لهارون الرشيد جارية سوداء قبيحة المنظر، فنثر يوماً دنانير بين الجواري، فصارت الجواري يلتقطن الدنانير، وتلك الجارية واقفة تنظر إلى وجه الرشيد، فقال لها: ألا تلتقطين الدنانير؟ فقالت: إن مطلوبهن الدنانير ومطلوبي صاحب الدنانير!! فأعجبته فقربها وأثنى عليها خيراً، فقام حسن كلامها مقام الجمال!! - ادخل على المنصور جاريتان فأعجبتاه فقالت التي دخلت أولا :يا أمير المؤمنين، ان الله فضلني على هذه بقوله: "والسابقون الاولون".. وقالت الاخري: لا بل الله فضلني عليها بقوله: "وللأخرة خير لك من الأولى"!! - دخلت ليلة الاخيلية على عبدالملك بن مروان وقد أسنّت فقال لها: ماذا رأى فيك توبة بن حميّر، حين حبكِ. فقالت: ما رآه الناس فيك حين ولّوك. - قال الصولي، قال العتبي: رأيتُ امرأةً أعجبتني صورتها، فقلتُ: ألك بعل؟ قالت: لا. قلتُ: أفترغبين في التزويج؟ قالت: نعم، ولكن لي خصلةٌ لا أظنك ترضاها. قلتُ: وماهي؟ قالت: بياض برأسي. قال: فثنيتُ عنان فرسي وسرتُ قليلاً، فنادتني "أقسمت عليك لتقفن"، ثم أتتْ إلى موضعٍ خالٍ، فكشفت عن شعر كأنه العناقيد السوناي، فقالت: والله مابلغتُ العشرين، ولكنني عرَفتُك أنَا نكره منك ما تكره منا. قال: فخجلت وسرتُ وأنا أقول: فجعلتُ أطلبُ وصلها بتملٌقٍ.. والشيبُ يغمزها بأن لا تفعلي. الهامش: (مِلَحٌ) - شاهد رجل امرأة شنقت نفسها في شجرة فقال: يا ليت كل الأشجار تحمل مثل هذه الثمار.!! - تزوج رجل امرأة قبيحة الوجه.. وفي صباح اليوم التالي للعرس.. قالت لزوجها: على من تريدني أن أظهر..؟ وعلى من تريدني أن أختبئ..؟؟.. فقال لها: أنت في حل.. أن تظهري لكل الناس إلا أنا!! - كان سقراط جالساً يقرأ ويكتب, وكانت امرأتة تغسل الثياب فراحت تحدثه في أمر ما بلهجة حادة فقد عُرف عنها سلاطة اللسان وأعوج القول, فلم يرد عليها, وهنا ارتفعت حرارة الغضب عند المرأة, فتقدمت منة وصبت فوق رأسه الماء من وعاء كبير، فقال الفيلسوف سقراط: أبرقتْ ثم أرعدتْ ثم أمطرتْ!! الحاشية: (طرائف) - رأس الحمار: كان في أحد المطاعم قد علق الزبون معطفه على الحائط وذهب إلى الحمام، وفي هذه الأثناء، قام صديقه ورسم على ظهر المعطف رأس حمار، ولما عاد صاحبه ورأى ما رآه. قال: من مسح وجهه بمعطفي؟..... - مشكلة مستعصية قال أحد الشباب لصديقه: إني أعاني من مشكلة مستعصية. فقال له الصديق: وما هي؟ فقال له الشاب: ما من مرة أبدي إعجابي بإحدى الفتيات طلبا للزواج منها إلا وترفضها أمي. فقال له الصديق: بسيطة إني أرى أن تختار فتاة تشبه أمك في المظهر والجوهر وبذلك تضع حدا لمشكلتك، وبعد مدة أخبر الشاب صديقه بأنه وجدها. فقال له الصديق: حسنا فعلت. فقال الشاب عندئذ: ولكن هذه المرة لم ترفضها أمي، بل رفضها أبي!!. - الحسود والبخيل: وقف حسود وبخيل بين يدي أحد الملوك، فقال لهما: تمنيا مني ما تريدان فإني سأعطي الثاني ضعف ما يطلبه الأول. فصار أحدهما يقول للآخر أنت أولا، فتشاجرا طويلا، وكان كل منهما يخشى أن يتمنى أولا، لئلا يصيب الآخر ضعف ما يصيبه. فقال الملك: إن لم تفعلا ما آمركما قطعت رأسيكما. فقال الحسود: يا مولاي إقلع إحدى عينيَ!!! - معاوية وشريكك: في عهد معاويه بن أبي سفيان، كان يوجد فارس ذائع الصيت، إسمه شريك بن الأعور، وكان معاويه يتمنى أن يراه، وذات يوم جاء شريك لمجلس الخلافه، وعندما رآه معاويه وجده دميم الوجه فقال له: يا شريك أنت دميم والجميل خير من الدميم، وأنت شريك وما لله من شريك، وأنت إبن الأعور والسليم خير من الأعور. فقال شريك: وأنت معاويه وما معاويه إلا كلبة عوت فإستعوت الكلاب، وأنت بن حرب والسلم خير من الحرب، وأنت إبن أميه وما أمية ألا أمة صُغِرت!! الحاشية: - تخيل نفسك مكان جحا وقد دار الحوار الآتي بينك وبين السائل وأنت صائم: كان جحا في الطابق العلوي من منزله، فطرق بابه أحد الأشخاص، فأطل من الشباك فرأى رجلا، فقال: ماذا تريد؟ قال: انزل الى تحت لأكلمك، فنزل جحا. فقال الرجل: أنا فقير الحال اريد حسنة يا سيدي. فاغتاظ جحا منه ولكنه كتم غيظه وقال له: اتبعني. وصعد جحا إلى أعلى البيت والرجل يتبعه، فلما وصلا إلى الطابق العلوي التفت إلى السائل وقال له: الله يعطيك. فاجابه الفقير: ولماذا لم تقل لي ذلك ونحن تحت؟ فقال جحا: وانت لماذا انزلتني ولم تقل لي وأنا فوق؟ دعاء مستحب في ليلة النصف من رمضان (والله أعلم) - (اللهم أرزقني فيه طاعة الخاشعين، واشرح فيه صدري بإنابة المُخبتين بأمانك يا أمان الخائفين).