مواطنون, سيارات, ركشات؛ امتلأ بهم الطريق المؤدي للميناء البري , أجمع الناس على أن المنظر هو سمة الأيام التى تسبق العيد, ولعل هجرة المواطنين من المركز للولايات بغرض أن يقضوا أيام العيد فى أحضان العائلة هو ما دفعهم لتحمل أصعب السيناريوهات هناك. عندما كانت الساعة العاشرة صباحاً كان المسافرون مصطفين بكثرة للدرجة التى تجعلك تتساءل كيف سيكون حالهم عند منتصف النهار؟ فالعدد كان مهولاً لدرجة أن تذاكر الدخول الى الميناء البري والتى بلغ سعرها (150) قرشا قد نفذت ما جعل المواطنين الذين كانوا يقفون من أجل التذكرة يصيحون فى شباك التذاكر مستنكرين وقوفهم لدقائق أمام الشباك دون إخطارهم. عندما تمر من البوابة تلاحظ الحركة الدؤوبة للعمال الذين ينقلون (عفش) المواطنين, أما داخل الصالات فأول من يقابلك هم (جوكية) التذاكر كما سماهم العم محمد آدم (أحد المسافرين) تتعالى أصواتهم وهم يحملون التذاكر لاصطياد المسافرين. وقال محمد إن هؤلاء الجوكية هم سبب رئيسي فى ارتفاع أسعار التذاكر هذه الأيام, وتساءل لماذا تزيد التذكرة أيام العيد تحديداً؟ وأجاب فى نفس الوقت بأن الأمر لا يتعدى كونه جشعا من بعض أصحاب البصات. (2) الموجودون فى الميناء كان بعضهم منكباً على الصحف, والبعض الآخر كان يستخدمها كوسيلة (يهش) بها (الذباب) فالصالة كانت مكتظة بالمسافرين وكانوا يمسحون حبيبات العرق التى على وجوههم فى الصالة التى كان التكييف فيها (خارج الخدمة) , قالت عائشة محمد والتى كانت بصحبة أسرتها إنها موجودة فى الميناء منذ الساعة التاسعة صباحاً إلا أنها لم تغادره حتى بعد أن تجاوزت الساعة الثانية عشرة لأن البص لم يأت, وأضافت أن المكان ليس ملائما بحيث ينتظر المسافر البص إذا تأخر, وأشارت بيدها عندما قالت :(هسى أنا معاي اولادي من شدة السخانة ما قادرين يقعدوا, امشى بيهم وين؟ وأضافت نخن بندخل الميناء بجنيه ونص دي بتمش وين؟). (3) عوض الجيد الأغر كان ينتظر البص الذى من المغترض أن يقله الى المناقل, قال :( أنا لي 3 ساعات منتظر البص)، وأضاف: (لكن قبل قليل بثوا الطمأنينة فى قلوبنا عندما قالوا لنا إن البص سيتحرك عند الواحدة ظهراً, وأبدى عوض استياءه من الحال التى بلغتها أسعار التذاكر التى وصفها بالمبالغ فيها وأردف أن هذا السعر يكون حائلا بين الطالب الذى يدرس فى الخرطوم وبين أهله الذين يتمنى أن يقضي فترة العيد معهم , وقال حتى يتسنى له قضاء فترة العيد مع أهله اضطر أن ينقطع عن دراسته بالجامعة لأيام حتى يتمكن من توفير سعر التذكرة ذهاباً وإياباً. (4) الخبر الذى تناقلته بعض الصحف بأن أصحاب البصات سيضربون عن العمل أمس جعل الكثيرين يقطعون أعمالهم ويتوجهون صوب الميناء البري ليحظوا بمقعد يقلهم الى أهلهم , ومن أولئك كانت ميساء عبدالله التى كانت فى انتظار البص المتوجه صوب القضارف والتى قالت إنها كانت تنوي أن تسافر آخر الأسبوع ولكن هذا الأمر جعلها تقرر السفر بعد أن قامت بتأجيل كل ارتباطاتها لما بعد عطلة العيد, الجدير بالذكر أن رئيس غرفة البصات السفرية أحمد علي أعلن نهاية الإضراب الذى كان من المفترض أن ينفذ أمس. (5) منصور سليمان قال إن الوضع عادي بخصوص زيادة الأسعار ومن حق الشركات أن تزيد التذكرة فى ثلاثة الأيام التى تسبق العيد لأن البصات عندما تأتي من الولايات للخرطوم تأتي بدون ركاب, لكنه استدرك قائلاً :( إن الوضع الراهن لا يستحمل أي زيادة لأن المواطن فى الفترة الأخيرة تعرض لضغوط مادية ابتداءً من فترة المدارس ثم رمضان وفترة العيد بالإضافة لموجة الغلاء الأخيرة, ورجع ليقول إن زيادة أسعار التذاكر قبل العيد تشمل حافز مساعد البص والوقود وغيرها. (6) أما سارة محمد فقد أعربت عن فرحتها بأن وفقها الله لصيام شهر رمضان والفرحة الثانية أنها مسافرة لقضاء العيد بين الأهل والأحباب وقالت إن العيد سانحة طيبة لزيارة الأهل واستعادة ذكريات الزمن الجميل مع الأصدقاء. (7) الأمين العام لنقابة عمال وسائقي البصات السفرية الشريف عبدالعاطي قال ل(السوداني): جرت العادة على أن تزيد غرفة البصات السفرية سعر التذكرة فى الأيام الثلاثة التى تسبق العيد فى رحلتها من المركز الى الولايات, وبالعكس, وقال من المتوقع أن تكون الزيادة مابين (7%_15%) وأضاف أن أصحاب البصات السفرية يدعون أن تكون الزيادة 20% وبسؤالنا له عن الحلول الأخرى بدل الزيادة التى تلهب جيب المواطن كل عام ؟ أجاب بالنفي.