الرسالة والمشوار...صراع (التكلفة)..!! الخرطوم : يوسف دوكة كان الناس في أيام العيد قبل سنين يقطعون الفيافي بعزيمة وحميمية عالية لتقديم التهاني للأهل والأحباب بالعيد وبعضهم في الولايات يمشي حافي الأقدام إلي القرى المجاورة لتبادل التهاني، ولكن في الآونة الأخيرة تلاشت التهاني (الشفاهية) وتمددت التهاني (برسائل الموبايلات) ، ومابين تهاني العيد برسائل الموبايل وتهاني (القلدة) تظهر عديد استفهامات أبرزها سؤال يقول: هل اكتفاء البعض برسالة عيد بجواله كافية للتعبير عن مشاعره..أم هي ظروف اقتصادية (جبرت)..؟ رسالة ومشوار: (أصبحت رسالة بالموبايل تكفيك مشوار ساعات لتهنئة حبيب أو غريب لتبارك له العيد)..هكذا ابتدر الشاب علي عصام حديثه معنا وأضاف : (كثيرة هي الأشياء التي أصبحت تتغير رويداً رويداً في الشعب السوداني.. وإلى وقت قريب كنا نخرج.. أنا وأسرتي.. ونذهب إلى معايدة لجميع الأهل في العاصمة ولكن الموبايل سهل لكثير من الأسر وهذا شيء طبيعي أن تندثر عادات الزيارة بين الأهل والمعارف في العيد). أسباب عديدة: ويقول الموظف أحمد عبد السلام: منذ انتشار الموبايل في الفترة الأخيرة بين الناس أصبح التواصل فيما بينهم (بالصوت وليس الصورة) والآن أصبح الناس يتبادلون التهاني بالرسائل فقط من غير الزيارة التي كانت تجعل للعيد نكهة خاصة عند الصغار والكبار والرسائل بالموبايل تجعل التواصل معدوماً بين الناس ولكن ليس الرسائل وحدها هي التي أدت إلى ذلك ومشغوليات الناس مع المعيشة لها دور في ذلك أيضاً. عشان نوفر: (رسالة بخمسة قروش توفر ليّ مشوار بخمسة جنيهات)... هكذا ابتدر الطالب الجامعي مدثر عبد الله حديثه معنا، وأضاف : شيء طبيعي أن يتبادل المهنئين فيما بينهم الرسائل لأن الرسالة تساعد الشخص في توفير مبالغ كثيرة قد يهدرها في زيارة الأهل والأحباب لأن من المستحيل أن يصل الشخص كل من يعرفهم لذلك خير له أن يقدم تهانيه بالرسائل وهذا شيء جميل لأن هذا الزمن أصبح فيه كل شيء سريع وأنا إذا حاولت أن أصل معارفي في هذا العيد فأحتاج إلى شهر عشان أصلهم كلهم، ولكن في أقل من الخمس دقائق يمكن أن تبلغ جميع معارفك برسالة. نعمل شنو: وتقول ربة المنزل علوية أحمد: كنا نصل للناس في منازلهم قبيل ظهور الجوال، وبعد ظهوره أصبحت أعيد على بعض الناس بالرسائل فقط وهذه المعايدة الإلكترونية ليست (جفا) ولكنها توفر الوقت والمال بالرغم من أن الزيارة في العيد جميلة. وأضافت بحسرة: ( ياولدي العين بصيرة واليد قصيرة ) نعمل شنو الرسائل رخيصة والزيارة مكلفة.